الجولة الثانية لمعركة «اليونيسكو»: «القطرى» الأول.. و«مشيرة» الثالث.. و«الخارجية» تجرى اتصالات لاستعادة أصوات أفريقيا

الجولة الثانية لمعركة «اليونيسكو»: «القطرى» الأول.. و«مشيرة» الثالث.. و«الخارجية» تجرى اتصالات لاستعادة أصوات أفريقيا

الجولة الثانية لمعركة «اليونيسكو»: «القطرى» الأول.. و«مشيرة» الثالث.. و«الخارجية» تجرى اتصالات لاستعادة أصوات أفريقيا

أثار حصول مرشح قطر على أعلى الأصوات فى الجولتين الأولى والثانية لانتخاب مدير عام منظمة اليونيسكو مساء اليوم وأمس متقدماً على مرشحى مصر وفرنسا والصين ولبنان وفيتنام، حالة من الريبة حول استخدم الرشاوى الانتخابية، وأعربت وزارة الخارجية عن دهشتها من الموقف الأفريقى الذى جاء عكس التوقعات بعد إعلان أفريقيا دعمها الكامل للسفيرة مشيرة خطاب مرشحة مصر، وهو ما لم تترجمه نتائج الجولة الأولى، وقال المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إنه لم يكن متوقعاً حسم الانتخابات من جولة واحدة، لأسباب كثيرة أبرزها تعدد المرشحين وضرورة حصول المرشح على 30 صوتاً من ضمن 58 صوتاً.

وأوضح «أبوزيد» فى تصريحات له، اليوم، أن هناك العديد من علامات الاستفهام تدور حول الموقف الأفريقى، فالقارة السمراء لديها ١٧ صوتاً داخل المجلس التنفيذى، وبالتالى من الطبيعى أن نتوقع حصول المرشح المصرى على كل تلك الأصوات كحد أدنى، ونأمل أن تعيد الدول الأفريقية التى لم تصوِّت لمصر النظر فى موقفها، وأن تعيد التأكيد على مندوبيها الدائمين بضرورة الالتزام بدعم المرشح الأفريقى حفاظاً على وحدة القارة وتضامنها». وأشار «أبوزيد» إلى أنه كان من غير المتوقع حصول المرشح القطرى على أكبر عدد أصوات، لافتاً إلى أن انتخابات اليونيسكو فى الفترات الأخيرة اتضح أنها أصبحت مسيّسة؛ تلعب المواقف السياسية دوراً كبيراً فيها، ولكن مصر تخوض هذه المعركة بشرف وتقدم مرشحة جديرة بهذا المنصب ومدعومة من القارة الأفريقية ودول خارجها.

{long_qoute_1}

وأكد السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، مدير حملة السفيرة مشيرة خطاب، أن الحملة تقود تحركات واتصالات مكثفة لاسترجاع التأييد الأفريقى، لافتاً إلى أن نتائج الجولات التالية سوف تعطى مؤشرات عن المرشحين الذين قد ينسحبون لتذيلهم القائمة. ودعا «العرابى» البرلمان الأفريقى المنعقد فى جنوب أفريقيا إلى ضرورة توحيد الجهود لكسب التأييد الكامل من الدول الأفريقية التى تمتلك حق التصويت.

وقالت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن المرحلة الآن تتطلب تكثيف الاتصالات بالدول الأفريقية باعتبارها أكبر كتلة تصويتية فى اليونيسكو، مُضيفة أن على المملكة العربية السعودية بذل تحركات على المستوى العربى والدولى لدعم مصر، والتحرك لحث دول شمال أفريقيا، فالوقت حرج ولا يمكن أن نبحث الآن عن إصلاح ما فات، والجولات التالية يجب أن تكون حاسمة. وتابعت «عمر»: «نثق فى قدرات الفريق المصاحب للسفيرة مشيرة خطاب، ونعلم أنهم قاموا باللازم خلال الفترة القليلة الماضية من خلال تكثيف الاتصالات مع الدول المختلفة التى من الممكن أن تعيد حساباتها خصوصاً بعدما وجدنا دولاً تتذيل القائمة»، لافتة إلى أنه يمكن التفاوض والاتصال مع من حلوا فى مراكز متأخرة أن ينسحبوا لصالح مصر.

وأوضح السفير محمد حجازى، عضو حملة مشيرة خطاب، أن حصول المرشح القطرى على 19 صوتاً فى الجولة الأولى و20 فى الجولة الثانية، ليس مقياساً لتصدر الجولات الأخرى، وفى الانتخابات السابقة حصلت المرشحة إيرينا بوكوفا على 8 أصوات فى أول جولة ولكنها فازت فى النهاية، وبالتالى نحن فى الموقع الذى توقعناه ونأمل من خلال الضغوط على الصوت الأفريقى التأكيد على التكتل الأفريقى فى دعم المرشحة المصرية مما يؤهلها لشغل المركز الثانى من حيث عدد الأصوات. {left_qoute_1}

وقالت المستشارة تهانى الجبالى، نائب رئيس المحكمة الدستورية الأسبق، إن آليات الأمم المتحدة كلها مُسيّسة وواقعة فى قبضة الغرب، (أمريكا وحلفائها)، لافتة إلى أن المشهد ينبئ باللعب فى الخفاء والتأثير على الدول بأساليب غير مرئية. وأضافت أن المال السياسى يستخدم ممن يملكه للتأثير على دول العالم الثالث فى كل القضايا وليس وليد اليوم، وهو جزء من عملية إبعاد العنصر العربى عن المواقع المؤثرة دولياً، واصفة ما يجرى هناك بـ«اللعبة سيئة السمعة». وأشارت «الجبالى»، إلى أن اليونيسكو موقع حساس، وإسرائيل تخشى أن تتعرض للإدانة كل فترة لأنها المتهم الأول فى إهدار التراث وتغيير معالمه، مشددة على أن اللوبى الصهيونى يلعب دوراً كبيراً لخدمة إسرائيل فى هذه المعركة، حتى مع عدم وجود مرشح إسرائيلى. وأكدت أن الغدر من جانب المجتمع الدولى أمر متوقع، لحماية المتهمين الأصليين بإهدار التراث، وهذا الأمر حصل مع مصر أيام فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، فقد كان قريباً جداً من النجاح، والتلاعب قلب النتائج، لأنه دائماً ما تُستخدم الرشوة والمال الفاسد فى هذه المناسبات.

وشدد عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، على ضرورة رفع حالة الاستعداد القصوى، والسعى الحثيث لإيصال السفيرة مشيرة خطاب لمنصب أمين عام اليونيسكو. وأضاف «موسى»، لـ«الوطن»، أن الوفد المصرى يجب أن يقود تحركات كبيرة فى الإعداد للجولات المقبلة، ويكثف الاتصالات لكسب العدد الذى يضمن نجاح المرشحة المصرية فى اقتناص الأصوات الكافية لفوزها بالمنصب.

وقال عاطف مغاورى، نائب رئيس حزب التجمع، إن البيان الصادر من ست منظمات حقوقية مصرية، يناهض فيه ترشح السفيرة مشيرة خطاب ممثلة الوطن العربى والقارة الأفريقية نوعٌ من العار، وأضاف: «هؤلاء ومن يحذون حذوهم والمؤيدون لهذا البيان المشبوه مدفوع الأجر، يدعمون من خلاله مرشح قطر، يعملون ضد مصر من أجل دولة تدعم الإرهاب وتناصب العداء لمصر». وأكد «مغاورى» لــ«الوطن» أن جمال عيد، رئيس منظمة الشبكة العربية، أحد الموقعين على هذا البيان، تلقى جائزة من النعيمى القطرى، أحد ممولى الإرهاب، على حد قوله، منوهاً إلى أن مثل هذه الجوائز بمثابة تمويل أجنبى تحت مسمى آخر.

وتابع: «أريد أن أذكّر هؤلاء الموقعين على البيان بمن أيدوا العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، وأصبحوا فى مزبلة التاريخ، وأريد أن أقول لهم: هناك فرق كبير بين أن تختلف مع سياسات الحكم وأن تعادى الوطن، وللأسف فهم أخطأوا خطأ لن يغتفر ونتمنى لمشيرة خطاب أن تنتصر فى معركتها وما زال الأمل قائماً أن تفوز بهذا المقعد المهم». ووصف ياسر قورة، مساعد رئيس حزب الوفد، ما جاء فى بيان المنظمات بـ«الكلام المغرض مدفوع الأجر»، وأردف قائلاً: «من المعروف وبلا شك طبعاً أن قطر تحاول دائماً أن تشترى أى أصوات لكى تحصل على ما تريد»، موضحاً أن قطر تريد أن تكسب معركة اليونيسكو لتثبت للعالم أنها دولة غير إرهابية ولم تتأثر بالمقاطعة المصرية والخليجية، داعياً جميع الدول لإنقاذ اليونيسكو من إرهاب قطر. وقال «قورة» إن قطر تبذل مجهوداً كبيراً جداً لإفشال مصر، لافتاً إلى أن كل من يحاول أن يقلل من قيمة مشيرة خطاب لأنه لم يكن لها دور فى اليونيسكو أو لم تترأس المنظمة من قبل، أو أنها سفيرة وغير محسوبة على المثقفين، فهو لا يفهم ولا يعرف خبراتها وتاريخها الدبلوماسى ودورها المؤثر فى العالم الثقافى وفى الأمم المتحدة، حسب قوله.

فى سياق متصل، أعلن رئيس المجلس التنفيذى لليونيسكو مايكل واربز، أن مرشح أذربيجان قد انسحب قبيل بدء الجولة الثانية من انتخابات المنظمة الأممية، أمس على منصب المدير العام، وقال مايكل واربز -فى بيان- إنه تلقى مذكرة بانسحاب مرشح أذربيجان، وإن السباق أصبح منحصراً الآن بين 6 مرشحين وأسفرت نتائج الجولة الثانية التى أقيمت أمس عن فوز المرشح القطرى حمد بن عبدالعزيز الكوارى بـ20 صوتاً والفرنسية أودريه أزولاى بـ13 صوتاً والمصرية مشيرة خطاب بـ12 صوتاً والصينى كيان تانج بـ5 أصوات ومثلهم للفيتنامى فام سان شاو وأخيراً اللبنانية فيرا خورى لاكويه بـ3 أصوات.


مواضيع متعلقة