"متعودة دايما".. تقارير تفضح تلاعب قطر بأصوات "يونسكو" مثل كأس العالم

كتب: نرمين عفيفي

"متعودة دايما".. تقارير تفضح تلاعب قطر بأصوات "يونسكو" مثل كأس العالم

"متعودة دايما".. تقارير تفضح تلاعب قطر بأصوات "يونسكو" مثل كأس العالم

شبهات كثيرة تطارد قطر في أي محفل دولي تحاول المشاركة فيه وتحصد من خلاله أرصدة من الاهتمام العالمي أكبر من حجمها الحقيقي، تمثل ذلك في تقارير إعلامية تحدت عن فضيحة شراء قطر تنظيم كأس العالم 2022 بالرشاوى، فضلا عما أثير مؤخرا من حصد المرشح القطري لمنظمة اليونسكو لـ19 صوتا، قيل إنها مشتراة بالرشاوى أيضا.

كان حمد الكوارى وزير الثقافة القطرى السابق حصل على 19 صوتا، متصدرا الجولة الأولى فى انتخابات منصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو، وجاءت بعده المرشحة الفرنسية أودرى أزولاى وزيرة الثقافة والإعلام السابقة بـ 13 صوتا، وحلت السفيرة مشيرة خطاب المرشحة المصرية فى المركز الثالث برصيد 11 صوتا.

ويخوض الثلاثي اليوم جولة الإعادة، ويحتاج الفائز للحصول على أغلبية برصيد 30 صوتا من أصل 58 صوتا هم الدول الأعضاء فى المجلس التنفيذى لمنظمة اليونيسكو.

وفي هذا الإطار قالت عدة وسائل إعلام أجنبية إن قطر تعمل على شراء أصوات مقعد رئيس اليونسكو، حيث قال شيمون صامويلز، مدير قسم العلاقات الدولية لدى مركز سيمون ويسنثال الأمريكى، إن قطر تستخدم كافة الأساليب من أجل فوز مرشحها لمنصب مدير عام منظمة اليونيسكو، وهذه الأساليب اشتملت على حوافز مالية للدول الأخرى وشراء أصواتها.

وأضاف صامويلز، فى تصريحات لموقع ألجيماينر الإخبارى، أن قطر قامت بدفع أموال فى كل مكان وخاصة فى جميع أنحاء أفريقيا من أجل ضمان الأصوات لمرشحها "الكوارى".

 وقالت مصادر مطلعة على سير التربيطات السياسية التى تتم حاليا من داخل منظمة اليونسكو، إنه "يبدو أن عملية انتخابات اليونسكو هذا العام ستكشف عن مكائد سياسية وأهداف تتجاوز بكثير مسألة المنافسة على مقعد مدير عام المنظمة، ويتناسى هؤلاء أن اعتلاء مرشح قطرى قمة هرم المنظمة الدولية المعنية بالثقافة والعلوم والسلام والحضارة والحفاظ على التراث التاريخى ستكون وصمة عار على جبين المجتمع الدولى بأكمله".

وكشفت وسائل إعلام فرنسية مرموقة قبل الانتخابات عن استقبال قطر عشرة مندوبين على الأقل من اليونسكو قبل أسبوعين، وعن تلقيهم هدايا سخية، وقبل يومين، كشفت أيضا عن شراء الدوحة ذمم مندوبين خلال اجتماع تم عقده معهم في أحد المطاعم القريبة من مقر المنظمة في باريس، بينهم اثنان من دول عربية، وعدد آخر من دول إفريقية ومن أميركا اللاتينية، ولكن حصول المرشح القطري على تسعة عشر صوتا يعني أن أحد عشر مندوبا لم يلتزموا بالتصويت له في الاقتراع السري لاستكمال عدد الأصوات الثلاثين التي تؤهله للفوز بالمنصب، وتضمنت العروض القطرية السخية التي قدمها المرشح القطري لانتزاع المنصب عقد منتدى ثقافي دولي سنوي في باريس، وتقديم التمويل اللازم لإعادة تأهيل مقر المنظمة، فضلا عن مساعدة اليونسكو على تجاوز أزمتها المالية عبر المساهمة في تسديد ما عليها من مستحقات، حيث يتجاوز العجز المالي لها ثلاث مئة وتسعة وعشرين مليون يورو.

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها وسائل إعلام فرنسية هذه الخفايا قبل نهاية المعترك الانتخابي، ولكن حتى الآن لم يصدر أي رد فعل رسمي من اليونسكو، وذلك حسبما قالت قناة "العربية" في تقرير لها.

وأفادت قناة "أوروبا 1" الفرنسية، نقلا عن مصادر داخل الـ"يونسكو"، وصفتها بأنها مطلعة على الروابط السياسية بين الدول الأعضاء في الوقت الحالي، إن "أولئك الذين صوتوا للمرشح القطري قد نسيوا أن صعوده إلى مقدمة المرشحين سيجلب العار إلى منظمة تهدف إلى أن تكون ضامنة للثقافة والتراث والحضارة والتاريخ والعلوم. وسوف تكون وصمة عار مرتبطة بجبهة المجتمع الدولي بأسره، وخصوصا الدول الكبرى التي دعت دائما إلى منع تسييس مساعي المنظمة واحترام حقوق الإنسان".

وخمن المصدر ذاته أنه "ربما يكون من الجيد أن تكون الانتخابات لصالح المرشح القطري، ليظهرللجميع مدى انتهازية بعض الدول، والسماح لبعض الدول الأعضاء بإعادة تقييم قيمها وقيم اليونسكو في جميع مساعيها ومهامها".

وما يحدث الآن يذكرنا بما حدث في قرعة تنظيم كأس العالم 2022، والتي تمت في ديسمبر 2010، والتي نجحت قطر أيضاً بالحصول على تنظيمه عن طريق التلاعب والرشاوي،  مما أدى إلى فتح مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقا حول الأمر، وعلى إثره، تعالت المطالبات بسحب استضافة قطر لكأس العالم 2022،التحقيق كان بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان، حيث احتلت قطر أحد المراتب الخمس على العالم فيما يتعلق بانتشار رق العصر الحديث، وفقًا لمؤشر الرق العالمي لعام 2016 الذي صدر من قبل مؤسسة Walk Free Foundation، بحسب ما نقلت صحيفة "هافينغتون بوست" الأميركية.

وبحسب تقرير لصحيفة "غولف نيوز Gulf News"، يعد قطاع البناء في قطر هو "الشكل الدارج للرق الذي يعكس الطلب على العمالة الرخيصة لبناء البنية التحتية المتعلقة بكأس العالم لكرة القدم لعام 2022 والرؤية الوطنية للبلاد 2030".

وأيضا فيما يخص الرشاوى المالية وشراء الأصوات، حيث نشرت صحيفة "بيلد" الأمانية تقرير مايكل غارسيا، عن كل ما سبق لحظة إعلان فوز قطر باستضافة مونديال 2022، وروسيا باستضافة نسخة عام 2018، ومايكل غارسيا، محامي أميركي ومحقق فيدرالي سابق كان يتولى رئاسة غرفة التحقيقات في لجنة الأخلاقيات التابعة للفيفا، وبعد 18 شهرا أمضاها وهو يحقق في تهم بالفساد والرشوة في ملفي قطر وروسيا، استقال من منصبه بعد رفض الاستئناف الذي قدمه بشأن النسخة التي نشرت متزن تقريره، وما نشر كان 42 صفحة من التقرير، برأت قطر من التهم، فيما الملف كاملا يقع في 403 صفحات، احتاج الأمر عامين ونصف العام، حتى يبدأ كشف النقاب عنها.

الكشف يظهر تفاصيل قبول ثلاثة من أعضاء الفيفا دعوة من الاتحاد القطري لكرة القدم إلى حفل خاص في ريو دي جانيرو، قبل التصويت على استضافة المونديال.

وبعد التصويت يشير التقرير إلى معلومات عن تحويل مليوني دولار من مصدر مجهول إلى حساب ابنة أحد أعضاء الفيفا، وبعد منح قطر الاستضافة مباشرة"هنأ عضو سابق في اللجنة التنفيذية أعضاء في الاتحاد القطري وشكرهم عبر البريد الإلكتروني على تحويل مبلغ بمئات الآلاف من اليورو"، وفيه أيضا، كيف تورطت أكاديمية أسباير المعروفة بأسباير زون في التلاعب بأعضاء الفيفا.

ومن ناحية أخرى يعكف فريق فرنسي على التحقيق بشأن إمكانية تورط الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، في الحصول على رشاوى مالية أثناء رئاسته في مقابل تقديم المساعدة لقطر من أجل الفوز بتنظيم كأس العالم  لكرة القدم عام 2022.

وتقول الصحيفة البريطانية إن فريق المحققين يركز على دراسة صفقات كانت الحكومة الفرنسية في عهد ساركوزي قد أجرتها مع السلطات القطرية، وأن المحققين يشتبهون تحديدًا في صفقة مع صندوق الاستثمار القطري تتعلق بشرائه 5% من أسهم الشركة الفرنسية “فيوليا” العاملة في إعادة تدوير النفايات.

وكشف المحققون أنه تم تحويل مبلغ 180 مليون يورو بناء على هذه الصفقة، لاستخدامها في تقديم الرشوة لبعض أعضاء اللجنة المسؤولة عن اختيار البلد الذي يحق له استضافة بطولة كأس العالم 2022.

هذا الفساد الذى أحاط بقرعة تنظيم كأس العالم 2022 دفع الكثيرين للمطالبة بسحب التنظيم من قطر ومنحه لأقرب منافس لها، بالإضافة إلى دعمها للإرهاب، والفساد الذى شاب عملية الاختيار، كذلك عجز الدويلة الصغيرة عن الوفاء بالتزاماتها تجاه مسألة التجهيزات المرتبطة بالبطولة بعد أزمة الدوحة مع الدول العربية، وصعوبة وصول مواد البناء أو العمالة المطلوبة للقيام بهذه المهمة.

 

 وما يحدث الآن في إنتخابات اليونسكو شبيه بما حدث في قرعة كأس العالم 2022، فقطر دويلة صغيرة تريد أن تجتاح الساحة العالمية ولكنها دويلة لا تمتلك خبرات، ولا بنية تحتة، ولا تاريخ يؤهلها فتلجأ للأموال، والرشاوى، والأساليب الملتوية.

فلن تكون مفاجأة لنا كشرق أوسط يعاني من دعم قطر للإرهاب، وإستخدام أموالها في تخريب الوطن العربي، من أجل سيادتها على المنطقة، فقطر بأموالها، وفسادها  تستطيع فعل أي شئ، وحتى شراء مقعد رئاسة اليونسكو.