صلاح عبدالله: مش شايف نفسى نجم.. لكن العبد لله ممثل مهم وأعماله ناجحة

صلاح عبدالله: مش شايف نفسى نجم.. لكن العبد لله ممثل مهم وأعماله ناجحة
- أحمد بدير
- أحمد شفيق
- أخبار الف
- أدب الحوار
- أشياء جديدة
- إدمان السجائر
- الإقلاع عن التدخين
- التطرف والإرهاب
- التواصل الاجتماعى
- التوك شو
- أحمد بدير
- أحمد شفيق
- أخبار الف
- أدب الحوار
- أشياء جديدة
- إدمان السجائر
- الإقلاع عن التدخين
- التطرف والإرهاب
- التواصل الاجتماعى
- التوك شو
فنان لا يتصدر أفيشات الأفلام ولا تترات المسلسلات، لكنه يُعتبر العمود الفقرى للعمل، لا يرى نفسه نجماً ولا رقم واحد، ولكن ممثل فقط، الفن بالنسبة له هو الحياة، طيبته جعلت كل من حوله بمن فيهم الأكبر منه سناً ينادونه بـ«عم صلاح»، كما ترك فى مجمل أعماله التى قدمها خلال الـ37 عاماً حصاد مشواره مع الفن، بصمة مطبوعة فى ذهن الجمهور، فكيف ننسى «سنبل بعد المليون»، و«مصطفى النحاس» فى مسلسل «الملك فاروق»، و«الدكتور مكرم سحاب» فى «الرهينة». «الوطن» تحدثت مع الفنان صلاح عبدالله، الذى كشف بدوره عن كواليس وأسرار مسلسله الجديد «عائلة الحاج نعمان»، بعدما تعافى من وعكته الصحية الأخيرة، كما أفصح عن رأيه فيما تشهده الحالة الفنية على صعيد السينما والدراما، إلى جانب إدمانه لمتابعة برامج التوك شو، إذ أكد أن الأطباء نصحوه بالتوقف عن مشاهدتها، والكثير من التفاصيل فى سياق الحوار التالى.
{long_qoute_1}
حدثنا عن دورك فى مسلسل «عائلة الحاج نعمان» وموعد انتهاء تصويره؟
- ما زال لدينا المزيد من الوقت، حيث بدأنا العمل على المسلسل منذ يوم 12 أغسطس، وحالياً نعكف على تكثيف التصوير لكى نستطيع اللحاق بالموعد المتفق عليه مع الشركة المنتجة، ونسلم الحلقات للقناة التى ستعرضه، وما يتعلق بدورى لا أستطيع الإفصاح عن تفاصيله كثيراً، ولكن على العموم «الحاج نعمان» رجل عصامى وطيب يتقى الله وذكى جداً، وحريص فى علاقاته، يعمل تاجر موبيليا، بدأ حياته من الصفر حتى أصبح ثرياً ولديه معارض وأملاك، ولديه أسرة كبيرة مكونة من ثلاث بنات، من بينهن اثنتان متزوجتان، وأخرى دون ذلك، بالإضافة إلى ابنه خالد «تيم حسن» من زوجة أخرى. «الحاج نعمان» لديه صراع مع محروس «أحمد بدير»، وبالمناسبة هو شخص مهم جداً بالنسبة لى، واستفدت وتعلمت منه كثيراً، والمسلسل يدور فى إطار صراعات إنسانية واجتماعية موجودة فى حياتنا، ومكتوبة بشكل عبقرى من المؤلف مجدى صابر، بالإضافة إلى كوكبة كبيرة من النجوم، ولا أرغب فى نسيان أحد منهم.
بعد عشر سنوات من مسلسل «الملك فاروق» يتجدد اللقاء مع تيم حسن.. حدّثنا عن طبيعة علاقتكما؟
- «ربنا جمع اتنين».. الحمد لله، أعتقد أن السنين والظروف والأحداث لم تُغير شيئاً فيهما، فتيم الذى عرفته فى «الملك فاروق»، ما زال كما هو، وهذا المسلسل يُعتبر بوابة دخوله للمشاهد المصرى، كما أعتز بشدة بدور الزعيم مصطفى النحاس الذى قدمته خلال أحداثه، ليس لى الحق فى تقييم أحد مهنياً، لكن تيم إنسان بسيط جداً ومتواضع ويحب كل من يعمل معه، ويضفى روحاً من البهجة والسعادة داخل اللوكيشن، و«عائلة الحاج نعمان» أحد الأعمال التى وُفق فيها المنتج صادق الصباح، والمخرج أحمد شفيق، على مستوى اختيار فريق العمل من الناحية الفنية، إلى جانب الكواليس الرائعة والجميلة، التى جعلتنى أحب المسلسل بشدة.
{long_qoute_2}
كتبت على صفحتك «العودة إلى البلاتوه بالنسبة للعبد لله تعنى الحياة.. إنها إرادة الله».. هل ترى الفن بمثابة الحياة؟
- بالطبع، فهو عملى ومهنتى التى احترفتها منذ 1980، أى قرابة 37 عاماً، تقريباً عمر شخص وُلد ومر بمرحلة المراهقة والشباب وأصبح رجلاً، إذن فهو حياة، والشخص مع مرور الوقت تُصبح متعته الحقيقية فى العمل، وقد عدت إليه على الفور بمجرد شعورى بالتعافى، وهذا يرجع إلى المنتج والمخرج والمؤلف وتيم وكل أسرة المسلسل، لا سيما أننى دخلت المستشفى وكانت ظروفى الصحية لا تسمح بالعمل، فطلبت منهم أن يستبدلونى بآخر، لكنهم أصروا على وجودى وأخبرونى بأنهم فى انتظارى حتى أتعافى، على الرغم من حاجتهم لبدء التصوير، وانتظرونى مرة واثنتين حتى أنعم الله علىّ بالشفاء. وليس لديك فكرة عن قدر الاهتمام والدفء والحب والحنان الذى وجدته فى أسرة العمل بعد خروجى من المستشفى، وأيضاً تحملهم وصبرهم، خصوصاً أنهم أعدوا لى جدول عمل يجعلنى أسترد لياقتى الفنية مع مرور الوقت، دون أن أتعرض للإرهاق، مثل لاعب الكرة الذى يلجأ إلى ممارسة التمارين حتى يسترد لياقته الرياضية تدريجياً بعد إصابته.
مسلسل «وضع أمنى» ناقش قضية مهمة، إلا أنه لم يأخذ حقه فى المشاهدة، هل ظلمه العرض الحصرى؟
- بالطبع، العرض الحصرى له تأثير، وأيضاً الأعمال التى عُرضت فى رمضان كانت كثيرة للغاية، وهناك أعمال حصرية لم تستطع تحقيق نسبة المشاهدة المطلوبة قياساً بجودتها، ولكنى سعدت بالعمل فى «وضع أمنى»، ولدىّ ثقة أنه عندما تُعاد إذاعته سيحقق النجاح الذى يستحقه، مثلما فعلت أعمال أخرى كثيرة فى عروضها الثانية.
دائماً ما تقدم أعمالاً كوميدية وتراجيدية تناقش قضايا مهمة فى المجتمع.. هل تتعمد ذلك فى اختيار أدوارك؟
- لا أستطيع ادعاء أننى أتعمد ذلك، لكن عندما تتاح لى الفرصة أختار الأفضل، وعلى سبيل المثال شاركت مع ياسمين عبدالعزيز فى مسلسل «هربانة منها» بثمانى حلقات كوميدية مُنفصلة، ولكنها عرضت سلبيات كثيرة فى المجتمع، وألقت الضوء على الإيجابيات أيضاً، وكنت ضيف شرف فى مسلسل «طاقة نور»، وعلى الرغم من صغر دورى فإنه كان مهماً وأثّر على سير الأحداث، فعندما أرى دوراً يحمل رسالة أشارك فيه بغضّ النظر عن حجم الوجود، ومسلسل «ازاى الصحة» كان كوميدياً، وفى الوقت ذاته ألقى الضوء على قضايا الصحة وسلبياتها، وعملت فى مسلسل «اللهم إنى صائم» مع مصطفى شعبان، وهذه المرة الثانية التى تجمعنا معاً، لذلك عندما أجد عملاً يمس مجتمعنا وقضايانا أكون أكثر حماسة له.
{long_qoute_3}
على ذكر مصطفى شعبان، البعض يرى أنه يكرر نفسه فى أدواره.. ما تعليقك؟
- ليس من حقى تقييم أحد فنياً و«مايصحش»، ولا أرى أنه يكرر نفسه، بالعكس خطواته قوية، ويحاول كل عام أن يُغير أدواره ويقدم أشياء جديدة، فهو نجم ومطلوب من الجميع.
انتشر على «السوشيال ميديا» مشهد من مسلسل «وضع أمنى» يتحدث فيه عمرو سعد عن ابنته التى تموت، وأن الدولة تنفق الأموال على المواكب والمؤتمرات دون أن تعالج مرضاها.. هل ترى ذلك توصيفاً للواقع؟
- تلك القضايا ليست وليدة اللحظة، فنحن نعانى منذ أن وعينا على الحياة، فالفساد وُجد مع بداية الخليقة، وأيضاً التطرف والإرهاب، وكل الأشياء البغيضة التى يعانى منها البشر، لكن نسبة وجودها وظهورها تختلف من حين لآخر، ونحن فى مرحلة لدينا فيها الشجاعة والقوة لتسليط الضوء على السلبيات الموجودة فى مجتمعنا، وأيضاً الإيجابيات، فكما ننشر أخبار الفاسدين والمرتشين والمختلسين، لا بد أن نتحدث عن النماذج الجيدة والأشخاص الذين رفضوا الرشوة، وأتفق معك أن المشهد كان مؤثراً وأدّاه عمرو بطريقة متمكنة وببراعة شديدة مع الطفلة يارو، وهو يتحدث عن حقيقة، فهناك فساد فى مناطق مهمة جداً مثل الصحة والتعليم وغيرهما.
وإلى أين ترى مصر ذاهبة؟
- باختصار «أنا مُتفائل»، وأرى أنه رغم كل ما يحدث فى المجتمع من سلبيات، فإننا نتجاهل الإيجابيات الموجودة حولنا، فلدىّ قناعة بأن مصر سترى خيراً كبيراً فى الفترة المقبلة بإذن الله، ودائماً الخير يولد من رحم المعاناة، فلا يأتى بسهولة، ودائماً ما أقول «لسه برضو على فكرة عندنا الأمل فى بكرة.. والأمل عمره ما يخلص ولا عُمره هيبقى ذكرى».
قلت فى أحد لقاءاتك «السياسة خدتنا وهتجنن وأبطل سجاير وبرامج التوك شو».. هل ما زلت تُتابع البرامج؟
- عقب ثورة يناير والتداعيات التى حدثت بعدها، نصحنى الأطباء بالتوقف عن مشاهدة «التوك شو» والإقلاع عن التدخين، فمتابعتى للإعلام أدخلتنى فى حالة نفسية غير منضبطة، والعمل كان الشىء الوحيد الذى ينقذنى، وخلال الفترة الطويلة التى ابتعدت فيها عن المسرح، كنت أشاهد البرامج بكثرة دون قصد، ولعلمك كل المصريين الذين يشبهوننى والمنضمين لـ«حزب الكنبة»، كانوا خائفين على بلدنا. لم أستطع التوقف عن إدمان السجائر، ولكنى ابتعدت عن متابعة برامج التوك شو إلى حد ما، حيث بدأت تفقد بريقها، بعد أن كان مقدموها يشبهون نجوم السينما فى شعبيتهم، وحل مكانها مواقع التواصل الاجتماعى، وعلى الرغم من أنها تتمتع بإيجابيات فإننى رأيت بها سلبيات كثيرة وأناساً يتجاوزون، وليس لديهم أدب الحوار، أو ثقافة الاختلاف، ويرغبون فى فرض رأيهم بأى شكل.
هل تذهب إلى السينما حالياً؟
- لم أذهب إليها منذ 10 سنوات، وأعتبر ذلك أحد عيوبى، فأنا لا أرى الأفلام إلا عندما تُعرض على شاشة التليفزيون، وفى الوقت نفسه لا أستطيع مشاهدتها على «اليوتيوب» مثل أناس كثيرين.
وماذا عن متابعتك لأحدث التطورات فى عالم السينما؟
- قدمت أعمالاً كثيرة فى السينما وفخور بها، وعندما أتذكرها أشعر بالراحة، وآخر أفلامى كان «من 30 سنة»، وبوجه عام أرى أن السينما تسير بخطوات قوية وجيدة، ولا يمكننا حصرها فى شباك التذاكر، فمن الممكن أن لا يحقق فيلم إيرادات، ولكنه ينجح ويعيش فى حياتنا، وخلال الفترة الماضية لاحظت أن هناك أعمالاً نجحت فى شباك التذاكر، وستكون فى أرشيف أهم الأفلام التى أُنتجت فى السينما المصرية، التى أراها تتطور من ناحية الكيف والكم.
قلت فى أحد اللقاءات إنك لا ترى نفسك نجماً.
- أنا ممثل، وكلمة نجم عند الناس أصبحت تترجم بـ«شباك التذاكر»، الذى يتصدر الإيرادات وله جمهور يسعى لحجز تذكرة فيلمه، فهذا هو نجم السينما، ونسمع الناس تقول «دخلت فيلم السقا أو عز أو رمضان»، أما نجم التليفزيون فهو من تطلبه المحطات الفضائية فيتفق معه المنتجون ويصبح الأعلى أجراً، وعندما قلت تلك الجملة لا أدّعى التواضع بل هى الحقيقة، فالعبد لله ممثل مهم، وليس صلاح عبدالله وحده، إنما هناك ممثلون كثيرون على نفس القدر من الأهمية، وجودهم يضيف للعمل ويساعد فى نجاحه، دون أن يكون «نجم شباك» فى السينما أو المسلسل. الاستمرار فى النجاح طريقة التصالح مع النفس، فالأفضل أن ترى نفسك أقل من حجمك، ومن يرى نفسه أكبر من حقيقته يجلب لنفسه المشاكل ليس فى عمله فقط ولكن مع ذاته أيضاً، ودائماً أقول «ماتحسبش كام واحد سبقك انت شايف نفسك أحسن منهم.. لكن احسب انت سبقت كام واحد وهما أحسن منك»، فهناك ممثلون أفضل منى ولكن شاءت الظروف والفرص أن أكون الأعلى أجراً واسماً، وهو ما يجعلنى أحمد الله على كرمه معى.
صلاح عبدالله مع تيم الحسن فى كواليس مسلسل «عائلة الحاج نعمان»