من مذكرات "كسينجر".. كيف استيقظ "الثعلب" هلعا في "يوم العبور"؟
من مذكرات "كسينجر".. كيف استيقظ "الثعلب" هلعا في "يوم العبور"؟
كانت لخطة الخداع الاستراتيجي المصرية، التي قامت بها القوات المسلحة المصرية خلال حرب أكتوبر المجيد التي تحل ذكراها اليوم، نسبة كبيرة في إرباك حسابات العدو الإسرائيلي وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة، حيث فوجئ الجميع بسرعة التنفيذ وهول النصر المصري السريع.
وتُظهر مذكرات وزير الخارجية الأمريكي، هنري كسينجر، إبان حرب أكتوبر مدى المفاجأة التي كان فيها هو شخصيًا عند إبلاغه بالحرب عن طريق مساعده لشؤون جنوب آسيا جوزيف سيسكو، حيث كان صوته مشوبا بالهلع وهو يخبره أن إسرائيل وسوريا ومصر على أهبة الدخول في الحرب، وذلك بحسب مذكرة دبلوماسية تلقاها من سفير أمريكا في تل أبيب "كينت كيتنج".
واعترف كسينجر في مذكراته أن كلا من سوريا ومصر قد استطاعتا إخفاء كل استعداداتهم للحرب عن الجميع، لدرجة أن كسينجر استبعد تمامًا في البداية وجود حرب، كما نقل في مذكراته أن أجهزة المخابرات الأمريكية عند اندلاع الحرب أكدت له في تقرير خاص أنها جميعًا لم ترصد أي استعدادات سورية مصرية لنشوب حرب.
وبحسب رواية كسينجر، فإنه كان على اتصال مستمر مع السفير الروسي في واشنطن حينها أناتولي دوبرينين حيث تفاجأ في البداية من حديث كسينجر له عن وجود حرب وأعتبر الأمر مجرد مراوغة إسرائيلية، وهذا ما نفاه كسينجر له حيث إن كسينجر أكد أن إسرائيل لن تشن حربا بدون حشد مسبق للجنود وخارج إطار الولايات المتحدة الأمريكية، وطلب كسينجر من السفير الروسي إبلاغ سوريا بأن إسرائيل لن تبدء في الهجوم وهي راغبة في السلام وذلك بعدما لم يتلق ردًا من المسؤولين السوريين على حديثه لهم.
وروى كسينجر في مذكراته أنه تحدث في نفس اليوم مع محمد الزيات وزير الشؤون الخارجية المصري وأطلعه على البرقية التي وصلت له من تل أبيب وذكره بأنه تحدث معه في الليلة التي قبل الحرب عن فرص استئناف المفاوضات العربية الإسرائيلية لإحلال السلام.
مسؤولون إسرائيليون والملك السعودي والملك الأردني هم من تحدث لهم كسينجر في هذه الأوقات التي مرت صعبة عليه وهو يحاول منع نشوب حرب في الشرق الأوسط، فقط تحدث كسينجر إلى وزير الخارجية الإسرائيلي أبا إبيان، الذي نفى له رواية مصرية أوردها أول بيان للقوات المسلحة حول إن العدو الإسرائيلي هو من بدأ الحرب، بهجوم بحري وجوي على القوات المسلحة المصرية في أحد المواقع.
