استفتاء كردستان بين القانون والفوضى
- أزمة العراق
- إجراء الاستفتاء
- إقليم كردستان
- الأراضى العراقية
- الأمة العربية
- الأمن والأمان
- الاعتراف الدولى
- البرلمان العراقى
- الجزيرة الكورية
- الحكم الذاتى
- أزمة العراق
- إجراء الاستفتاء
- إقليم كردستان
- الأراضى العراقية
- الأمة العربية
- الأمن والأمان
- الاعتراف الدولى
- البرلمان العراقى
- الجزيرة الكورية
- الحكم الذاتى
رغم تحذير الحكومة المركزية فى بغداد ورفض البرلمان العراقى وتحفظ دول الجوار إلا أن كردستان أصرت على إجراء الاستفتاء وأعلنت أنه تم بنتائج تزيد على 92% من الأصوات، الغريب والعجيب أن هذه الخطوة وكأنها تمت فى الفراغ وبدا أنه رغم الرفض العام لإجراء هذا الاستفتاء إلا أن أبناء كردستان ضربوا عرض الحائط بدول الجوار ودول العالم، ونفذوا ما كانوا يريدونه ولم يعد من وجهة نظرهم سوى اتخاذ الخطوات الأخرى لاستكمال الانفصال وإعلان دولتهم، لكن غاب عن بال قادة الإقليم فى كردستان أنه لا بد من توافر أربعة عناصر ومقومات لإعلان دولة جديدة وهى: الإقليم - الشعب - الحكومة - ثم الاعتراف الدولى.
ولإن كانت العناصر الثلاثة الأولى موجودة ومتوفرة فى حالة إقليم كردستان فإن الاعتراف الدولى لن يتحقق حتى إن الولايات المتحدة لم تعترف بانسلاخ كردستان عن العراق، من نافلة القول إن تركيا ترفض ذلك وإيران ثم العراق وسوريا ناهيك عن دول مثل مصر ترى أن وحدة الأراضى العراقية يجب أن تظل متماسكة، وبالتالى فإن انسلاخ كردستان هو عمل شيطانى لا يرضى به أحد.
اللافت للنظر أن إصرار كردستان على الانفصال قد يؤدى إلى احتكاك عسكرى، بالإشارة إلى حشود جنود أتراك على الحدود مع شمال العراق، وزيارة قائد الأركان التركى لإيران ثم الحديث عن تنسيق عراقى تركى إيرانى فى هذه الأيام، ناهيك عن تصريحات منسوبة للسيد أردوغان يرى فيها أن الحصار على كردستان أمر لم يعد مستحيلاً أو بعيداً، وهذا معناه أن العناد الكردستانى لن يجلب فى هذه الحالة إلا الحروب والدمار، فالاعتراف الدولى شرط أساسى وهو غائب عن الصحراء الغربية (المغربية)، لذلك ظلت الأوضاع هناك محلك سر!
باختصار لقد أخطأت كردستان وحلمت حلماً غير مشروع، صحيح أنها تعمدت أن تفعل ما تريد لكن ظلت هى الأخرى محلك سر، المثير للانتباه أن نفراً من الأكراد قد شاركوا فى صياغة الدستور العراقى وكرسوا لمسألة الحكم الذاتى لإقليم كردستان، ناهيك عن وجود وزراء حاليين من الأكراد فى الحكومة العراقية، فضلاً عن فؤاد معصوم، رئيس العراق، وهوشيه زيبارى، الذى شغل منصب وزير الخارجية لدورتين سابقتين، هما فى الأصل كرديان، ومن ثم انفصال كردستان بمدنها مثل أربيل وكركوك ليس دستورياً أو قانونياً، وإنما محاولة لشق الصف العراقى وجعل المنطقة العربية أكبر منطقة فى العالم جذباً للأسلحة والعتاد الأمريكى!!
ولعل بداية الخطر الحقيقى للمواجهات العسكرية التى لم تعد بعيدة طرد الأكراد لعرب العراق من الإقليم واتجاههم إلى بغداد ومطالبة حيدر العبادى رئيس الحكومة بضرورة توفير الأمن والأمان لهم.
يبدو أن الأوضاع فى شبه الجزيرة الكورية قد هدأت وكذلك فى شبه جزيرة العرب بالنسبة للأزمة القطرية لتبدأ الأزمة العراقية ومحاولة استقلال إقليم كردستان، والملاحظ أن العناد فى الحالات الثلاث هو القاسم المشترك والسلاح الأمريكى هو الذى يعلن عن نفسه فى هذه الأزمات.
بمعنى آخر فإن إشعال المنطقة فى حرب بات هدفاً خارجياً وتحديداً أمريكياً، فالسلاح الأمريكى سيكون متوافراً فى كل هذه الحروب، صحيح أن أمريكا أظهرت أنها لا تريد الانفصال ولكنها تريد الكونفيدرالية بين أقاليم العراق، لكن الواقع والحقيقة أن أمريكا مع التشرذم والتقسيم حتى تضمن لنفسها السطوة والنفوذ، فهى تقول شيئاً وتمارس شيئاً آخر، فهى مستودع الشر فى العالم، وما زلنا نذكر لها مصائب فعلتها فى العراق وأحداث سجن أبوغريب ليست ببعيدة عن خيالنا.
باختصار إن انفصال كردستان ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، وقد نٌقلت كل دول الجوار إلى حدود المواجهات العسكرية، والثمن ستدفعه شعوب المنطقة الذين يمثلون أبداً وقود الحرب وضحيتها فى كل زمان ومكان، والمستفيد الأول من ذلك هى أمريكا ومصانع أسلحتها والدول الغربية التى تتمنى من كل قلوبها أن تٌحرق المنطقة العربية.
العراق فى خطر لكن أيضاً سيكون انفصال كردستان تجربة يٌقاس عليها، وستنتقل عدواها إلى مصر والسعودية والمغرب.. فهو إجراء قانونى، هذا صحيح، لكن فى غير محله، فوحدة الأراضى العراقية أكبر من أن ينال منها التقسيم، الذى لا يلقى إلا دولة واحدة فى العالم هى التى تدافع عنه وتسانده وهى إسرائيل!
يتردد أن مسعود بارزانى الداعم الأول للانفصال يسير بين جنوده البشمركة ليقوى من عزيمتهم ويؤكد لهم أن المواجهة العسكرية مع العرب العراقيين قائمة ووشيكة، وهذا خطر ما بعده خطر، فالعراق لا تزال تتعافى بعد سقوط نظام صدام حسين وتدمير أمريكا لها منذ عدة سنوات، فكأنها تبدأ من الصفر، وخوض حرب ضد إقليم كردستان سيعود بها إلى المربع الأول.
بمعنى آخر إن الخطر لن يكون داهماً على العراق وحدها، وإنما خطر الانفصال سيعصف بمصر وتقسيمها بين النوبة والقاهرة، أما خطر السعودية فسيكون قائماً وستزول ملامح المملكة ليتم تقسيمها إلى ثلاث أو أربع مناطق، أما الصحراء المغربية فسوف يشتد عٌودها وتتجرأ بعض الدول الأخرى بالاعتراف بها وتُضحى بالمغرب!
كردستان وانفصالها خطر حقيقى يتهدد المنطقة العربية، وإذا آمنا بأن قوتنا كعرب تكمن فى وحدتنا فعلينا أن نقف ضد هذا الانفصال، فبعض الناس يرون أنه مجرد إجراء لكن نسى هؤلاء أن كرة اللهب سوف تنتقل منه إلى بقية الدول العربية، فإذا كنا نتكلم اليوم عن 22 دولة عربية، فإن غداً وبتأثير هذا الانقسام سنتكلم عن 40 دويلة عربية.
إن إقليم كردستان يلعب بالنار التى ستحرق الأمة العربية كلها، الغريب والعجيب أن جامعة الدول العربية أصابها داء الخرس فلا هى تسمع أو ترى أو تتكلم.. ولنا الله من قبل ومن بعد.