أغرب من الخيال.. رجل يكسب مبالغ طائلة من «القمار» بمساعدة قوى خارقة

أغرب من الخيال.. رجل يكسب مبالغ طائلة من «القمار» بمساعدة قوى خارقة
- العملات المعدنية
- منتصف الليل
- مونت كارلو
- أبيض
- لعبة روليت
- القمار
- العملات المعدنية
- منتصف الليل
- مونت كارلو
- أبيض
- لعبة روليت
- القمار
عاش حياة فقيرة، يتنقل من بلد لأخرى ليواصل عدد من الأعمال والوظائف غير المستقرة، حتى وصل إلى إنجلترا من استراليا، يعيش حياة ضائعة دون هدف وأموال وأصدقاء، يمضي جون روبرتسون البالغ من العمر 43 عامًا أغلب أوقاته في المساء وحيدا داخل غرفته البسيطة حتى تحول الأمر في ليلة وضحاها باكتشافه أنه يتمتع بقدرة خارقة تغير مجرى حياته.
ففي إحدى أمسيات عام 1922، عندما كان يجلس في غرفته، يلعب بالنرد بكل كسل، يراود ذهنه بعض الأرقام، ليكتشف فجأه وهو يهتز من شدة الانفعال أن الأرقام التي تخطر في تفكيره هي التي يستقر عليها جحر النرد (الزهر) بعد تدحرجه، بدأ روبرتسون بكل حماس وتركيز تجربة قدرته على عدة أشياء أخرى من ضمنها "العملات المعدنية" التي أيضا كانت تستقر على الوجه الذي يحدده في تفكيره، و"فيشات القمار الملونة" التي كانت تتابع ألوانها بنفس التتباع الذي في ذهنه.
وقرر الرجل الأربعيني في عام 1925، بيع كل ما يملكه من أشياء لها قيمة، لشراء بدلتين وبعض الحقائب التي يبدو عليها الرقي، وقطع تذكرة للذهاب إلى فرنسا، وفي الأشهر الأولى له هناك بدأ يزور "كازينوهات القمار" في باريس، ونيس ودوفيل ثم قصر القمار الأبيض في مونت كارلو، وفقا لما ذكره الكاتب راجي عنايت في كتابه «أغرب من الخيال».
لم يكن روبرتسون في البداية يشارك في ألعاب القمار ولكنه كان يراقب ليستطيع اختيار لعبة يستغل بها موهبته الخارقة حتى وصل إلى لعبة الروليت الدائرة بعد استبعاده "الباكره والشيمان دي فير وغيرها" كونه لا يتمكن من التحكم في تتابع ورق اللعب، فقط في الأجسام المتحركة مثل الكرة الصغيرة التي تتحدرح حول عجلة الروليت.
وداخل أكثر الكازينوهات الفارهة، قرر اللعب لأول مرة حيث وضع أمامه من فيشات اللعب ما يساوي مائه جنيه، في أثناء ما كانت الأمسية في بدايتها واكتفى أغلب الزبائن من المشاهدة بالاستناد إلى الحاجز المحيط بمائدة الروليت، بدأ روبرتسون ينظر بكل تركيز، محاولا تجاهل المظاهر التي حوله من فخامة وأناقة، يسند مرفقه على الجوخ الأخضر للمائدة.
واجه الرجل الأربعيني الفشل في أول مرة وفي المرة الثانية دارت الكرة حول رقمه ولكنه استقرت في خانة أخرى مجاورة، إلا أنه نجح في المرة الثالثة عندما ضاعف من تركيزه، وفي نهاية اليوم، استبدل روبرتسون الفيشات الضخمة التي جمعها بمبلغ من الفرنكات الذي يساوي 500 جنيه، وظل يغامر ويلعب حتى وصل رصيده إلى 40 ألف جنيه، وتبدل حالة يتنقل بعد ذلك بسيارته الليموزين الضخمة، يلتف حوله حاشية كبيرة، لا يعرف أبدا الخسارة، وتحولت قدرته إلى أسطورة، يترك اللاعبون موائد لعبهم لمشاهدتها والتعلم منها.
ومع مرور الأيام وصل رصيده 100 ألف جنيه إلا أن الأمر لم يستمر طويلا، بعد ذهاب رجل يدعى جان ليون إلى مدير الكازينو يكشف له الأمر ويقول له إنه يتمتع بنفس قدرة روبرتسون في التحكم بالأجسام والتي يعتمد عليها، حيث يطلق عليها العلماء اسم "سيكوكنيسيس" وأخبره قائلا: "ليست لي نفس قدرته المفرطة ولكني أستطيع إلغاء أثر موجاته العقلية" وسرعان ما وافق المدير.
وقف ليون خلف روبرتسون مستندا إلى الحاجز، أثناء ما كان الأخير يتخذ نفس وضعه التقليدي وعندما اختار رقم معين بمجموعة فيشات قيمتها 100 جنيه، استقرت الكرة في رقم أخر، كانت صدمة له ولجميع المشاهدين، إلا أنه قرر التجربة مرة ثانية وفشل، تضاعف عدد المشاهدين قائلين "روبرتسون يخسر! لقد حدث المستحيل".
بعد منتصف الليل وضع روبرتسون كل ما يملك في محاولة أخيرة له، دارت العجلة ولكنه خسر أيضا، غادر الرجل الأربعيني المكان مفلسا كما دخل لأول مرة، ومن ذلك اليوم لم يلعب حتى وفاته في عام 1944 في أحد المستشفيات الخيرية ببلجيكا.