«قطاع الإنتاج» فى التليفزيون: «رمانة ميزان» الدراما يتراجع ويختفى قسرياً فى ظروف غامضة.. فتش عن «البيزنس»

كتب: انتصار الغيطانى

«قطاع الإنتاج» فى التليفزيون: «رمانة ميزان» الدراما يتراجع ويختفى قسرياً فى ظروف غامضة.. فتش عن «البيزنس»

«قطاع الإنتاج» فى التليفزيون: «رمانة ميزان» الدراما يتراجع ويختفى قسرياً فى ظروف غامضة.. فتش عن «البيزنس»

تعرض قطاع الإنتاج فى الـ15 سنة الأخيرة لحالة اختفاء قسرى من على الساحة الدرامية فى مصر، ووصل به الحال إلى الغياب تماماً عن ساحة الإنتاج الدرامى مع عام 2017، ولم يعد لدى القطاع أى ميزانيات مالية تساعده على العودة مرة أخرى لخوض الإنتاج الدرامى والسينمائى.

فقطاع الإنتاج الذى ظل لسنوات طويلة المسيطر الوحيد على الإنتاج الدرامى والفنى فى مصر والعالم العربى، منذ تأسيسه فى مارس 1985 محدثاً طفرة كبيرة فى إنتاج الأعمال الدرامية المرئية من مسلسلات وأفلام روائية وتسجيلية ورسوم متحركة، طبقاً لسياسة إعلامية متكاملة وفقاً لميثاق الشرف الإعلامى والمبادئ والقواعد التى تحكم إنتاج هذه الأعمال.

القطاع الذى أنتج ما يقرب من 15 ألف ساعة درامية و400 فيلم روائى، و600 فيلم تسجيلى، كان لديه بنية تحتية أساسية من استوديوهات مجهزة بوسائل الإعلام الحديثة داخل مبنى ماسبيرو، وبمدينة الإنتاج الإعلامى، إضافة إلى الكفاءات البشرية من فنيين ومخرجين ومعدين من مختلف المجالات الإعلامية، حيث أسهم «القطاع» فى إنتاج أروع الأعمال التى قدمت على مدار سنوات طويلة وكان يتم التدقيق واختيار الأعمال ذات المضمون الراقى، وفجأة تراجع كل هذا بشكل كبير خلال العقد الأخير، بعد أن دخل القطاع الخاص إلى سوق الإنتاج التليفزيونى، وبدأ فرض سيطرته بشكل كبير من خلال احتكار النجوم والاعتماد على ظاهرة النجم الأوحد فى المسلسلات، فضلاً عن قدرته على تسويق أعماله بشكل جيد، الأمر الذى دفع القائمين على القطاع إلى الدخول فى شراكة مع القطاع الخاص، فتحول القطاع الخاص إلى المسيطر على عملية الإنتاج.

{long_qoute_1}

وإجمالاً لا يمكن مقارنة ما قدمه قطاع الإنتاج خلال السنوات الأخيرة من أعمال سواء بنظام الإنتاج المباشر أو المشترك، مع الأعمال التى تم تقديمها مع بدايات التليفزيون فى الستينات والسبعينات من القرن الماضى، مثل «أبداً لن أموت»، الذى عرض فى عام 1969 لعزت العلايلى ونبيلة عبيد وعماد حمدى وميمى شكيب، و«الجنة العذراء» إنتاج عام 1970، بطولة كريمة مختار وزوزو ماضى، و«الرجل الثالث» ليوسف شعبان وسهير رمزى ومديحة كامل وسمير صبرى، و«الخماسين» لأحمد مظهر وزوزو شكيب، و«العنكبوت»، بالإضافة إلى «الدوامة»، و«هارب من الأيام»، و«القاهرة والناس» وغيرها من الأعمال التى شهدت ميلاد ونجاح عمالقة الفن المصرى، داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون، كما استمر القطاع فى تقديم عدد من الأعمال المميزة خلال فترة الثمانينات والتسعينات مثل «ليالى الحلمية» و«الشهد والدموع» و«رأفت الهجان» و«ضمير أبلة حكمت» و«دموع فى عيون وقحة» و«عمر بن عبدالعزيز» و«نصف ربيع الآخر» و«المال والبنون»، وفوازير «شريهان» و«نيللى»، و«لا» للكاتب الكبير مصطفى أمين، و«الأيام» لطه حسين، و«هو وهى» و«زينب والعرش» و«الزينى بركات».

وتعاقد ممدوح الليثى بعد توليه رئاسة القطاع رسمياً عام 1989 مع أكبر صناع الدراما من كتاب وممثلين ومخرجين للعمل بالقطاع، ومنهم فاتن حمامة، وشكرى سرحان، ويحيى شاهين، ونور الشريف وحسين فهمى وفريد شوقى، ومحمود عبدالعزيز ويحيى الفخرانى، وكبار المخرجين والمؤلفين فى مصر ومنهم: نور الدمرداش، وحمادة عبدالوهاب، ويوسف مرزوق، ويحيى العلمى، ومحفوظ عبدالرحمن، ومحمد صفاء عامر، وأسامة أنور عكاشة.

كانت الجهات الرسمية فى الدولة تلجأ إلى «قطاع الإنتاج» لإنتاج أعمال درامية تعيد الانتماء للشباب الوطنى، مثل «رأفت الهجان»، و«دموع فى عيون وقحة»، و«السقوط فى بئر سبع» و«الحفار» و«الثعلب»، وتعاملت القوات المسلحة مع ماسبيرو وأنتج لها قطاع الإنتاج أعمالاً متميزة مثل «الطريق إلى إيلات»، و«حائط البطولات» والكثير من الأعمال الدرامية المتميزة والأوبريتات التى تمجد المقاتل المصرى والجندى المصرى الذى حارب وقاتل فى سبيل الدفاع عن مصر، ويعتبر مسلسل «عائلة الحاج متولى» من آخر الأعمال التى أنتجها القطاع وأثرت بشدة مع الجماهير، ومنذ ذلك الحين بدأ يتخلى القطاع والمسئولون عليه عن تقديم أعمال هادفة تحمل اسمه فى ظل سيطرة القطاع الخاص وتحكم الإعلانات فى ما يتم تقديمه على الشاشة.

سيطرة القطاع الخاص ظهرت واضحة من خلال تراجع إنتاج المسلسلات التاريخية والدينية، والتى أحجم عن إنتاجها دون مبرر واضح سوى أنها لم تعد مقبولة ولا يشاهدها الجمهور، على الرغم من أن هذه الأعمال كانت تعرض فى أوقات متأخرة من الليل قبل سنوات وكانت تجد الجمهور الذى ينتظرها، إلا أن مسئولى التليفزيون وجدوا غير ذلك وتركوا الساحة أمام المسلسلات الدرامية السورية والخليجية لتقديم الأعمال التاريخية، والتى بدأ الجمهور المصرى متابعتها.


مواضيع متعلقة