«جزيرة الواسطى».. التعليم وسط نيران «الخصومات الثأرية» و«الصرع» يهدد طلابها

كتب: محمد سعيد وسعاد أحمد

«جزيرة الواسطى».. التعليم وسط نيران «الخصومات الثأرية» و«الصرع» يهدد طلابها

«جزيرة الواسطى».. التعليم وسط نيران «الخصومات الثأرية» و«الصرع» يهدد طلابها

مدرسة «جزيرة الواسطى الابتدائية المشتركة» تقع داخل جزيرة معروفة للجميع داخل أسيوط أنها واحدة من ضمن البؤر الإجرامية بالمحافظة بسبب كثرة الخصومات الثأرية فى المنطقة، والمدرسة تقع فى قلب الجزيرة بين كافة العائلات، وهى مبنى قديم يكاد يرى اسم المدرسة من خلال اللافتة الموجودة فوق الباب بصعوبة بالغة، وتحتوى على 9 فصول ضيقة والكثافة بها مرتفعة للغاية، ولذا يطالب الأهالى ببناء مدرسة جديدة للمرحلة الابتدائية بدلاً منها.

فى البداية يؤكد منتصر يوسف، 44 عاماً، أحد أهالى «جزيرة الواسطى» أن المدرسة عبارة عن عدة فصول صغيرة وفناء ضيق للغاية، وعدد السكان فى الجزيرة يتجاوز 16 ألف نسمة، وهى بلد عائلات ولديهم مشاكل ثأر كثيرة، وبالفعل انتهت معظم الأزمات عدا حادثة واحدة يعمل الأمن على حلها حالياً، مشيراً إلى أن جزيرة الواسطى واحدة من ضمن البؤر الإجرامية الملتهبة على مستوى محافظة أسيوط، والسبب فى ذلك التجاهل التام من قبل جميع المسئولين لأنه لا أحد يسأل عليها، مضيفاً: «فى أوقات معارك الثأر ومع كتر ضرب النار، معظم الطلاب مش بييجوا المدرسة، وفيه حوالى أكتر من 50 طالب جالهم حالة صرع، بسبب الأعيرة النارية اللى كانت فى وسط اليوم الدراسى، وكانت بتبقى قريبة جداً من المدرسة بسبب موقعها فى منتصف الجزيرة، وتعتبر بؤرة الارتكاز بين جميع الخصومات الثأرية وتضم جميع طلاب الجزيرة ومن بينهم المتخاصمون».

{long_qoute_1}

ويوضح «منتصر» أن المدرسة قديمة وبلا فناء والحمامات مشتركة، والفصل تعدت كثافته 60 طالباً، بالإضافة إلى أن مساحة الفصول ضيقة، متابعاً: «العيال مش هتقدر تفهم حاجة من الأستاذ، ولا الأستاذ هيعرف يوصل المعلومة، وهى المدرسة الابتدائى الوحيدة فى الجزيرة كلها واتبنت سنة 1950، وطالبنا كتير إننا عايزين مدرسة ابتدائى، ولكن لا حياة لمن تنادى».

والتقط منه طرف الحديث «محمد حسين»، 48 عاماً، أحد أهالى «الجزيرة»، قائلاً: «الفصول فى المدرسة ضيقة ومساحتها مترين فى متر ونص، وكثافة الطلاب فيها عالية ومن الممكن أن تصل لـ60 طالب فى الفصل الواحد، والتختة الواحدة بيقعد عليها 5 أو 6 طلاب، ولا بيعرفوا يقعدوا ولا بيعرفوا يفتحوا الكتب، ومع العدد ده كله ماحدش بيفهم حاجة، والمدرسة مافيهاش مكتبة لأن مالهاش مكان أصلاً جوه خالص».

وبالنسبة لأوقات إطلاق الأعيرة النارية حينما تتجدد الخصومات الثأرية قال «حسين»: «ساعة ضرب النار العيال بتجرى واللى يقع منهم يقع وبيبقوا خايفين جداً، وكان فيه أولياء أمور مابتوديش عيالها المدرسة عشان خايفين عليهم بسبب ضرب النار، وعشان كمان الأراضى الزراعية اللى بتحيط بالمدرسة من كل الجهات، والعيال كلها بتخاف وتتصرع وقت ضرب النار لأنه بيبقى حول المدرسة من كل حتة».

ويضيف طه عبدالحميد، 35 عاماً، أحد الأهالى، أن المدرسة محاطة من كل الجوانب بالأراضى الزراعية، وارتفاع معدلات الملوحة فى الأرض جعلت كافة جدران المدرسة متهالكة، والسقف الخشبى يتأثر بشكل سلبى من مياه الأمطار، وتابع: «المدرسة من بره شكلها كويس، لكن اللى يدخل جوه المدرسة يزعل عليها خالص، لأن دهان الحوائط متساقط، والمدرسة كل سنة يتخصص لها ميزانية نحو 5 آلاف جنيه، ويادوب يمحروا بيهم الحوائط مع شوية معجون ودهان وخلاص على كده، ودى عمرها ما هتعمل حاجة، وأهو اسمها صرفنا وعملنا تجديدات فى المدرسة».

ويؤكد «طه» أن الكراسى داخل المدرسة حالتها سيئة للغاية، والمدرسة بها 9 فصول فقط، وهى المدرسة الوحيدة الابتدائية على الجزيرة كلها، وكثافة الطلاب فيها عالية للغاية وتصل إلى أكثر من 60 طالباً فى الفصل الواحد، ولكن مع فتح المدرسة الإعدادية الجديدة ستقل الكثافة لأنها ستحصل على جزء من طلبة المرحلة الابتدائية، التى تحتاج إلى الإزالة وبناء مدرسة أخرى مكانها من جديد.

واختتم «طه» حديثه قائلاً: «لما بيحصل ضرب نار بسبب المشاكل الثأرية بيتأخر خروج الطلبة لأنهم بيفضلوا حابسينهم فى المدرسة عشان خايفين عليهم، ولما بيهدى ضرب النار بيخرجوا الطلبة، وضرب النار كان بيوصل لحوائط المدرسة الابتدائية».


مواضيع متعلقة