أولياء أمور «السناتر» يصرخون : «انتى فين يا حكومة؟»

أولياء أمور «السناتر» يصرخون : «انتى فين يا حكومة؟»

أولياء أمور «السناتر» يصرخون : «انتى فين يا حكومة؟»

بسبب غياب دور المدرسة التعليمى، اضطر أولياء الأمور للبحث عن بدائل توصل أبناءهم إلى بر النجاح فى مراحل التعليم المختلفة، ومن هنا ظهرت مراكز الدروس الخصوصية، أو ما يطلق عليها «السناتر»، لتنتشر وتتحول إلى بديل فعلى للمدرسة رغم تكلفتها العالية بالنسبة لمعظم الأسر، رصدت «الوطن» آراء أولياء الأمور والعاملين فى الحقل التعليمى المتباينة فى مختلف المحافظات بشأن مدى جدوى تلك المراكز، وهل تمثل بالفعل بديلاً جيداً لمساعدة الطلاب على اجتياز الامتحانات فى المراحل التعليمية المختلفة؟.

سحر عزت، ولى أمر طالب بالصف الثالث الثانوى، من سكان مدينة نصر، أكدت أنها اختارت لأولادها، منذ دخولهم المدرسة، الاعتماد على «السناتر» بدلاً من الدروس الخصوصية فى المنازل، لكونها تشمل نوعاً من الالتزام ومتابعة للطالب، وقالت: «المدرس فى السنتر بيهتم بالطالب، فى الواجبات والامتحانات، يعنى ابنى فى تالتة ثانوى، وبياخد كل دروسه فى السنتر، ويحل قبل كل حصة امتحان، وعند ختام كل شهر يكون فيه امتحان على كل اللى أخده، ودايماً متابعين معايا، وبيبلغونى لو غاب من الحصة، أو جاب درجة قليلة فى الامتحان»، ولفتت إلى أن السنتر يقع بالقرب من منزلها، مما يوفر الوقت فى الذهاب إليه والعودة منه، فضلاً عن كونه يخلق تنافساً بين الطلاب يشجعهم على استذكار دروسهم. وتابعت: «بالرغم من العدد الكبير اللى باشوفه مع ابنى فى مادة التاريخ، وبيكون معه أكتر من 300 طالب، لكنه بيطلع من الحصة فاهم كويس».

{long_qoute_1}

«المواد أرخص كتير فى المركز، عن الدروس المنزلية»، عبرت بها «أم أحمد»، 43 سنة، ولى أمر طالبين، أكبرهما فى الصف الثانى الإعدادى، والآخر فى الخامس الابتدائى، وإحدى سكان شبرا الخيمة، عن سبب تفضيلها للمراكز التعليمية، وأوضحت: «المواد كلها فى المركز بتكون أقل كتير من سعر الدروس الخصوصية، يعنى ممكن المواد كلها ياخدها فى المركز بسعر مادتين مع المدرس فى البيت». واختلف الوضع لدى مها إسماعيل، ولى أمر طالبة بالصف الأول الثانوى، بمنطقة روض الفرج، حيث أجبرت على ذهاب ابنتها للسنتر، لأن المدرسين الذين قامت باختيارهم يرفضون إعطاء دروس بالمنزل، وتابعت: «المدرسين اللى بنتى اختارتهم طلعوا مابيدوش دروس فى البيت، موجودين فى السنتر بس، فاضطريت أوديها هناك، عشان أنا سمعت إن شرحهم كويس، وإنهم بيهتموا بالطالب ومتابعته فى الواجبات والامتحانات»، وتابعت بقولها: «كنت قلقانة من العدد فى السنتر، وإنها ماتفهمش، بس ارتاحت كتير فى المركز، وكانت بتفاجئنى كل سنة بدرجاتها آخر السنة».

وعبر أولياء الأمور فى كفر الشيخ عن غضبهم من الارتفاع الجنونى لأسعار الدروس الخصوصية، كما تباينت آراؤهم حول ظاهرة انتشار السناتر، فقد أكد أحمد فؤاد أن المعلمين رفعوا أسعار الدروس، الأمر الذى يكلفه 5 آلاف جنيه شهرياً لنجليه اللذين يدرسان فى الثانوية العامة بما يعادل 50 ألف جنيه فى العام: «بقينا بنعمل جمعيات برواتبنا علشان دروس الأولاد الخصوصية، والدفع مقدماً قبل البدء والمجموعة الواحدة تضم 50 طالباً».

وفى منطقة العجمى، غرب الإسكندرية، رسب 300 طالب بالصف الثالث الثانوى، فى مادة الفيزياء بعد الاعتماد على مدرس شهير يدعى «م. غ»، يعد أشهر مدرسى المادة فى المنطقة، ويقوم بتدريسها فى سنتر مشهور يدعى «فاروس التعليمى»، ويلجأ إليه الطلبة بسبب شهرته المبالغ فيها، وقال أيمن السيد، والد إحدى الطلبات، إن ابنته حكت له ما كان يحدث فى الدرس الخصوصى من قبَل المدرس، أنه لا يقوم بشرح بعض الجزئيات الصعبة التى لا يفهمها الطلاب بحجة انشغاله ويطلب منهم اللجوء إلى المدرسين المساعدين له أو السكرتارية الخاصة به.

من جانبه، قال ياسر جابر، وكيل نقابة المعلمين المستقلة بالإسكندرية، إن الفترة السابقة شهدت فتح الكثير من المراكز التعليمية، غير المرخصة، وتسمى «معهد السبوبة»، لعدم وجود رقابة، وأضاف: «يتم التعاقد مع مدرسين غير متخصصين، حاصلين على دبلومات لإعطاء الطلاب مجموعات خاصة بالمراكز التعليمية، لأن ما يتقاضونه أقل من المدرس المتخصص».

وتعاظمت الشكوى من ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية بمحافظة الشرقية بعد رفع المدرسين أجورهم الشهرية إلى الضعف، ما فاقم من معاناة الأسر، وقالت أمل السيد، موظفة بمجلس مدينة فاقوس: «أسعار الدروس نار هذا العام وكل مدرس زود الأجر الشهرى للضعف»، مشيرة إلى أن لديها «5 أبناء جميعهم فى مراحل التعليم المختلفة ويبلغ إجمالى نفقات الدروس بالإضافة إلى المذكرات أكثر من 2600 جنيه»، وأضافت: «فى مدينة الزقازيق ترتفع تكلفة الدروس مقارنة بباقى المدن لتصل إلى 150 جنيهاً فى المادة الواحدة للمرحلة الثانوية و90 جنيهاً للمرحلة الإعدادية، أما الابتدائى بداية من الصف الثالث فتكلفة المادة 75 جنيهاً».

{long_qoute_2}

وفى السويس، أصبحت تلك المراكز صداعاً فى رأس المسئولين عن التعليم بالمحافظة الذين حاولوا بشتى الطرق خلال العام الماضى الحد من تلك الظاهرة التى انتشرت بصورة كبيرة، ومع ذلك نجحت المديرية وحملات مباحث التهرب الضريبى فى منع وجود أى إعلانات بالشوارع لمراكز الدروس الخصوصية بالمحافظة.

ويختلف الحال فى محافظة قنا، التى لا تضم سوى 6 مراكز للدروس فقط موزعة فى نجع حمادى وقنا، وأبوتشت، ويفضل الطلاب الاعتماد على الدروس الخصوصية فى مجموعات مكونة من 8 طلاب فى منازل المعلمين، وأوضح محمد كامل، ولى أمر طالب، أنه يوجد فى نجع حمادى 3 مراكز، ولكن عددها لا يذكر بالنسبة لحجم الطلاب الكبير، موضحاً أن الطلاب وأولياء الأمور يلجأون للدروس بسبب فقدان الثقة فى المدرس والمدارس الحكومية، مشيراً إلى أن لديه 3 أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة ينفق عليهم 1700 جنيه على الدروس.

وأشار إلى أن الضبطية القضائية التى منحت للموظفين القانونيين فى الإدارات التعليمية بالمحافظة معطلة لعدم وجود دعم من السلطة التنفيذية وأهمها جهاز الشرطة، وأضاف على عبداللاه، موظف فى وحدة محلية بدشنا، أن لديه 5 أبناء فى مراحل التعليم، وينفق أكثر من ثلث مرتبه على الدروس الخصوصية، موضحاً أن ميزانية الدروس عادة تفوق ميزانية المنزل بأكمله.


مواضيع متعلقة