حمى الضنك تتفشي بـ"القصير".. والأهالي: "بنموت والمسؤولين خارج الخدمة"

كتب: محمد متولي

حمى الضنك تتفشي بـ"القصير".. والأهالي: "بنموت والمسؤولين خارج الخدمة"

حمى الضنك تتفشي بـ"القصير".. والأهالي: "بنموت والمسؤولين خارج الخدمة"

أُصيب عدد كبير من أهالي القصير بحمى "الضنك"، التي شخصتها منظمة الصحة العالمية على إنها عدوى فيروسية تنتقل إلى الإنسان عن طريق لدغة بعوضة أنثى من جنس "الزاعجة" مصابة بالعدوى، وتظهر أعراضها خلال فترة تتراوح بين 3 أيام و14 يومًا عقب اللدغة المُعدية وهو مرض شبيه بالإنفلونزا.

وانتشر المرض بين أهالي محافظة البحر الأحمر حتى اشتكى عدد كبير من الأهالي، وسط نفي الأجهزة التنفيذية بالمحافظة لخطورة المرض.

ويقول عبدالقادر حسين، أحد الأهالي: "مفيش بيت في القصير معندوش حالة أو اتنين عندهم الحمى دي، وفي بيتي لوحدي فيه 4 حالات بقا عندهم الحمى".

"البيت عندي كله عيان أنا وأمي وأخواتي البنات وكله بيصرخ من أيام" كلمات وصف بها "حسين" تفشي المرض في عائلته بشكل سريع، موضحا: "أمي مرضت من 5 أيام وأنا مرضت من 4 أيام، وذلك بعدما ظهرت أعراض المرض عليا، جالي سخونة شديدة ورعشة في الجسم، ومش قادر أحرك جسمي من تحت".

يعاني المرضى من عدم اهتمام المستشفيات بحالاتهم وعدم تسجيلهم للحالات في دفتر الدخول، ويؤكد: "172 حالة دخلت معايا المستشفي من يومين ولا واحدة اتسجلت في الدفتر، وكلهم كان بيدوهم حقنة ويمشوهم، علشان لو جت لجنة تفتيش يقولوا مفيش حالات عندهم".

لم يتوقف الحال عند هذا الحد، فقد استغلت الصيدليات تفشي المرض وسط أهالي القصير، ورفعوا سعر المحلول الملحي من 10 جنيهات للزجاجة إلى 50 جنيها، ويؤكد الشاب الثلاثيني أن الحقنة أيضا ارتفع سعرها إلى 35 جنيها ولا يستطيع أي مريض أن يشكوا من غلو السعر بسبب حاجته إليها، متابعا: "غير ده كله مفيش صيدلي مشغل معاه دكتور كلهم مش متعلمين، والمتعلم منهم بيكون معاه دبلوم صنايع".

"الدكاترة بيشخصوا الحالات بكشاف الموبايل، وبعد ما الدكتور كشف عليا قالي أعمل كمدات وخد حقنه واطلع بره"، بهذه الكلمات وصف "حسين" طريقة تشخيص الأطباء للمرض، موضحا أنه ولكثرة المرضى يحاول الأطباء الانتهاء منهم سريعا حتى ينجحوا في إنهاء أكبر عدد من المرضى لديهم.

ويشير "حسين" إلى أن تفشي المرض جاء بسبب بعوضة أتت من السودان، وأصابت الكثير من أهالي المدينة وسط تجاهل الجهات المسؤولة في القصير، موضحا أن الأهالي تقابل قبضة أمنية كبيرة عند محاولة أحدهم توثيق الإهمال بالمستشفي عن طريق التصوير أو الشكوى، مؤكدا: "واحد صاحبي كان بيصور امبارح في المستشفى خدوه وضربوه وكسروا الكاميرا بتاعته".

وتقول أسماء العربي، إحدى أبناء مدينة القصير، إن "جميع المنازل في المدينة يعاني عدد من أفرادها من تفشي الوباء فيهم، حتى امتلئت المستشفيات بالمرضى، ولا يوجد مكان للمرضى ليسعفوا فيه، موضحة أنه فور دخول المريض إلى المستشفي يُعلق المحلول الملحي له ومن ثم يخرج دون عودة".

"ناس كتير بتقول إن المشكلة في الميه بس أنا بشرب ميه معدنية وبرده تعبت"، هكذا عللت الشابة العشرينية إصابتها بالمرض، رغم توخيها الحذر وشربها للمياه المعدنية خوفا من إصابتها بالمرض، مضيفه أن "4 أفراد من أسرتها اشتكوا من الأعراض الجانبية للمرض ومرضوا به".

تؤكد "العربي"، أن الصيدليات والممرضين يتاجروا بحالة المرضى دون إسعافهم، ويستغلوا المرضي دون الوصول إلى حالة الشفاء، متابعة: "المحلول غلي والحقن غالية وبيستغلونا والناس بتاجر فينا"، موضحة أن "هناك سر ما يخفيه المسؤولين في المحافظة عن أهلها حتى لا تتأثر حركة السياحة بسبب تفشي ذلك المرض".

ووصفت "العربي" أعراض المرض: "أمي مرضت أسبوع بالسخونية ولحقناها بالمحاليل، وكان عندها صداع ودوخة وبرد وعظمها متكسر"، موضحة أن المسمى الخاص بالمرض غير معلوم حتى الآن، فهناك من يقول أنه "تايفويد" وآخرين يقولون "حمى الضنك"، بينما لم يتم الاستقرار على اسم محدد له حتى الآن.

وتؤكد أسماء العربي، أن هناك حالة تسبب فيها المرض بإصابتها بفشل كلوي بسبب عدم توافر العقار المناسب للمرض، واستمرار مرضها لأكثر من 28 يوما دون شفاء، متابعة: "في واحدة كبيرة في السن المرض عملها مشاكل في الكبد، وفي انزيمات الكبد معاها ومش قادرة تتحرك".


مواضيع متعلقة