أهالى الإسكندرية يشيعون جثمان «أسمن امرأة فى العالم»

كتب: محمد الرملى

أهالى الإسكندرية يشيعون جثمان «أسمن امرأة فى العالم»

أهالى الإسكندرية يشيعون جثمان «أسمن امرأة فى العالم»

بين خروجها من منزل أسرتها بمنطقة «كرموز» غرب الإسكندرية، باستخدام «ونش» عملاق، فى فبراير الماضى، وعودتها جثة هامدة محمولة على «نقالة» داخل سيارة إسعاف، رحلة طويلة من المعاناة، بين الألم والأمل، تنقلت خلالها بين عدد من المستشفيات فى كل من مصر واليونان والهند والإمارات.

{long_qoute_1}

وشيّع أهالى وأقارب «إيمان عبدالعاطى»، 38 سنة، التى كانت تلقب بـ«أسمن امرأة فى العالم»، بعدما تجاوز وزنها 500 كيلوجرام، جثمانها إلى مثواه الأخير أمس، بعد رحلة علاجها «الصاخبة»، وأدى المشيعون صلاة الجنازة عليها أمام مسجد «العمرى»، بعد ظهر أمس، بينما كانت لا تزال على متن سيارة الإسعاف، ورفضوا الانتظار حتى صلاة العصر، وبدت علامات الحزن والألم على ملامح والدتها وشقيقتها، اللتين امتنعتا عن الحديث أثناء تشييع الجنازة، بينما طالبت بعض السيدات من أقارب الأسرة بالدعاء لها، حيث كانت حياتها عبارة عن رحلة معاناة مع مرض السمنة، الذى أدى إلى إصابتها بعدة أمراض أخرى، وأقعدها عن الحركة.

وقال «محمد صلاح»، أحد أقارب الأسرة، إنهم فوجئوا بخبر وفاتها، رغم تزايد الأمل فى شفائها بعد نقلها للإمارات وظهورها على شاشات الفضائيات والاطمئنان عليها من قبَل والدتها وشقيقتها، مؤكداً أن آخر خبر تلقته الأسرة أن «إيمان حالتها جيدة وتتلقى علاجها»، وأضاف أن والدتها فى حالة سيئة جداً منذ سماعها خبر وفاتها، حيث كان لديها أمل فى شفائها، خاصة بعد مشاهدتها ابنتها تضحك وتتكلم بطريقة مفهومة لأول مرة منذ سنوات، ونفى أن يكون هناك حديث عن إهمال طبى أو تقصير فى علاجها، خاصة بعد تحسن حالتها الصحية خلال الفترة الأخيرة. وخرج جثمان «إيمان» للمرة الأخيرة، بعد وصولها إلى المقابر، من داخل سيارة الإسعاف، وتم دفنه ومواراته الثرى دون الاستعانة بأى أدوات أخرى، حيث كانت قد فقدت كثيراً من وزنها، ومنعت مباحث قسم شرطة كرموز الصحفيين من التصوير أثناء الجنازة، بناء على رغبة أسرتها، التى طلبت عدم وجود الصحفيين، ومنع المصورين من تصوير جثمانها، أو مراسم دفنه، ونشبت بعض المشادات الكلامية بين أقارب «إيمان» وعدد من الصحفيين أثناء محاولتهم تصوير الجنازة.

بدأت رحلة معاناة «إيمان»، التى لُقبت بـ«أسمن امرأة فى العالم»، مع مرض السمنة مبكراً منذ ولادتها فى 9 سبتمبر عام 1979، حيث كانت تزن 5 كيلوجرامات، وهو وزن أكبر من الطبيعى، وزاد وزنها بشكل سريع، ما أجبر أهلها على منعها من استكمال دراستها فى المرحلة الابتدائية، حيث أصيبت فى سن الـ11 بـ«خمول»، ناجم عن مشكلات فى الغدة الدرقية.

وخضعت لعملية جراحية لعلاج السمنة فى اليونان، ولكنها لم تنجح، وتدهورت حالتها أكثر، وأصبحت غير قادرة على الحركة، وكانت تحبو على ركبتيها، وعجز الأطباء عن تشخيص حالتها، ومنهم من ظن أنها تعانى من «داء الفيل»، وأصيبت بعدها بجلطة أثّرت على النطق ومنعتها من الزحف، فأصحبت طريحة الفراش لمدة 25 عاماً حتى بلغ وزنها 500 كيلوجرام.

وأطلقت شقيقتها حملة على مواقع التواصل الاجتماعى وعلى شبكة الإنترنت، لمساعدة أختها، وبالفعل استجاب الطبيب الهندى المتخصص فى جراحات السمنة «موفى لاكداوالا»، ووصل إلى مصر لمعاينة «إيمان» وتشخيص حالتها، وتدخلت «سوشما سواراج»، وزيرة الشئون الخارجية الهندية لمساعدة الفتاة وأسرتها على إتمام أوراق السفر، وفى 11 فبراير من العام الحالى، نُقلت «إيمان» بواسطة ونش عملاق، بعد تحطيم واجهة الشقة لإخراجها، إلى المطار للسفر إلى الهند، لتبدأ رحلة علاجها التى أثارت كثيراً من الجدل، وبعد فترة قصيرة فى الهند، تم إجراء جراحة لإنقاص وزنها، وأعلن الفريق المعالج أنها خسرت 150 كيلوجراماً من وزنها دفعة واحدة، وأنها بدأت تتحرك من جديد، بعد ربع قرن من السكون، إذ أصبح وزنها 350 كيلوجراماً، وفقدت معها لقب «أسمن امرأة فى العالم».


مواضيع متعلقة