مدرس ويوتيوب وسبورة فيس بوك.. «ورينا القوة»

كتب: الوطن

مدرس ويوتيوب وسبورة فيس بوك.. «ورينا القوة»

مدرس ويوتيوب وسبورة فيس بوك.. «ورينا القوة»

لم يعد الأمر يقتصر على حوائط الشوارع الرئيسية المدون عليها عبارات مثل «صاروخ» الفيزياء، و«دكتور» الأحياء، و«عبقرى» الرياضيات، فصفحات مراكز الدروس الخصوصية على «فيس بوك» أصبحت تقدم ذلك النوع من الدعاية، بل إن هذه المراكز أنشأت قنوات على «يوتيوب» لمراجعة الدروس.

«هذا المركز يقدم لك، عزيزى الطالب وولى الأمر، أفضل المدرسين، ويضم نخبة مشهوداً لها بالكفاءة والتفوق»، جملة بدأ بها «مركز الرضوان» للدروس الخصوصية إعلاناً دعائياً يوزع على الطلاب، لكن على صادق، الطالب بالصف الثالث الإعدادى، يعتبر هذا الإعلان مثله مثل غيره: «كلهم بيقولوا نفس الكلام، فى الآخر كل السناتر شبه بعضها، مهما ادعوا من اختلاف أو تميز».

وأضاف: الطالب الذى يحرص قبل مطلع كل عام دراسى على تحديد المركز الذى سيتجه إليه: «دلوقتى بقى على فيس بوك كل حاجة، وبندور من خلاله، وليا زمايلى اللى عدوا المرحلة دى بيفيدونى»، معتبراً أن «فيس بوك» تحول إلى إحدى أدوات الدروس الخصوصية، سواء بالدعاية أو تقديم المحتوى.

{long_qoute_1}

فى صفحة على «فيس بوك» بعنوان مركز «الزيتون التعليمى»، يوجد عنوان وأرقام هواتف المركز الذى يقدم دروساً خصوصية لطلاب الثانوية، كما تقدم الصفحة كذلك شرحاً تفصيلياً لما يقوم به، حيث تضمنت الصفحة بعض الجداول الخاصة بالمحاضرات، وشددت على ضرورة الحضور قبل بدء المحاضرات بنصف ساعة، وقد حازت الصفحة على أكثر من 4500 إعجاب.

ويرى محمد محسن، أحد مدرسى المرحلة الثانوية، أن الصفحات تلك تروج لمراكزها بشكل ذكى، عبر وضع الفيديوهات الخاصة بالشرح وصور جداول المحاضرات والتهنئات للطلاب، قائلاً: «مع كل شير، طالب جديد بيعرف عنها، ومع كل فيديو فيه طالب بيحس إن ده مكان كويس ومهتم بالتعليم، والأسر تحاول تدور لأبنائها فيه على مكان ليهم، لكن فى الآخر ده كله شو».

{long_qoute_2}

سبورة المحاضرة إن محاها مدرس المادة، فليس على الطالب سوى أن يعيد فتح صفحة المركز عبر «فيس بوك»، وفى تلك الحالة سيجد صورة لها، وليس عليه غير أن ينقلها إلى كراسته، بينما الطلاب المتغيبون، يستطيعون متابعة بعض المحاضرات التى يقدمها المركز فى بعض الأيام، عبر موقع «يوتيوب»، لا سيما لو كان للمدرس شهرة، فهو أمر يضمن عدداً أكبر من الطلاب الذين سيتناقلون الفيديو، ومن ثم انضمامهم له.

وفى البحيرة، بدأت معركة الدعاية لمراكز الدروس الخصوصية مبكراً هذا العام، بعد أن دشن مسئولو تلك المراكز حملات دعاية ضخمة عقب الانتهاء من امتحانات الشهادات بجميع مراحلها، متخذين أسوار المدارس والمنشآت الحكومية والخاصة مسرحاً للإعلان عن أنشطتهم التعليمية، وعكف معلمو الثانوية العامة على الإبداع فى وصف أنفسهم، وإطلاق ألقاب لهم على جدران الدعاية، من قبيل: «إمبراطور الفيزياء، وحش اللغة العربية، صاروخ الرياضيات..» وغيرها من الألقاب.

وفى مدينة كفر الدوار، أكبر مدن محافظة البحيرة، شهدت الشوارع الرئيسية والأماكن العامة حملات دعاية كثيرة لمراكز الدروس الخصوصية، التى أصبح يطلق عليها «سناتر»، حتى إن بعضهم أوهم الطلاب بقدرته على جعلهم متفوقين، وأنه لن ينجح أحد إلا إذا اشترك فى مجموعته التعليمية.

واختلفت أسعار المدينة عن القرى بشكل كبير، حيث وصل سعر المادة فى سنتر الثانوية العامة داخل المدينة إلى 100 جنيه، أما فى القرى فيكون اشتراك جميع المواد 150 جنيهاً لطلاب الثانوية، و80 جنيهاً لطلاب الإعدادية، و50 جنيهاً لتلاميذ الصفوف الابتدائية.

أما فى كفر الشيخ، فقد امتدت إعلانات مراكز الدروس الخصوصية إلى مرحلة «الحضانة»، ففى أحد شوارع حى القنطرة البيضاء بمدينة كفر الشيخ، تجد «سنتر» للدروس الخصوصية، يدعى «smart»، يقوم بلصق إعلاناته الترويجية للدروس من مرحلة «كى جى1» وحتى الصف الثالث الابتدائى، مصحوباً برقم هاتف لأحد المعلمين.

وعن هذا السنتر، تقول عبير، ا، ع، إحدى سكان المنطقة، إنه يعطى دروساً خصوصية للأطفال فقط حتى الصف الثالث الابتدائى لمدارس اللغات، وفى مرحلة الحضانة يكون سعر الشهر للطفل 150 جنيهاً، حيث يتلقون دروسهم وألعابهم داخل حجرتين منفصلتين بإحدى الشقق السكنية، إحداهما للدراسة والأخرى لممارسة الأنشطة، ويكون الكورس لـ30 طفلاً. وأضافت «عبير»: «اثنان من المعلمين يقومان بإعطاء الدروس للأطفال، بالإضافة إلى وجود «دادة» للعب مع الأطفال وتلبية احتياجاتهم، وبيجيبوا لعب للأطفال وبيعلموهم الرسم والموسيقى، وده بينمى قدرات الطفل، بودى ابنى لما بييجى من المدرسة، وبيذاكروا ليه دروسه».


مواضيع متعلقة