«التلين».. بركة مياه ملوثة.. وتحذيرات من انتشار الأمراض مع انطلاق الدراسة

كتب: أحمد العميد ونظيمة البحراوى

«التلين».. بركة مياه ملوثة.. وتحذيرات من انتشار الأمراض مع انطلاق الدراسة

«التلين».. بركة مياه ملوثة.. وتحذيرات من انتشار الأمراض مع انطلاق الدراسة

قبل نحو أكثر من ثلاثين عاماً أنشئت مدرسة التلين الثانوية بقرية التلين مركز منيا القمح، لتخدم 12 قرية مجاورة، ولا توجد مدرسة ثانوية سوى تلك المدرسة، لذا فالاعتماد عليها لا مفر منه، ربما كان اختيار موقعها قبل أكثر من ثلاثين عاماً سبباً فيما تعانيه الآن، حيث بنيت على منخفض كان عبارة عن بركة مياه تم ردمها، فجعلت المدرسة فى منخفض تتسرب إليه أى مياه محيطة، فى قرية لا تغطيها شبكات الصرف الصحى، ولا تزال تعتمد على كسح «الطرنشات».

عانت المدرسة خلال الشهر الحالى من مياه «الطرنشات» التى غطت ساحتها، يقول عماد الشرقاوى، 35 سنة، عضو حملة «تلين القرية النموذجية»، إنه منذ بدء المشكلة وعدد من أهالى القرية الناشطين صعّدوا المشكلة عبر موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، وتوجهوا إلى مدير المدرسة وكان الجميع يعمل فى كسح المياه التى أغرقت ساحة المدرسة، موضحاً أن المياه بدأت فى غمرها يوم 5 أو 6 سبتمبر، وبسؤال مدير المدرسة أكد أن المياه ليست من المدرسة لأن الدراسة لم تبدأ بعد، وأنه توجه إلى رئيس الوحدة المحلية لشفط المياه إلا أنه لم يستجب للأمر، متابعاً: «اتصلنا بالقيادات المحلية للضغط والتدخل لحل المشكلة فالمياه تغمر ساحة المدرسة».

{long_qoute_1}

ويستنكر «الشرقاوى» ما تعانيه المدرسة من مصادر مياه مجهولة تجعلها بركة تلوث، فى وقت تتزين فيه بقية المدارس استعداداً لاستقبال الطلاب فى عام دراسى جديد، مؤكداً أن الأهالى كان لهم دور كبير فى مساعدة عمال الصيانة فى أعمال شفط المياه وإصلاح خطوط مياه الشرب فى المناطق المحيطة بالمدرسة.

ويضيف عبدالفتاح السيد عبدالعال، مدير مدرسة التلين الثانوية، أنه فوجئ قبل عيد الأضحى الماضى بازدياد مياه الخزان على الرغم من عدم وجود طلبة وتوقف الدراسة، ما اضطره إلى كسح المياه إلا أنها بعد أيام قليلة زادت مرة أخرى وعلى الفور اتصل بصيانة مياه الصرف وقدم خطابات رسمية إلى رئيس وحدة مياه التلين لإخباره بما يجرى، مشيراً إلى أن وحدة مياه التلين عجزت عن تحديد سبب المياه المتزايد فى خزان المدرسة، ما دفعهم إلى الاتصال بالوحدة الرئيسية فى مركز منيا القمح، فأحضروا جهاز فحص قوائم مياه الشرب المحيطة، وتابع: «خاطبت مدير الإدارة التعليمية وذهبت إليه وقدمت مذكرة إلى هيئة الأبنية المدرسية وبدورها خاطبت مجلس المدينة، ولم يتم الكشف عن العطل، وفى النهاية توصلوا إلى أن قائم مياه الشرب الخاص بالوحدة المحلية مكسور وتتسرب منه المياه إلى المدرسة، والآن يجرى إصلاحه».

{long_qoute_2}

ويشير «السيد» إلى أن الأزمة مستمرة منذ أسبوعين وتم خلالها كسح الخزان أكثر من مرة، لأن القرية بلا شبكة صرف صحى وتعتمد على كسح «الطرنشات»، وهذه المياه مسربة من خارج المدرسة، مفسراً حدوث المشكلة بأن المدرسة مبنية على منخفض، وأوضح أنها تخدم 12 قرية مجاورة وأنشئت عام 1984 وأن المشكلة ظهرت قبل 2004 لكن ليس بهذه الدرجة وتجاهل المسئولون تغيير كل المواسير المتهالكة.

ويضيف محمد عبدالحميد الحملى، مدرس بالمدرسة، مشرف نشاط منذ عام 1995، أن المشكلة نتجت من خلال إهمال المواسير القديمة وعدم تجديدها وإصلاحها، حيث إن مواسير مياه الشرب قديمة جداً وهى عبارة عن مواسير حديدية مدفونة منذ سنوات طويلة فى أرض رطبة لأن هذه المنطقة كانت بركة مياه، مشيراًَ إلى تضرر المدرسة من الوحدة المحلية التى تتسرب المياه منها إلى ساحة المدرسة، وأن المشكلة ظهرت فى التسعينيات، وانتهت بتعديل القائم المتضرر، محذراً من تكرار المشكلة بسبب تهالك وتقادم مواسير وقوائم مياه الشرب، وإذا حدثت المشكلة خلال العام الدراسى ستضر المدرسة وبالتأكيد ستؤدى إلى إيقاف العملية التعليمية، موضحاً أن المدرسة تخدم 12 قرية مجاورة بكثافة سكانية تقدر بنحو نصف مليون نسمة فهى المدرسة الثانوية الوحيدة فى المنطقة.


مواضيع متعلقة