علاء عبد العزيز و"ساقية رابعة".. فاقد الثقافة لا يسقيها

كتب: شريف حسين

علاء عبد العزيز و"ساقية رابعة".. فاقد الثقافة لا يسقيها

علاء عبد العزيز و"ساقية رابعة".. فاقد الثقافة لا يسقيها

في أحد صباحات اعتصام الإخوان في "رابعة العدوية"، كان علاء عبدالعزيز وزير الثقافة السابق يروح ويغدو، منتظرا صعوده على منصة الاعتصام ليلقي كلمة يزعم فيها أنه وزير الثقافة الشرعي وأن ما حدث "انقلاب عسكري على السلطة الشرعية"، وأن السلطة الحاكمة الجديدة سوف يردها المعتصمون مدحورة.. عنّت له الفكرة، لم يعد وزيرا شرعيا للثقافة كما يقول، فلماذا لا يصبح وزيرا لثقافة "رابعة"، حيث إنه أثناء فترة توليه الوزارة، كانت الأيام المعدودات التي زار فيها فيلا شجرة الدر بالزمالك لا تنبئ بأن ثمة وزيرا أتى في هذه الفترة، حيث احتل المثقفون مقر الوزارة لأكثر من 30 يوما، مطالبين برحيله، فالوزير الذي اعتبره المثقفون أحد أدوات الحرب على الثقافة، يزعم اليوم نشرها. أعجبته الفكرة - أو نسخ الفكرة بمعنى أدق - فقرر تنفيذها، "ساقية ثقافية" في خيمة تقدم فعاليات وندوات، ويحل عليها مثقفو الإخوان ومبدعو الاعتصام ضيوفا، ويكون هو وزيرا لها، وتكون مصدرا للحماسيات التي على شاكلة "إبداع الثورة". ضيوفها الأبرز كانوا الدكتور خالد سعيد المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية، وباسم عودة وزير تموين الإخوان، وأسامة ياسين وزير الشباب السابق، وبعض قيادي حزب الحرية والعدالة، فيما كانت الندوات حول "آثار الانقلاب العسكري على الواقع السياسي والاقتصادي"، وكيفية التصعيد السلمي للمظاهرات والاعتصامات، فحتى الساقية التي يفترض أنها ثقافية، كانت تروج لما هو يخدم الاعتصام بشكل أساسي، إضافة إلى بعض الفعاليات الأخرى كأوبريت الليلة الكبيرة، للعظيم صلاح جاهين، المعروف بقوميته وعشقه لعبدالناصر، الذي هو على خلاف تاريخي شهير مع الإخوان المسلمين. الساقية الثقافية الإبداعية الوليدة، غاب عنها الخيال والإبداع منذ يومها الأول، اسمها "ساقية رابعة" المأخوذ من ساقية عبدالمنعم الصاوي، التي استقت اسمها من إحدى روايات عبدالمنعم الصاوي والد المهندس محمد، وزير الثقافة الأسبق، فلم يكن وراء تسمية "ساقية رابعة" بهذا الاسم سوى تخيّل أن مصطلح "الساقية" في حد ذاته يرتبط بالثقافة على نحو ما، ذلك كله بخلاف الشعار الذي اتخذته "ساقية رابعة"، والذي يشبه إلى حد كبير شعار "الصاوي" وتروسها.