آسيا الجديدة.. أمريكا تغادر باكستان إلى الهند
- أحمد المسلمانى
- أقمار صناعية
- إسلام آباد
- الأسبوع المقبل
- الاستراتيجية الأمريكية
- البيت الأبيض
- التحالف الأمريكى
- الجزء الثانى
- الشرق الأوسط
- آثار
- أحمد المسلمانى
- أقمار صناعية
- إسلام آباد
- الأسبوع المقبل
- الاستراتيجية الأمريكية
- البيت الأبيض
- التحالف الأمريكى
- الجزء الثانى
- الشرق الأوسط
- آثار
لم يعُد الشرق الأوسط قلب العالم.. لقد تحرّك ذلك القلب يميناً، لتصبح آسيا هى مركز السياسة العالمية المعاصرة.
الصين والهند، باكستان وأفغانستان، كوريا واليابان، بحر الصين الجنوبى وخليج البنغال، ميانمار وجزيرة جوام.. إنّهُ «زحام جيوسياسى» غير مسبوق باتَ حديثاً لحربٍ باردةٍ جديدة.. أو حربٍ عالميةٍ ساخنة.. جديدة أيضاً.
(1)
ثمّة انقلاب استراتيجى فى «قلب العالم الجديد».. انقضاء ذلك التحالف الذى جَمَعَ أمريكا وباكستان منذ عقودٍ طويلةٍ.. وانطلاق تحالف يجمع أمريكا والهند.. بدَا مستحيلاً لعقودٍ طويلةٍ!
كانت الهند ترى باستمرار أنه ينبغى أن تبقى فى إطار الرؤية العامة لعدم الانحياز.. والحفاظ على مسافة واحدة من القوتيْن العظمييْن.. كما أنّ الفكر السياسى الهندى لم يثق يوماً بالولايات المتحدة.. أو أنّهُ يمكن أن تكون علاقات نيودلهى وواشنطن أساساً لتحالفٍ جادّ.
كان حزب المؤتمر لا يرى إمكانية ذلك التحالف ويرى ضرورة البقاء عند المسافة السابقة.. دون خطواتٍ إلى الأمام.. وكان الحزب القومى الهندوسى هو الآخر ينظر إلى التحالف الأمريكى - الباكستانى فى غضبٍ وقلقٍ.. أمّا اليسار الهندى بطبيعته فقد كان بارداً تجاه الولايات المتّحدة دافئاً تجاه موسكو.
وهكذا ارتأت معظم القوى السياسية مع النُّخبة الفكرية أن العلاقات بين بلادهم وواشنطن هى علاقات دبلوماسية، لا شراكات استراتيجية.
(2)
كان هناك رأى آخر يتلمّس طريقه فى صمت.. داعياً إلى التقارب الهندى - الأمريكى.. وضرورة إقناع «واشنطن» وجذبها نحو التحالف الضرورة.
انطلقت بدايات هذا الرأى فى عام 1962.. عام الحرب بين الهند والصين فى جبال الهمالايا.. بعد سنوات من مشاعر الأخوّة والصداقة، وشعارات البناء والصمود. ولقد زادتْ تلك «المشاعر الجديدة» رويداً رويداً.. حتى باتتْ الهند والصين فى حالة عداء ثقافى وجفاء سياسى.. وكان بعضُ الانفلاتِ العسكرى حاضراً بين الفترة والأخرى.. جنودٌ من هنا وجنودٌ من هناك.
كانت الولايات المتحدة حاضرة هى الأخرى.. وكانت -فى رأى البعض- سعيدةً، وربما دافعةً لاتساع المسافة بين نيودلهى وبكين.. ذلك أن واشنطن ترى قلقاً كبيراً فى اجتماع العملاقيْن.. وترى أفقاً جيّداً فى ابتعادهما.
وبينما حاولت روسيا الاتحادية فى عهد الرئيس فلاديمير بوتين تكسير المسافة وردم الهوّة بين عملاقى آسيا.. وإحداث تقاربٍ يدفع إلى الاستقرار من دون واشنطن.. كانت الولايات المتحدة تُغيّر استراتيجيتها فى آسيا.. تاركة باكستان إلى الهند.. ودافعة بالهند بعيداً عن الصين.
جاء الزعيم مودى فى الهند.. ليُحدث جديداً فى بلاده والعالم.. طرق باب «واشنطن»، وبعد أن فشل فى الحصول على تأشيرة الولايات المتحدة فى ما قبل.. زارها وهو الزعيم الناجح فى ما بعد.
استقبل «أوباما» «مودى».. وعبّرت الصور القادمة من «واشنطن» عن احتمالات تحالف جديد.. لكن «أوباما» الذى كان يرى أن التحالف مع باكستان والتعاون مع الصين أساسٌ فى الاستراتيجية الأمريكية.. لم يذهب بعيداً بعد ذلك اللقاء.
إن «مودى» هو الذى ذهب بعيداً، وراحَ يجنى آثار العلم فى بلاده.. صواريخ وأقمار صناعية ودراسات كواكب.. لتصبح الهند عضواً فى النادى النووى وعضواً فى نادى الفضاء.
أراد «مودى» تحالفاً مع أمريكا.. وهو ما يعنى ابتعاداً أمريكياً عن الصين وباكستان. لم يكن هناك من هو أوفر حظاً من الزعيم الهندى.. فلقد جاء الرئيس ترامب ليرى ما يراه الزعيم مودى.. وعاد «مودى» إلى البيت الأبيض.. وقال «ترامب»: إن العلاقات بين أمريكا والهند لم تكن أقوى فى أىّ وقت مضى.. مما هى عليه الآن.
لقد تناثر حطام محور «واشنطن - إسلام آباد» على أكثر من طريق.. بينما جرى ترميم محور «واشنطن - نيودلهى» على نحوٍ شامل. ولقد كان هذا واحداً من المعالم الكبرى فى آسيا الجديدة.
الجزء الثانى.. الأسبوع المقبل بمشيئة الله..
حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر..