مشروعات الشباب فى مترو الأنفاق: «أمان وراحة.. ومفيش فصال»

كتب: مها طايع

مشروعات الشباب فى مترو الأنفاق: «أمان وراحة.. ومفيش فصال»

مشروعات الشباب فى مترو الأنفاق: «أمان وراحة.. ومفيش فصال»

تكدس مستمر، زحام متواصل اتخذ منه مجموعة من الشباب وسيلة لإنقاذهم من شبح البطالة، محال لبيع الحلوى والاكسسوارات وأخرى للمشروبات وكروت الشحن للهواتف المحمولة، تمتلئ بها أرصفة وصالات الانتظار بمحطات مترو الأنفاق للخطوط الأولى والثانية، حيث أخذوا من ازدحام المحطات يومياً بالمواطنين مكاناً استراتيجياً للبيع والشراء ووسيلة لضمان وجود الزبون، فمنذ السادسة صباحاً وحتى الواحدة بعد منتصف الليل، وهم يتعاملون يومياً مع أنواع من الزبائن من مختلف المحافظات والطباع، أحدهم متعجّل والآخر ينزل خصيصاً لساحات المترو للتسوق.

{long_qoute_1}

«محدش بيضايقنا فى الرايحة والجاية بعكس لو وقفنا فى الشارع، لو مش هيشتروا هيستظرفوا»، فالحماية الأمنية المشدّدة بمحطات المترو هى التى دفعت زيدان الطائى، 21 عاماً، لأن يفتتح مشروع «الكشك» بمحطتى الشهداء والعتبة، بالتعاون مع أصدقائه الثلاثة: «باقسم وقت الشغل مع الشركاء، ماقدرش أشتغل أكتر من 12 ساعة».

صُمم «الكشك» بطراز مختلف من نوعه، حيث يسهل على الراكب شراء الحلوى والمشروبات من خلال وضع النقود فى أماكنها المخصّصة، ومن ثم يخرج من الماكينة ما قام بطلبه عن طريق الكود الخاص به: «الماكينة دى لو كانت اتعملت بره فى الشارع، الناس هتبهدلها وهتتكسر وهتبوظ من أول شهر ليها، لكن هنا بيحمينا شرطة المترو على طول»، حيث يصف «زيدان» الحماية الأمنية بأنها تجعل راكب المترو يكون متحفظاً فى التعامل مع البائع. «جوه المترو الزبون بيبص لنا كأننا فى مول وبيحترمونا.. أما بره فى الشارع فبيعتبرونا بلطجية».. بهذه الكلمات يجد محمود فرج، 32 عاماً، بائع اكسسوارات بمحطة العتبة، راحته فى التعامل مع الزبائن خلال رحلتهم بالمترو، فخلال 15 عاماً، من عمله داخل المترو، لم يتعرّض «محمود» لمضايقات من الزبائن، أو من «البلدية»، حيث تقدّم إلى هيئة المترو لتأجير مساحة، مقابل الإيجار والتجديد السنوى: «كمان حاجاتى لما كانت بره كانت بتبوظها الشمس علشان كلها نحاس».

«مكان نضيف، وزباين رايقة مالهاش فى الفصال زى الشارع».. كلمات وصفت شعور محمود غزال، 20 عاماً، صاحب كشك «إنفينتى للاكسسوارات»، بمحطة جمال عبدالناصر، بالطمأنينة والارتياح، لوجوده فى مكان آمن، رغم أنه تمر عليه فئات مختلفة ممن يستقلون المترو، إلا أنه لم يعد يشعر بالمشقة التى كان يشعر بها هو وأصدقاؤه المشاركون بالمشروع، مثلما كان خارج المترو: «الزبون مابيقفش كتير هنا، بيشوف اللى عايزه ويجرى على المترو بتاعه، غير إنه بيحس إن حاجاتنا أنضف من بره».


مواضيع متعلقة