ياسمين الحصري تروي ذكرياتها مع والدها: «صبره عليَّ كصبر أيوب»

ياسمين الحصري تروي ذكرياتها مع والدها: «صبره عليَّ كصبر أيوب»
طيب القلب محب لأبنائه طالما وعظ فيهم وعلمهم أخلاق القرآن، وطبق فيهم كل ما تعلمه من أحكام الله ورسوله، ليقتدون به، حيث شجعهم على قراة وتعلم القرآن، إلى أن ختم جميع أبنائه القران الكريم كاملًا حفظا.
حلم والد الشيخ محمود خليل الحصري، برؤية تكررت مرارًا حيث قالت ياسمين الخيام ابنة الحصري، «رأى عنقود عنب جميل يخرج من سلسلة ظهره تأتي إليها الناس من كل فج عميق لتأكل منه، فذهب إلى المفسرين فأبلغوه فسألوه إن كان له ابن صغير فأجابهم بنعم فأبلغوه بتحفيظه القرآن، حيث أكدوا له أنه سينتفع به إلى أن تقوم الساعة».
وأضافت «علمنا الشيخ آداب الصدقة، فكان يخلع الجبة، عندما يتصدق على أحد حتى لا يشعر بالتكبر، وكان دائما يقول لنا أنتم أشراف الأمة لأنكم حفظة القرآن أنتم أهل الله، وخاصته، مؤكدة أن «وصية الوالد هي أن القرآن منهج حياة ولابد أن نعمل به وليس مجرد حفظه فقط».
وتروي ياسمين ذكرياتها في طريقة تربية أباها لها ولأخواتها فتقول «كان ينصحنا بأن يكون خلقنا القرآن وحافظ على تربيتنا على كتاب الله وكان لا يرد سائل شديد الحب والعطف والتواضع».
عند توجه ياسمين إلى الغناء، وتشجيع جيهان السادات زوجة لرئيس الراحل لها، تسبب هذا الأمر في الصدمة لوالدها الشيخ الحصري، «ذهب بابا إلى شيخ الأزهر حينذاك الشيخ محمود عبدالحليم بحكم صداقتهما فقاله بقولك إيه يا شيخ محمود كتفها وأضربها علقة وسكت، علشان خاطر لما أقولها تغني ماتاخدش فلوس فكان هذا بمثابة موافقة الشيخ عبدالحليم على غنائي وفتوة لي بإجازة ذلك».
وجاء أمر غناء ياسمين، عن طريق الصدفة حيث استمعت لها جيهان السادات، وحاولت إقناع والدها بغنائها وأشادت بصوت ابنته، مؤكدة له أن مستقبلًا كبيرًا ينتظرها، إلا أن الشيخ الحصري قال لها «أنا خادم القرآن فكيف تطلبي مني ذلك؟!"، لكن ابنته لم تنصاع لأمره فاحترفت الغناء بتشجيع من زوجها وأحد أخويها فغضب الشيخ عليها ولكنه لم يكن يملك الحكم عليها بحكم زواجها، حد وصف ياسمين في تصريحات تلفزيونية، واحترفت الغناء بالفعل، إلى أن اعتزلت الفن وارتدت الحجاب وقالت «تلاشيت لقاء والدي عندما أصبحت فنانة ودخلت مجال الغناء، والآن علمت جيداً أن صبره عليّ كان كصبر أيوب!».
توفي الشيخ محمود خليل الحصري في عامه ال63، بعد قضاء حياته في حفظ وتعليم القرآن وعمل الخير، وأوصى قبل رحيله بتخصيص ثلت تركته لأعمال الخير ومساعدة الأيتام وتحفيظ القران.