مسلمو بورما.. مَن ينصرهم؟!

قال د. عمر فاروق، سفير مسلمى بورما، إن عدد المسلمين الذين هجّروا قسراً خارج ميانمار بلغ المليون ونصف المليون، وإن قرابة نصف المليون مسلم يقيمون داخل ميانمار يتعرضون لمذابح وانتهاكات عرقية جسيمة على أيدى الجيش البورمى.

ولم يكتف الجيش البورمى والميليشيات البوذية بالمذابح المستمرة لمسلمى الروهينجا فى ميانمار ولكنه زرع ألغاماً على طريق الهاربين منها إلى بنجلاديش، وهذا والله غاية فى القسوة والجبروت، فحتى الفارون لا يرحمهم هؤلاء.

وقد أكدت منظمة العفو الدولية فى تقريرها أن ثلاثة مواقع زُرعت فيها الألغام الأرضية المضادة للأفراد، وأن هذه الألغام حصدت كثيراً من سيقان الهاربين، وأشارت المنظمة فى تقريرها عن ذلك «أنها قاسية ومثيرة للبؤس للفارين من الاضطهاد»، وقد ذكر تقرير المنظمة أن قرابة 290 ألفاً من الروهينجا قد عبروا الحدود فارين من الاضطهاد إلى بنجلاديش خلال الأسبوعين الأخيرين فقط.

وذكرت المنظمة أن أطفالاً من مسلمى الروهينجا حُصدت سيقانهم بهذه الألغام، وذكرت المنظمة أن دولتين فقط تستخدمان هذه الألغام الأرضية للأفراد هما بورما وكوريا الشمالية، وكلتاهما تتشابه فى القمع والديكتاتورية والغباء.

وتستخدم حكومة وجيش بورما نظرية العقاب الجماعى لكل مسلمى بورما على أى خطأ يصدر من أحدهم.

وكان د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، أعلن «أن الأزهر سيقود تحركات إنسانية على المستوى العربى والإسلامى والدولى لوقف المجازر وأعمال الإبادة الجماعية ضد مسلمى الروهينجا الذين يتعرضون لهجمات وحشية بربرية لم تعرفها البشرية من قبل وسوف تسطر سجلاً من العار فى تاريخ ميانمار لا يمحوه الزمان»، وأكد «أن هذه الجرائم تشجع على الإرهاب الذى نعانى منه جميعاً وأن الأزهر لن يقف مكتوف الأيدى أمام هذه الانتهاكات اللا إنسانية».

وانتقد شيخ الأزهر القيادات الدينية بميانمار واتهمها بأنها ضربت بجهود الأزهر عرض الحائط وتحالفت مع متطرفين من جيش الدولة المسلح للقيام بعمليات الإبادة الجماعية.

وفى سابقة هى الأولى فى تاريخ مصر استنكرت الخارجية المصرية المذابح التى تجرى لمسلمى بورما، وأعتقد أن هذا البيان يعد ثمرة لجهد الإمام الطيب د.الطيب.

لقد قامت الدنيا ولم تقعد من أجل أسر جندى إسرائيلى «شاليط» وتدخل عدة رؤساء أمريكيين لإطلاق سراحه رغم أنه مقاتل فى حرب وفى أرض محتلة يُعتدى عليها، أما هذه الآلاف التى تُقتل أو تُشرد من منازلها من مسلمى الروهينجا فلا نصير لهم ولا مدافع عنهم، ولم يذكرهم العالم بكلمة واحدة باستثناء دول قليلة مثل باكستان وتركيا وماليزيا وبنجلاديش وإندونيسيا، والأخيرة قامت بجهد كبير فى هذا المضمار ويكفى لبنجلاديش أنها آوت عشرات الآلاف فى خيام الأمم المتحدة وهم الآن أحوج لكل شىء.

لم يؤثر فى مشاعر بلاد العالم المتبلدة ما ذكرته الأمم المتحدة فى تقريرها من أن 35 ألفاً من هؤلاء هربوا من بلادهم فى يوم واحد، أى إنه فى الساعة الواحدة كان يهرب قرابة الـ1400 شخص، ولكم أن تتخيلوا حجم العذاب والقتل والمذابح الجماعية التى اضطرت هذه الآلاف أن تهرب بهذه الأعداد فى اليوم الواحد.

لم يحرك هؤلاء للعالم ساكناً، ولماذا يتحرك العالم وأهل الإسلام أنفسهم وبلادهم والعرب لم يحركوا ساكناً، مع أنهم لو أوقفوا صفقات أسلحتهم من الدول الكبرى أو عطلوها عاماً واحداً لاصطف العالم كله خلفهم.

والغريب أن حكومة بنجلاديش أمرت شرطة حدودها بمنع المهاجرين من الدخول، ولكن أفراد الشرطة رفضوا تنفيذ هذه الأوامر اللا إنسانية واستجابوا لدوافع الإنسانية والرحمة والأخوة الإسلامية وأدخلوا المهاجرين إلى بنجلاديش الفقيرة «عسى الله أن يغنيها من فضله سبحانه».

لقد ضمت بورما ولاية أراكان المسلمة قهراً وقسراً، ثم اضطهدتهم إلى أضيق الطرق وحرمتهم من كل الحقوق دون أن ينصرهم أحد أو ينتفض لهم أحد، سلامٌ على كل من ظلم وهضم وبخس حقه فى الله ولله، وويل للظالم من يوم رد المظالم.