أمين الجامعة العربية يدعو للحفاظ على وحدة العراق قبل استفتاء كردستان

كتب: بهاء الدين عياد

أمين الجامعة العربية يدعو للحفاظ على وحدة العراق قبل استفتاء كردستان

أمين الجامعة العربية يدعو للحفاظ على وحدة العراق قبل استفتاء كردستان

ناقش الأمين العام للجامعة العربية خلال زيارته للعراق مع المسؤولين أبعاد الاستفتاء المزمع عقده في إقليم كردستان في  25 الجاري وتداعياته المُحتملة، سواء على المستوى الوطني في العراق أو على مستوى الإقليم العربي ككل.

ويأتي ذلك في ضوء ما يرتبط بعقده من تعقيدات وما يثيره من تخوفات حول إمكانية تمهيده لانفصال الإقليم من طرف واحد عن الدولة العراقية والتي تمثل محورًا مهما من محاور الأمن القومي العربي، ومع الأخذ في الاعتبار التحديات الكبيرة التي يواجهها العراق خلال المرحلة الحالية وعلى رأسها خطر الإرهاب الذي يجسده تنظيم "داعش"، إضافة إلى التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي العراقي.

وقال المتحدث باسم الأمين العام محمود عفيفي، إن المسؤوليّن أعربا عن ترحيبهما بزيارة الأمين العام وبحرصه على التواصل مع كل منهما في هذا الموضوع المهم، وخصوصًا في إطار اضطلاعه بدوره المنوط به وفقا لمسؤولياته.

واستمع الأمين العام لتقدير المسؤولين للتطورات المختلفة التي شهدتها الساحة العراقية على مدار الفترة الماضية، وكذا لأبعاد الموقف الحالي بمختلف جوانبه.

وأضاف المتحدث، أن الأمين العام حرص على أن يشير من جانبه إلى أن مسعاه خلال هذه الزيارة يتأسس على ضرورة تكاتف كل الأطراف للعمل من اجل احتواء الموقف بما من شأنه الحفاظ على وحدة الدولة العراقية وتأمين مصالح أبناء الشعب العراقي من خلال إعلاء مبدأ المواطنة على المصالح الضيقة لأي طائفة أو جماعة أو فئة بعينها، مع تنويهه إلى خطورة المأزق الحالي في ظل ما يمكن أن يقود إليه من تداعيات ونتائج سلبية يتخطى إثرها الإقليم العراقي، ليهدد أمن واستقرار المنطقة.

وأشار المتحدث إلى أن الأمين العام لمس خلال اللقاءات التي أجراها اتساع هوة الثقة في العلاقة بين الإقليم والحكومة المركزية، وعبر عن قلقه للجانبين حيال هذا الوضع بالرغم من العلاقات الشخصية الإيجابية التي تربط بين القيادات من الجانبين، والتعاون المشترك الذي أفضى إلى تحقيق الانتصارات الكبيرة على الإرهاب.

ودعا السيد الأمين العام إلى احتواء الخلافات القائمة عبر الحوار واستنادًا لما ينص عليه الدستور العراقي فيما يتعلق بالعلاقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم، كما دعا الطرفين إلى مراجعة شاملة لكل الموضوعات الخلافية، وصولا إلى أرضية مشتركة وتفاهمات مضمونة تحفظ للعراق وحدته، وبالتالي استقراره وسلامته الإقليمية.

كما ذكر أن الأمين العام دعا إلى قراءة الأوضاع الإقليمية والدولية جيدا وبدقة، محذرا من خطورة الانزلاق إلى أي وضع قد يضر بمصلحة العراقيين عموما ويهدد السلم الاجتماعي في حال تفاقم الأزمة القائمة، واتخاذ مزيد من الإجراءات التي تقود العراق والمنطقة إلى تداعيات خطيرة.

وأضاف المتحدث، أن الأمين العام طرح على المسؤولين ضرورة فتح حوار عاجل ومباشر وصريح ومنفتح بين الجانبين بما يسمح باستعادة الثقة المفقودة، وعلى أن ينطلق هذا الحوار من ثوابت يأتي على رأسها أن المصلحة العليا لكل مكونات الشعب العراقي هي في الحفاظ على وحدة الدولة، وأن يكون هناك عمل جاد ومخلص من أجل ترسيخ مفهوم دولة فيدرالية ديمقراطية قوية ومستقرة في العراق تكفل حماية وتعزيز حقوق كل أبناء الشعب العراقي بشكل متساو وفِي ظل اعلاء مبدأ سيادة القانون، والإقرار بأن الأكراد هم مكون أصيل من مكونات هذه الدولة لا يجب تهميشه أو تنحية دوره في إطار الحديث حول مستقبل الدولة العراقية أو أي صيغة للعملية السياسية في العراق.

وأكد الأمين العام، ضرورة أن يتضمن هذا الحوار مناقشة كل القضايا العالقة بين الجانبين والإشكاليات المختلفة التي تشهدها العلاقة بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان، مشيرًا إلى أهمية البناء في هذا الخصوص على التعاون القوي الذي قام بين الطرفين، وأثمر عن تحرير أجزاء غالية من الأرض العراقية من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي في ظل تضحيات كبيرة من جانب العراقيين.

كما أكد الامين العام للطرفين، حرص الجامعة العربية على مصلحة العراق بكل مكوناته واستعدادها للقيام بالدور المنوط بها تجاه العراق وشعبه، مشددًا على أهمية إطلاق حوار شامل بين كافة المكونات الطائفية والعرقية والأحزاب السياسية من أجل تهيئة الأجواء قبل الاستحقاقات الانتخابية القادمة، وتوسيع قاعدة المشاركة في العملية السياسية، وترسيخ مفهوم المساواة في المواطنة.


مواضيع متعلقة