جمال سليمان: مصر الوحيدة التى تمتلك صناعة سينما حقيقية.. ومشاهير «السوشيال ميديا» يفتقدون نجومية زمن الفن الجميل

كتب: آمال حجازى

جمال سليمان: مصر الوحيدة التى تمتلك صناعة سينما حقيقية.. ومشاهير «السوشيال ميديا» يفتقدون نجومية زمن الفن الجميل

جمال سليمان: مصر الوحيدة التى تمتلك صناعة سينما حقيقية.. ومشاهير «السوشيال ميديا» يفتقدون نجومية زمن الفن الجميل

قال الفنان السورى جمال سليمان، إن الجزء الثانى من مسلسل «أفراح إبليس» سيشهد تغيرات كثيرة فى مضمونه بالتزامن مع ما حدث خلال الآونة الأخيرة، متابعاً أنه كان محظوظاً بالمشاركة فى مسلسلات حققت نجاحاً كبيراً، وتُعتبر الأهم فى أرشيف الدراما التاريخية. «الوطن» حاورت جمال سليمان، الذى تحدث عن تفاصيل مسلسل «أفراح إبليس2»، وتناوله لقضية تضخم الجماعات الإرهابية، بعد أن أصبحوا عصابات عابرة للقارات، كما أفصح عن رأيه فيما تشهده الساحة الدرامية فى الوقت الراهن من تطورات، منها اعتزال بعض الفنانين الكبار أمثال محمود الجندى ويوسف شعبان، بالإضافة إلى رؤيته لمستوى الدراما السورية مؤخراً، وتفاصيل أخرى عن علاقته بالسياسة ومواقع السوشيال ميديا، والمزيد فى السطور التالية.

{long_qoute_1}

ما الجديد الذى ستقدمونه فى الجزء الثانى من مسلسل «أفراح إبليس»؟

- الجزء الأول من المسلسل حقق نجاحاً كبيراً عند إذاعته، وكانت هناك نية لعمل جزء ثان منه، لكن الظروف لم تسمح آنذاك، ووجدنا أنه بعد مرور 8 سنوات على عرض النسخة الأولى، اندلعت أحداث كثيرة فى مصر والمنطقة العربية بأكملها، وبرزت تحديات وظروف جديدة، بخلاف الدراما الصعيدية العائلية وقضايا الفساد والعلاقة بين المال والسلطة، ووجدنا أنه يمكننا أن نتوسع ونناقش انتشار السلاح وظهور الجماعات الإرهابية العابرة للحدود، والفوضى التى خلفتها.

ألم تخش فكرة تغيير فريق عمل الجزء الأول؟

- بالطبع نتمنى استمرار فريق عمل الجزء الأول، ولكن أحياناً كثيرة يتعذر ذلك، وهو بالتأكيد خسارة لزملاء كانوا رائعين فى أدوارهم، لكن فى الجزء الثانى هناك ممثلون آخرون حلوا مكانهم، وأعتقد أنهم سيمثلون إضافة جيدة للعمل.

نجاحك فى مصر تحقق بعد «مندور أبوالدهب».. هل تكرر الأدوار الصعيدية حتى تسير على الدرب نفسه؟

- ليس بالضرورة، فأنا بعيد عن اللون الصعيدى منذ سنوات عدة، لكننى أحب تقديم هذه الأدوار، فقد قدمت أعمالاً متنوعة، وإذا عُرض علىّ عمل صعيدى عقب الجزء الثانى من «أفراح إبليس»، سأرى الورق، وإذا كان جيداً سأقدمه.

لماذا خرج «أفراح إبليس2» خارج السباق الرمضانى؟

- فكرة الدخول فى الماراثون الرمضانى لها مميزات، وعلى النقيض تحمل سلبيات أيضاً، فكثير من الأعمال الجيدة التى عُرضت فى رمضان ظُلمت، وكان الجمهور يشتكى دائماً من هذا الأمر، ومنذ 4 سنوات بدأت سوق الدراما تنتعش بمسلسلات جديدة حققت نجاحاً كبيراً دون أن تذاع فى رمضان، وهذا أمر جيد.{left_qoute_1}

هناك شركات كثيرة تنتج أجزاء ثانية من مسلسلاتها.. برأيك هل هذه موضة الدراما؟

- بالتأكيد، فالمسلسل الذى لم ينجح فى جزئه الأول لن تشترى أى محطة فضائية جزءه الثانى، ومقاييس النجاح والفشل نسبية، فمن الوارد أن يكون العمل بالنسبة لى فاشلاً لكنه حقق نجاحاً جماهيرياً، فيُطلب تقديم أجزاء أخرى منه، فهذا يحدث فى جميع أنحاء العالم، ولكن الأهم أن تكون لديك الأفكار والنية لتقديم أجزاء لا تقل عن نظائرها الأولى فى الأهمية.

على غرار ما ذكرته.. هل تستعد لتقديم جزء ثان من «حدائق الشيطان»؟

- كان يجب أن نبدأ فى الجزء الثانى من «حدائق الشيطان» قبل «أفراح إبليس»، ولكن تعثر التوزيع أجل الفكرة، وإذا سنحت الظروف وكانت مناسبة سأقدمه.

كيف ترى العمل التاريخى من وجهة نظرك؟ وما الخطأ الذى يقع فيه معظم تلك الأعمال؟

- كان لى الحظ أن أشارك فى مسلسلات حققت نجاحاً كبيراً، وتُعتبر الأهم فى تاريخ الدراما التاريخية، وشخصياً أحب هذه النوعية من الأعمال، وأعتقد أنها مهمة جداً شرط أن تُكتب بطريقة عميقة قائمة على قراءة نقدية للتاريخ وليس على الأسلوب السطحى، ويمكن أن نقول إن 90% من المشاهد التى نعيشها حالياً تمتد لجذور تاريخية، لأننا لم نتخذ منها موقفاً نقدياً، فهناك أشخاص تلعن فى التاريخ كله، وآخرون يمجدونه وهذا خطأ، فعلينا أن نفهم حاضرنا بشكل أفضل، ونتوقف عن الصراع على أشياء حدثت منذ القدم، والمهم فى العمل التاريخى هو استخلاص العِبر والدروس، وهذا لا يمكن أن يتم دون كتابة نقدية تحليلية له.

قدمت عدداً من الأعمال التاريخية خلال مشوارك الفنى.. فما الذى يُميز مسلسل «أوركيديا» عن غيره؟

- «أوركيديا»، ليس عملاً تاريخياً بالمعنى الحرفى للكلمة، فهو أشبه ما يكون بتاريخ خيالى، فهو لا يتحدث عن مكان أو شخص أو زمان بعينه، إنما يتخيل حكاية حدثت فى التاريخ، وهذا يحدث فى أفلام ومسلسلات الغرب، لكننى أفضل الأعمال التاريخية التى تقوم على حقائق وأشخاص حقيقية.

بعد النجاح الذى حققه «أوركيديا».. هل تعتبره بداية لعودة الدراما السورية؟

- ليس بالضرورة، فالدراما السورية كباقى أوجه الحياة فى سوريا تعرضت لدمار كبير، وظروف الحرب كان لها تأثير سلبى جداً عليها، لكن هذا لا يمنع أن هناك فنانين سوريين مبدعين يحاولون كل عام أن يحافظوا على حياتها وحضورها، و«أوركيديا» ليست استثناءً، فكانت هناك أعمال أخرى جيدة ولافتة للنظر، ولا يزال الفنان السورى يحافظ على هذه الصناعة.

على الرغم من متابعتك للتطورات السورية.. إلا أنك لا تحب الحديث فى السياسة.

- على النقيض، أنا أتحدث فى السياسة دائماً، والأزمة السورية قضية وطنية وليست سياسية، وهناك فارق كبير بينهما، فهناك وطن بأكمله مُهدد بالتقسيم والتشتت والانهيار، وبالتالى نحن ندافع عنه ونحاول استرجاعه والمحافظة عليه، وأعتقد أن هذا واجب كل إنسان سورى.

{long_qoute_2}

مؤخراً اعتزل الفن نجوم كبار بحجم محمود الجندى ويوسف شعبان بسبب إهمالهما، هل تعتقد أن مهنة التمثيل «غدارة»؟

- بالتأكيد، وأنا أُقدر ألم الزملاء، وبصراحة هذا شىء غريب ومرفوض، فالعالم الغربى وهوليوود يعتبران الفنانين الكِبار استثماراً هائلاً، فشون كونرى وأنتونى هوبكنز وجاك نيكلسون وروبرت دى نيرو جميعهم فنانون بلغوا السبعين عاماً، ولم يقل لهم أحد «روحوا البيت أنتم بقيتوا عواجيز»، فظل الكُتاب يفكرون فى الأعمال العظيمة التى سيكتبونها لهم لتحصد الجوائز وتُحقق إيرادات ضخمة، ولكننا نُفكر بطريقة غريبة جداً، فبعد أن نصنع نجماً ننشغل بفكرة تحطيمه أو إبعاده أو الاستغناء عنه، وهذا خطأ يتماشى مع أشياء كثيرة فى حياتنا، فنحن لا نعرف كيف نستثمر ما لدينا من ثروات، والفنانون المُبدعون جزء من الثروات الوطنية لكننا بحاجة إلى التفكير ومراجعة الأرقام، وعلى سبيل المثال، فرقة «البيتلز» أدرت على الاقتصاد القومى البريطانى أرباحاً كبرى، وأيضاً مايكل جاكسون، ومادونا، فقد حققا إيرادات مالية ضخمة ودعاية عظيمة لبلادهما، تفوق المبالغ التى تحصلا عليها، فأفلام «توم كروز» حتى الآن تخطت الـ6 مليارات دولار، بالإضافة إلى الدعاية التى حققتها لأمريكا فى العالم، فهذه أمم وشعوب تُقدر قيمة الفن على الصعيد المعنوى والمادى، وللأسف نحن عشوائيون وبعيدون عن هذا النمط من التفكير، وليس لدينا تخطيط أو فكرة النفس الطويل، وكذا الحال فى التعليم وأساليب الرى واستخدام المياه، والصناعة.

الكثير من الممثلين يعتبرون أن السينما تصنع النجومية، فهل تعتبر أنك حققت نجوميتك من خلال الدراما التليفزيونية؟

- فكرة النجومية ليست حكراً على السينما فهذه خُرافة، ولكنى أتمنى أن يكون فى رصيدى 20 أو 30 فيلماً، لكن للأسف لم تكن هناك فرصة أو مجال، لأن فى بلدى سوريا لا توجد صناعة سينمائية، وعندما نُنتج فيلماً أو اثنين فى العام نعتبر ذلك «سنة الخير» ونشارك بهما فى المهرجانات، وفى بعض الأحيان نحصد عليهما جوائز وأوقات أخرى لا، والبلد الحقيقى الذى يمتلك صناعة سينمائية حقيقية هو مصر، واكتفيت خلال رحلتى الفنية بأن يكون تركيزى الأساسى منصباً على الأعمال التليفزيونية، ولدىّ قناعة أننى قدمت مسلسلات أفضل من 90% من أفلام السينما العربية.

ما أكثر عمل ترك بصمة فى مشوار جمال سليمان؟

- الحقيقة تختلف بحسب الجمهور، فأحياناً ألتقى سيدات شاهدن «الفصول الأربعة» فى طفولتهن، والآن أصبح لديهن أطفال يشاهدون المسلسل أيضاً، حيث مر عليه ما يقرب من 17 عاماً، وهناك أناس يعتبرون «صلاح الدين» هو التحفة الفنية، وغيرهم «التغريبة الفلسطينية»، وآخرون «حدائق الشيطان»، وبالنسبة لى كلها أعمال عزيزة على قلبى، فطوال حياتى لم أُقدم عملاً من أجل الأموال أو الشهرة فحسب، فكنت محظوظاً أن أحببت كل الأعمال التى قدمتها، ولم أشعر بالندم على أحد منها، وليس معنى ذلك أننى لا أحب الشهرة أو المال، فقيمة العمل لدى الناس أهم بالنسبة لى من النجومية، فلم أسع إليها طوال عمرى، وأرى أنها كلمة غامضة جداً فى تلك الأيام.

لماذا ترى مصطلح «النجومية» غامضاً فى تلك المرحلة؟

- أعتقد أن نجومية فاتن حمامة صُنعت بطريقة مُختلفة جداً عن فتاة قدمت دوراً أو اثنين حالياً، لكنها نجمة بفضل «الانستجرام» و«تويتر»، فهاتان مسألتان مختلفتان، لذلك كلمة النجومية غامضة ويختلف معناها من أشخاص لآخرين، فهناك من يخلط بينها وبين الشهرة، فمن الممكن أن يكون هناك شخص مشهور جداً لكن هذا لا يعنى أنه نجم، وفى منظورى هذ المصطلح يعنى من سطع فى سماء المشاهد، وساهم فى إسعاده وتحريضه على التفكير بطريقة ما، أو زرع قيماً بداخله، وبالنسبة لى لا يمكن المقارنة بين شهرة ونجومية «أحمد زكى ومحمود عبدالعزيز ونور الشريف» وشهرة «فلان» من الممثلين التى تحققت عبر وسائل التواصل الاجتماعى، لذلك نحن نعيش فى عصر مختلف، وبالتالى اختلطت المفاهيم وأصبحنا نستخدم المصطلحات فى غير مكانها، وفى النهاية أعتقد أن ما يبقى فى ضمير الناس وفى ذاكرتهم الأشياء ذات القيمة، وما عداها يرحل مع الزمن.{left_qoute_2}

هل تتابع «السوشيال ميديا» وما يُكتب عنك بوجه خاص؟

- لست بعيداً عنها، لكن فى الوقت نفسه لم أُصبح مكترثاً بها لأسباب عدة، أولها أننى لا أستطيع تحملها، وثانيها لدىّ التزامات وواجبات أخرى، فلا أتابع ما يكتبه البعض عنى أو الأخرون الذين يسبوننى، وهى مسألة خطيرة، لأن الإنسان دون قصد يجد نفسه بعد فترة زمنية مُستعبداً للسوشيال ميديا، ولكن فى الوقت نفسه لا نستطيع الاستغناء عن وسائل الاتصال الحديثة، و«الفيس بوك» بالنسبة لى مسألة مهمة جداً، فأشارك أصدقائى بعض الأشياء، وأحياناً أوضح نقاطاً مهمة حول موضوع ما يخصنى، وأيضاً مواقع التواصل الاجتماعى ليست فضاءً بريئاً، بل أصبح تتخلله ميليشيات ومجموعات وأموال وسياسات، بدءاً من «داعش» ومروراً بمن يكتبون لحساب النظام ليخدموا أجندات معينة.

ما آخر موقف تعرضت له بسبب «السوشيال ميديا» وكنت بحاجة لكتابة توضيح عنه؟

- منذ فترة كتب شخص -مراسل حربى- على أحد المواقع الموالية للنظام أننى قلت إن «بلدى ليس لها علىّ أى فضل وأنا لست سورياً بل مصرى»، وبعدها رد علىّ الفنان «زياد الرحبانى» وقال إنه عيب أن أقول ذلك، والحقيقة أن أناساً كثيرين طلبوا منى الرد، لكننى وجدت أنه إذا رددت على أشياء مثل هذه، سوف أفعل ما يرغبونه، لذلك أتجاهلها، فهناك معارك يتشرف الإنسان بخوضها، وأخرى تجلب العار حتى لمن انتصر فيها، والناس لن تُصدق هذا، فكيف لشخص مثلى يُتهم بمثل هذا الاتهام، فأنا أُسافر وأتحرك دائماً وأُعرض نفسى لـ«السين والجيم»، وأفعل ذلك على حساب عائلتى، وصحتى أحياناً، فلماذا أفعل كل هذا إذا كنت لا أعتبر نفسى سورياً؟ أنا ما زلت أحمل الجنسية السورية، وأسافر لأدافع عن وطنى سوريا الذى أعتز به، وعندما أتيت إلى مصر كان لدىّ عشرات المسلسلات، ولم أكن طالباً أو خريجاً يطرق الأبواب.

ما أكثر الخسائر التى تركت أثراً فى وجدانك بسبب مواقفك السياسية؟

- الخسائر أنواع، والإنسان الذى يُدافع عن وطنه لا يمكن أن يكون خاسراً، فهو مكسب لا تُعادله جوائز أو أموال، لأنك أمام أهلك وبلدك والتاريخ أخذت الموقف الصحيح، وأنا من غالبية السوريين الذين كانوا منذ البداية ضد العنف والتدخل الخارجى، وضد أسلمة الثورة وحمل السلاح، وعلى النظام أن يُفكر كيف يُمكن أن يكون جزءاً من مستقبل مختلف يقوم على احترام الجمهور والديمقراطية ودولة بلا فساد، فهذه كانت مطالبنا ولا أعتقد أنها مشبوهة، وبعد مرور 7 سنوات على الأحداث فى سوريا، أعتقد أننى لم أبن حسابات خاطئة، وبقيت صادقاً مع نفسى وضميرى، بالتأكيد تعرضت ومثلى لحملات تشويه سواء من قِبل الجهات المعارضة والمتطرفة أو النظام نفسه، وعندما يريد العالم أن يختار بين النظام القائم والخطاب الوطنى الديمقراطى المعتدل الذى ينشد الانتقال السياسى السلمى للدولة الديمقراطية، يصبح شيئاً مُحرجاً أن يقف الإنسان بجانب النظام الديكتاتورى، إلا إذا كان لحساب مصالحه، كما صرح الإمام الخمينى مؤخراً على لسان قاسم سليمانى، رئيس الحرس الثورى، بأن الكثير من المسئولين الإيرانيين ينتقدون حكومتهم لأنها وقفت إلى جانب الديكتاتور، ولكنهم كانوا يدافعون عن مصالحهم، ونشكرهم على صراحتهم، وفى النهاية الخسارة والربح فى هذه المسائل يختلفان من شخص لآخر، وكثير من الفنانين نصحونى بألا أتدخل فى هذه الأمور، وأن أبقى بعيداً عن الصراعات السياسية، وصراحة هذا تفكير منطقى إذا فكر الشخص فى نفسه، لكنه يحمل كماً من الأنانية الفظيعة، فهو أشبه بشخص يرى منزله يحترق، فدخله وجمع أشياءه أو ما يمكن إنقاذه، وخرج ونظر للمنزل من الخارج، وقال حسبى الله ونعم الوكيل ورحل، ولكن كان صعباً علىّ أن أفعل مثله، وفى رأيى التاريخ يحتقر الأشخاص الذين لم يفعلوا شيئاً لإطفاء الحريق فى بيوتهم.

{long_qoute_3}

عادة يكون الابن الوحيد مُرفهاً وكل طلباته مُجابة.. ولكنك تستخدم طريقة مختلفة فى تربية نجلك.

- هناك نوعان ممن تعرضوا للحرمان فى طفولتهم، الأول يرغب فى أن يجعل ابنه يعيش تجربته وهذا خطأ، والآخر يرغب فى فعل العكس تماماً، وهذا أيضاً خطأ، وأنا أحب أن أجعل «محمد» يعيش بطريقة جيدة وسعيدة، ولكن أحب فى الوقت نفسه أن أشعره بأن الأشياء لها حدود، ولا بد أن يعلم قيمتها، فمثلاً إذا اشترينا شيئاً ولو كان بسيطاً، علينا أن نحافظ عليه لأنه إذا تلف قد لا نستطيع شراء غيره، فلا أحب أن أزرع فى رأس ابنى فكرة الاستسهال وعدم إدراك قيمة الأشياء، وأخاف أن يكون لى رد فعل على طفولة عشتها، فأجعل ابنى يعيش حياة الترف ولا يعرف معنى الحياة، وهذه مسألة صعبة تجعل الإنسان دائماً فى تحدٍ مع نفسه.

هل تتحدث مع نجلك عن سوريا وأوضاعها؟ وهل يسألك لماذا لا تعيشون هناك؟

- الحقيقة أننى كنت أتجنب الحديث مع محمد فى هذا الموضوع، فكنت أظن أنه بعيد عن تفاصيله، واعتقدت أنه يظن أننا نعيش فى مصر لعملى فقط، وأن الأمور ستسير على هذا المنوال، لكننى فوجئت أنه بدأ فى سؤالى، لماذا لا أذهب إلى سوريا؟ وأنا مع من وضد من؟ ولماذا؟ وقتها بدأت أعطيه إجابات على قدر استيعابه، لأن القضية السورية معقدة، فكيف تجعلين طفلاً صغيراً يفهم أن النظام السورى ديكتاتورى واستبدادى، وليس كل من وقف فى وجه النظام جيداً، فهذا يصعب شرحه لكثير من رجال المعارضة السورية، فما بالك بطفل، كيف سيدرك هذه الأمور.

كيف ترى وضع الدراما المصرية حالياً؟

- خلال الـ7 سنوات الماضية حدثت ثورة حقيقية على صعيد الإخراج والتكنولوجيا والتقنية والصورة، وأيضاً من ناحية الجيل الجديد من السينمائيين الذين دخلوا إلى عالم التليفزيون، لكن المشكلة الحقيقية الآن فى الدراما المصرية تكمن فى الكتابة، وأعتقد أنه فى كل سنة نكتشف أن هناك نحو 7 أو 8 أعمال جديرة بأن تنفذ كنصوص، والباقى لا تستحق الإنفاق عليها، فعندما نكتشف أن رمضان على الأبواب، نبدأ تصوير مسلسل لا نملك منه سوى 4 أو 5 حلقات مكتوبة، ونضع الكاتب تحت الضغط، وحتى لو كان «شكسبير» فهو يحتاج إلى وقت للكتابة والقراءة والتعديل ولكن هذا أمر غير مُتاح، وبالتالى هناك كثير من الأعمال التى أشاهدها أرى أنها مسودات لنصوص جيدة جداً، إذا أُتيح للكاتب أن يستخلص منها «مبيضة» ويراجعها ويخرج بالنسخة النهائية، فنحن فى 2017 ومن المفترض أن يجرى نقاش فى الأعمال التى ستُقدم فى 2019 وليس 2018.

متى ستعود إلى سوريا؟

- أتمنى أن أعود مع كل السوريين إلى وطننا، لكن بالنسبة لى العودة صعبة جداً، ما لم تُصبح سوريا دولة ديمقراطية تحترم القانون، وحق السوريين فى التعبير عن أنفسهم، ألا يكونوا مستباحين بهذه الطريقة، فلا أبحث عن انتصار شخصى، ولا أقبل أبداً أن يجعلنى أحد أرتدى ثوب الهزيمة، وإذا لم يحدث هذا فإن القضية السورية لن تنتهى، حتى إذا فُرض الاستقرار بالترهيب والتخويف، وهذا ممكن وحدث فى كثير من الدول مثل دول الاتحاد السوفيتى السابق، فالاستقرار لا يُفرض بالقوة أو العنف، إنما بالعقد الاجتماعى المُرضى لكل الأطراف، وعندما يحدث ذلك تُصبح مسألة العودة للوطن طبيعية، وهنا فرق بين أن يعود الإنسان إلى وطنه وبين عودته للنظام الذى يحكم بلده، وستظل الأمنية الموجودة داخلى هى العودة للوطن.

 

جمال سليمان فى كواليس «أفراح أبليس2»

جمال سليمان يتحدث لـ«الوطن»

جمال سليمان ومنة فضالى والمخرج أحمد خالد أمين فى كواليس «أفراح أبليس 2»


مواضيع متعلقة