آلة «الباسنكوب» قيثارة حلايب وشلاتين

09:56 م | الأربعاء 06 سبتمبر 2017

على أنغام أوتارها، تبدأ خطوات راعى الغنم فى السير وتنتهى، ظلت لسنوات طويلة رفيقة أهالى البدو للتعبير عن رسائل العشق خصوصاً فى قبيلة البجا، «الباسنكوب» آلة وترية صُنعت من أعواد الشجر ربما يستغربها الكثيرون ولا يعرفونها، لكنها تُعد أشهر آلة عزف وترية رفيقة لرقصات أهالى حلايب وشلاتين مطلقين على أنغامها «اوقناوى»، ومعتزين بها فى تراثهم الخاص.

حسن عثمان من سكان حلايب وشلاتين، يرى أن كل محافظة لها تراث مميز يجعلها متفردة عن أى مكان آخر والباسنكوب تعد من أهم الطقوس المهمة للاحتفالات بقبائل حلايب وشلاتين: «سكان حلايب وشلاتين لهم ثقافة مختلفة تتماشى مع طبيعة المنطقة الصحراوية، والرقصة عليها بتعبّر عن الحماسة والإقدام والرجولة».

بينما يرى ضياء عبدالرازق مدير قصر ثقافة الشلاتين، أن افتتاح قصور للثقافة فى حلايب وشلاتين أسهم فى إبراز الفنون الفلكلورية التى تعبر عن طابع سكان المنطقة: «الفرق الاستعراضية بتقدم العروض المختلفة التى أسهمت فى أن ينتشر فلكلور وتراث المنطقة فى كتير من المناسبات المختلفة».

وعن انتشار الباسنكوب فى دلتا مصر ومدن القناة وأكثر من دولة فى شمال أفريقيا، يرى ناصر البشارى، أحد المهتمين بثقافة سكان المنطقة، أن السمسمية والطنبورة وأشكالاً موسيقية أخرى كلها تفرّعت من فن الباسنكوب: «بيتم العزف على الآلة باستخدام اليد اليمنى فقط والآلة دى قديمة جداً كانت بتتصنع من أعواد الشجر ودلوقتى حصل فيها تطوير بشكل طفيف»، فحسب «البشارى» فإن الآلة الآن اتخذت أشكالاً مستطيلة، بدلاً من المقوسة وتم تغليفها بالجلود للحفاظ على أصالة صوت الوتر: «مهم جداً أن يرافق الأوتار فى الآلة فاصل خشبى عشان الصوت يكون ظاهر»، وهناك مشاهير عزفوا على الباسنكوب بمنطقة حلايب، لكن مع احتفاظ كل منهم بطريقته الخاصة ومذهبه الفنى فى ضرب أوتار الآلة.