بروفايل| «سو تشى».. الشيطان الأخرس

كتب: بهاء الدين عياد

بروفايل| «سو تشى».. الشيطان الأخرس

بروفايل| «سو تشى».. الشيطان الأخرس

تعرضت لسنوات من الظلم والتنكيل، ما دفع الغرب إلى اعتبارها «قديسة للسلام» ورمزاً دولياً للحقوق والحريات، ومنحتها «نوبل» جائزتها للسلام، ورغم ذلك فإن زعيمة ميانمار «أونغ سان سو تشى»، التى تشغل منصب مستشار الدولة، أى ما يعادل رئاستها، ترفض حتى الآن إدانة موجة المذابح الموجهة ضد المسلمين فى بلادها.

«سو تشى»، زعيمة «ميانمار»، نجلة الجنرال «سان سوكى» تغاضت عن تلك المذابح، رغم ما تحمله من مسئولية أمام شعبها ومسئولية دولية كونها أحد سفراء السلام فى العالم، خوفاً على كرسى الحكم، كما يردد البعض، مؤكدين أنها تخشى تنفير الأغلبية البوذية منها بتعاطفها مع أقلية «الروهينجا» المسلمين، رغم كونها مناضلة جسورة خاضت صراعاً مع جنرالات «بورما» من أجل انتزاع السلطة من الحكم العسكرى.

السيدة الأربعينية، زعيمة الرابطة الوطنية للديمقراطية، فى ميانمار، رفضت حتى الآن الوقوف ضد المذابح، وهو ما دفع دولاً ومنظمات دولية وحقوقية ووسائل إعلام عالمية، إلى المطالبة بسحب جائزة نوبل منها ومحاكمتها دولياً، ونشرت صحيفة «ديلى تلجراف» مقالاً افتتاحياً تحدثت فيه عن صمت الحائزة على جائزة نوبل للسلام أمام ما يتعرض له المسلمون «الروهينجا» فى بورما من قمع وتهجير وقتل، ودعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) لجنة جائزة نوبل إلى سحب جائزتها للسلام من الزعيمة البورمية، فيما وقع عشرات الآلاف من الأشخاص عريضة تطالب بإحالة الزعيمة وقائد جيشها إلى المحكمة الجنائية الدولية.

ليست المرة الأولى التى تتبع فيها الزعيمة البورمية سياسة التزام الصمت وعدم المبالاة إزاء الأحداث العنيفة التى تقع فى «بلد الأقليات»، حيث التزمت الصمت إبان أحداث شغب ولاية «راخين»، التى اندلعت سنة 2012 وتجددت عام 2015.

وفى اللقاءات الإعلامية والحوارية، تجاهلت «سو تشى» الرد على التساؤلات حول موقفها من الأزمة، وفى أعقاب حصولها على جائزة سلام، قالت: «إنها لا تعلم ما إذا كان من الممكن اعتبار الروهينجا المسلمين مواطنين بورميين أم لا»، لكن الهروب الكبير من هذا السؤال كان خلال لقائها مع المذيعة ميشيل حسين على «بى بى سى» حينما حدثت مشاحنة بين السيدتين لرفض الزعيمة التى أمضت 15 عاماً قيد الإقامة الجبرية فى بورما، أن تتفوه بأى كلمة لإدانة الممارسات البوذية، التى توفر لها بصمتها غطاءً سياسياً، وضوءاً أخضر للاستمرار.


مواضيع متعلقة