في بحيرة وادي الريان بالفيوم.. غرقى كل عيد ومسؤولية غائبة عن أرواحهم

كتب: ميشيل عبد الله

في بحيرة وادي الريان بالفيوم.. غرقى كل عيد ومسؤولية غائبة عن أرواحهم

في بحيرة وادي الريان بالفيوم.. غرقى كل عيد ومسؤولية غائبة عن أرواحهم

مأساة تتكرر بين العيد والآخر، في منطقة بحيرة وادي الريان، بمحافظة الفيوم، حيث يلقى بعض الشباب مصرعهم غرقا، أثناء الاستحمام في البحيرة، أو اللهو بين الشباب، خلال الاحتفالات بالأعياد، وسط اتهامات للمسؤولين والغرقى أنفسهم بالإهمال.

سجلت الاحتفالات بعيد الأضحى المبارك، هذا العام، وفاة طالب بكلية الهندسة بجامعة الفيوم، غرقا في مياه بحيرة وادي الريان، إثر الاستحمام في البحيرة، طبقا للرواية الأمنية في الحادث، ثالث أيام العيد، وهو أمر أصبح معتادا في كل عيد أن يكون هناك عدد من الشباب غرقى، وفي الغالب لنفس السبب.

يقول محمود عبدالفتاح، من أبناء الفيوم، إن كل عيد لا بد وأن نسمع عن حوادث غرق شباب في بحيرة وادي الريان ومنطقة الشلالات، وأصبحت حوادث معتادة بكل أسف، حيث نفقد أرواح بشر يذهبون للمنطقة من أجل التنزه.

ويرى الدكتور شريف صبحي غبريال، مدير إدارة الطوارئ بمديرية الصحة بالفيوم، أن هذه النوعية من الحوادث متكررة في كل عيد، بسبب انحسار المياه في بحيرة وادي الريان مؤخرا، حيث يقفز الضحايا من ارتفاع قرابة 6 أمتار من أعلى الشلالات إلى قاع البحيرة، فإما يصاب بنزيف في المخ حيث يصطدم بقاع البحيرة، أو غيبوبة وهو تحت المياه فيلقى مصرعه، ويضيف مدير الطوارئ أن المسؤولين وضعوا لوحات إرشادية بالمنطقة، وعلى الرغم من ذلك لا يلتفت لها أحد.

ويلقي اللواء أشرف عزيز، عضو مجلس النواب عن محافظة الفيوم، بمسؤولية تكرار تلك الحوادث على وزارة البيئة، وقطاع المحميات، لأنهما يستفيدان بتحصيل رسوم من الزائرين للمكان، وعليهما حمايتهم من أي مخاطر، وحتى لو وُضعت لافتات فهناك مسؤولية.

ويقترح عضو مجلس النواب ضرورة تعيين منقذ أو منقذين على الأقل برواتب في منطقة الشلالات على مدار العام، تكون مهمتهم تأمين أرواح المواطنين بشكل دائم.

وينفي الدكتور عمرو هيبة، مدير عام المحميات الطبيعية بالفيوم، مسؤولية إدارته عن غرق الشباب وبعض المواطنين في منطقة وادي الريان، ويقول: "يقطع المواطن تذكرة دخول للمكان بجنيهين من أجل الاستمتاع بالأجواء الجيولوجية والطبيعية بالمحمية، ومعروف أن منطقة السواحل تمثل خطورة على حياة المواطنين بسبب أن قاعها غير مستوٍ ومتعرج، ونحن بدورنا وضعنا لوحات إرشادية من أجل تنبيه الزوار".

ويضيف مدير المحميات أنه حرصا منا على حياتهم، ولكن البعض يقرأها ولا يعبأ بها، لأن بعض الشباب توارث فكرة المغامرة وأنه لا بد أن يقفز من أعلى الشلالات أو أي مكان على البحيرة لقاعها، على الرغم من عدم قدرتهم على السباحة.

ويشير مدير المحميات إلى أن الإدارة اتخذت عدة إجراءات من أجل مواجهة تلك الحوادث، منها التنسيق مع قوات الإنقاذ النهري بالانتشار على حدود البحيرة ومنطقة الشلالات للتعامل مع أي حالة غرق، مع دعم المنطقة باللافتات والعلامات التي تحذر الزوار من النزول أو السباحة في هذه المنطقة حرصا على أرواحهم، وكذلك التنسيق مع مديرية الشباب والرياضة بمد المحميات بغطاسين لمتابعة الشواطئ للتعامل مع مثل هذه الحالات في المواسم، مناشدا الزائرين الالتزام بالإرشادات حرصا على حياتهم.


مواضيع متعلقة