فؤاد المهندس.. تلميذ الريحاني الذي اقتفى أثره فصار أستاذا

فؤاد المهندس.. تلميذ الريحاني الذي اقتفى أثره فصار أستاذا
كان التلميذ فؤاد المهندس قد وصل إلى مرحل الافتتان بالفنان الكبير نجيب الريحاني من خلال أفلامه، إلا أن مشاهدة "المهندس" لإمكانيات "الريحاني" التمثيلية الفذة على خشبة المسرح يؤدي وينفعل ويتحرك يمينا ويسارا ويخرج من الكالوس إلى الخشبة فارضا على الجمهور والممثلين أيضا كاريزمته غير الطبيعية، جعلت المراهق يقرر بعد عدة أيام من التفكير: "سأدرس التمثيل وسأصبح ممثلا".
ولم تكن رغبة فؤاد المهندس في العمل بالتمثيل بعد مشاهدة نجيب الريحاني عن قرب، خاطرا وقتيا أو تعلقا طفوليا، بل دأب منذ ذلك اليوم على المشاركة في عروض مسرح الجامعة وعدم تفويت أي عرض للريحاني لدرجة أنه اشتهر وسط الحضور بـ"التلميذ العاشق" فصار "الريحاني" يسأل عنه إذا غاب عن أحد العروض.
أما نقطة التحول، كانت حين قرر الأستاذ منح تلميذه دورا في إحدى مسرحياته، إلا أن الموت منع المهندس من احتراف الفن على يدي أستاذه الذي لازمه على مدار عامين شرب فيهما الفن مع بعض الممارسة على مسرح الجامعة، وهو ما ترويه الناقدة ناهد صلاح في كتاب "سيدتي الجميلة" الذي تناول حياة الراحلة شويكار وعلاقتها بفؤاد المهندس، وصدر ضمن فعاليات المهرجان القومي العشرين للسينما المصرية.
خليط الاجتهاد والدأب مع القدر، قاد فؤاد المهندس للمشاركة في مسرحية "السكرتير الفني" التي منحته فرصة تشكيل ثنائي فني مع "شويكار" اعتُبر من أنجح الثنائيات في التاريخ، قبل أن يتحول فيما بعد إلى ثنائي حياتي بعد زواجهما.
وحدثت الصدفة حين كان السيد بدير مرشحا للعب دور البطولة في "السكرتير الفني"، للمخرج عبدالمنعم مدبولي – وهي مسرحية الريحاني في الأساس – ليأتي المهندس كهدية من السماء تلقفها "مدبولي" ومنحه بطولة المسرحية، ليجد نفسه أمام فتاة جميلة هي "شويكار"، وهو التعاون الذي يقول عنه "الأستاذ": "قلب حياتي وحياتها رأسا على عقب"، على الرغم من عدم اقتناعه بها في البداية كممثلة كوميدية.
فؤاد المهندس، الذي لم يكف عن تتبع العالم الذي يمنحه السحر، يأتي أساسا من وسط لا يعترف بالفن كوظيفة، على الرغم من أن والده زكي المهندس عالم لغة ومثقف، وشقيقته هي الإذاعية الكبيرة صفية المهندس.
ورغم وفاة الريحاني، إلا أن التلميذ لم ينفصل عن معلمه روحيا، ظل لفترة يستحضر شخصيته في التمثيل من ناحية، ويتلمس شخصيته الخاصة المستقلة من ناحية أخرى، عملا بالنصيحة التي أسداها له حين أخبره: "أنا واثق تماما من قدراتك وموهبتك ومقتنع بأنك ستكون خليفتي، لكن يجب أن تكون لك شخصيتك المستقلة وأداؤك المختلف".
وبعدها، انطلق التلميذ في مشوار فني ثري تنوع بين التلفزيون والإذاعة والمسرح والسينما، قاده هذا المشوار لينال الأستاذية على غرار معلمه "الريحاني"، حتى أسس لمدرسته الخاصة في الكوميديا، وصار رمزا فنيا يحظى بإعجاب الملايين وتعيش أعماله لعشرات السنوات محتفظة ببريقها.
اقرأ أيضا