انتخابات ألمانيا.. المرشحان يتفقان على فساد قطر وديكتاتورية تركيا

كتب: سيد خميس

انتخابات ألمانيا.. المرشحان يتفقان على فساد قطر وديكتاتورية تركيا

انتخابات ألمانيا.. المرشحان يتفقان على فساد قطر وديكتاتورية تركيا

في مناظرة تلفزيونية وحيدة، قبل 3 أسابيع من إجراء الانتخابات التشريعية الألمانية، اتفقا المتنافسان على منصب المستشار، المنتهية ولايتها، آنجيلا ميركل، زعيمة حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، وخصمها الرئيسي مارتن شولتس، مرشح "الحزب الاشتراكي"، على رفضهما استضافة قطر كأس العالم لكرة القدم عام 2022، وعدم انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، بينما اختلافا على ملف اللاجئين.

وأعربت ميركل، ومنافسها في الانتخابات مارتن شولتس، خلال المناظرة التي شاهدها 20 مليون شخص، مساء أمس، عن رفضهما استضافة قطر كأس العالم لكرة القدم عام 2022. وسأل الصحفي الذي كان يدير الحوار ميركل: "سيدة ميركل، هل تعتقدين أن تنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2022 في قطر أمر جيد؟ نعم أم لا؟". فأجابت ميركل على الفور: "لا، ليس جيدا". ونقلت الصحفية التي كانت تدير الحوار السؤال ذاته إلى شولتس، فقال أيضا:"لا"، وفقا لقناة "دويتش فيلا" الألمانية.

 وتأتي هذه التصريحات من المسؤولين الألمانيين في ظل تصاعد المطالب بسحب ملف استضافة قطر لهذا الحدث الرياضي الكبير، بسبب شبهات فساد حول تمكين الدوحة من استضافة كأس العالم لكرة القدم.

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، 4 أغسطس الماضي، أن الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، سيخضع للتحقيق بشأن احتمال تقديمه دعما مشبوها لدولة قطر بغرض تمكينها من استضافة "مونديال 2022"، وذلك بعدما واجهت قطر اتهامات بدفع رشى باهظة في سبيل استمالة مؤيدين لاستضافتها الحدث الرياضي الدولي، وفقا لشبكة "سكاي نيوز" الخبرية.

وينكب المحققون الفرنسيون، على فحص صفقة شراء الشركة القطرية "ديار" لحصة 5% من الشركة الفرنسية "فيوليا"، سنة 2010، بحثا عن صلة محتملة بالمونديال. وذكرت صحيفة "تيلجراف" البريطانية، أنه من المحتمل أن يكون ساركوزي حصل على أموال من الصفقات التي أجريت بين بلاده وقطر على هامش عرض ملف قطر لاستضافة مونديال 2022، بما في ذلك بيع نادي "باريس سان جرمان" للقطريين.

وبخصوص العلاقة بين برلين وأنقرة، قال مارتن شولتس، خلال المناظرة، إنه حال فوزه منصب المستشار في ألمانيا، فإنه سوف يلغي المفاوضات الخاصة بعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي. وأضاف: "عندما أكون المستشار سألغي مفاوضات عضوية الاتحاد الأوروبي مع تركيا".

ومن جانبها، اعتبرت ميركل أن تركيا لن تنضم أبداً إلى الاتحاد الأوروبي، في موقف قد يزيد العلاقة بين ألمانيا وتركيا تأزماً. وقالت ميركل في المناظرة التلفزيونية: "لا أرى أن الانضمام قادم، ولم اؤمن يوما بأنه يمكن أن يحدث"، مضيفة أن المسألة تكمن في معرفة من "سيغلق الباب أولاً، تركيا أو الاتحاد الأوروبي". وأضافت ميركل أنها لن تسمح بأن تمارس حكومة أنقرة ضغوطاً على الأتراك في ألمانيا.

وتنتقد ألمانيا حملة القمع الواسعة، التي شنتها أنقرة عقب محاولة الانقلاب الفاشل، في منتصف يوليو 2016، والتي اعتقل خلالها نحو 43 ألف شخص وأقيل أو أوقف عن العمل نحو 100 ألف شخص آخرين، كما شنت أنقرة حملة قمع ضد حرية الإعلام واعتقلت مئات الصحفيين دون محاكمة، وأغلقت نحو 170 وسيلة إعلامية وألغت نحو 800 بطاقة صحفية، بحسب تقارير إعلامية تركية.

وتضاعفت حدة التوتر بين برلين وأنقرة بعد توقيف وسجن مراسل صحفي ألماني في تركيا، بتهمة "الدعاية الإرهابية"، وردت عليه برلين بالاحتجاج لدى السفير التركي.

وقال زيجمار جابرييل وزير الخارجية الألماني، الأسبوع الماضي، إن تركيا لن تصبح أبدا عضوا بالاتحاد الأوروبي ما دام يحكمها الرئيس رجب طيب أردوغان. وأضاف، في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية  واسعة الانتشار، أن توتر العلاقات بين البلدين، العضوين في حلف شمال الأطلسي، زاد بعدما حث أردوغان الألمان من أصل تركي على مقاطعة الأحزاب الرئيسية في الانتخابات العامة المقررة في الشهر القادم.

وفيما يخص ملف اللاجئين، هاجم شولتس سياسة ميركل في ملف اللجوء قائلاً: "كان سيكون من الأفضل لو تم إشراك جيراننا الأوروبيين" في معالجة أزمة الهجرة واللاجئين في عام 2015. ومن جانبها، اعترفت ميركل بالفشل في الملف قبل موجة اللاجئين الكبرى، غير أنها اعتبرت أن الاتفاقية بين تركيا والاتحاد الأوروبي كانت الجواب المناسب على الأزمة، وقالت: "الآن وكما في الماضي أرى أن الاتفاقية صحيحة بالمطلق". إلا أن ميركل دافعت عن نفسها قائلة: "كنا في مواجهة وضع دراماتيكي". 


مواضيع متعلقة