«روبى»: «الكنز» ملحمة فنية بلا منافس.. وأواجه الضغوط بشخصية المحاربة

كتب: خالد فرج

«روبى»: «الكنز» ملحمة فنية بلا منافس.. وأواجه الضغوط بشخصية المحاربة

«روبى»: «الكنز» ملحمة فنية بلا منافس.. وأواجه الضغوط بشخصية المحاربة

توليفة فنية مختلفة ميَّزتها عن بنات جيلها، جرأتها فتحت لها باب الساحة الفنية، وبراعتها مهدت لها الطريق إلى قلوب الجماهير، بعدما أثبتت قدراتها التمثيلية ومهارتها فى الوصول إلى مناطق مختلفة بأدائها، لتبلغ «روبى» حالة من النضج الفنى مع الفيلم رقم 9 فى مشوارها السينمائى، أهلتها للمشاركة فى ملحمة سينمائية قادها المخرج شريف عرفة مع الكاتب عبدالرحيم كمال، قوامها عدد كبير من نجوم السينما من بينهم محمد رمضان، محمد سعد، هند صبرى وأحمد رزق.

تكشف «روبى» خلال حوارها لـ«الوطن»، عن حماسها للمشاركة فى الفيلم، وعملها على ملامح الشخصية التى تطلبت بحثاً طويلاً منها، بالإضافة إلى ملامح تعاونها مع الفنان محمد رمضان للمرة الثانية بعد فيلم «الشوق»، وعن مشروعها السينمائى المقبل مع المخرج كريم الشناوى، ومشاريعها المقبلة فى عام الغناء.

ما الذى حمَّسك للمشاركة فى بطولة فيلم «الكنز»؟

- أسباب عدة، أبرزها إعجابى بالسيناريو وطبيعة دورى فيه، لأن الفيلم ملحمة فنية من كل نواحيه، بدءاً من وجود شريف عرفة الذى لا أجد مفردات فى اللغة توفيه حقه، ويكفى سعادتى بمكالمته التى رشحنى فيها لشخصية «زينب»، حيث قلت لنفسى آنذاك: «يلا بينا» من فرط حماستى، وعلى الرغم من أنه مخرج مُقل جداً فى أعماله، إلا أنه حين يُقدم عملاً يترك بصمته جلية فيه، وتلك السياسة أنتهجها فى حياتى المهنية، كما انجذبت لنص عبدالرحيم كمال، وصياغته لأحداث عصوره الأربعة بحرفية شديدة، وانطلاقاً من كل هذه العوامل، وجدت مؤشرات نجاح تلوح فى الأفق، ومن هنا تحمست للمشاركة فى بطولة الفيلم.

{long_qoute_1}

كيف رسمتِ ملامح شخصية «زينب» المنتمية إلى العصر العثمانى؟

- استمددت معلومات عن هذه الحقبة الزمنية من الإنترنت، بغرض معرفة أحدث ما توصل إليه العثمانيون فى حياتهم العادية، وقرأت كتباً عنهم وشاهدت صوراً لأزيائهم، كما انجذبت لقصة حب «زينب» بـ«على الزيبق»، الذى يلعب دوره محمد رمضان، ووجدتها شبيهة بقصص «عنتر وعبلة» و«قيس وليلى» وغيرهما من الحكايات الأسطورية.

ألا ترين أن اندلاع شرارة الحب بين الشخصيتين كان سريعاً على الشاشة؟

- أؤمن بالحب من أول نظرة، والوصول لحالة العشق تنبعث منها، لأنها تكون مُجردة من التفكير، كما أن الألفية الجديدة مليئة بقصص الحب من النظرة الأولى، فما بالك بالعصور القديمة التى خلت من التكنولوجيا والصراعات الإنسانية؟!

ألم تُقلقك مسألة ظهورك فى الربع الأخير من أحداث الفيلم؟

- الفيلم مُقدم على جزأين كما تعلم، وصورت دورى فيه كاملاً باستثناء 5 مشاهد تقريباً، وكنت أعتقد أن «زينب» موجودة فى جزء واحد فقط، ولكن يبدو أن «شريف عرفة» أنهى الجزء الأول بمشهد مشاجرة السوق بين رجال والدى «عباس أبوالحسن» و«على الزيبق»، بغرض التمهيد لأحداث الجزء الثانى، أما عن فكرة الظهور المتأخر بشكل عام، فسبق وأن خضتها فى مسلسل «سجن النسا»، حين ظهرت مع بداية الحلقة 14، ولا أجد مانعاً منها طالما أننى معجبة بدورى، وأراه مؤثراً فى الأحداث. {left_qoute_1}

ما تعليقك على الآراء التى تعتبر فكرة تقديم «الكنز» على جزأين مغامرة محفوفة بالمخاطر؟

- حين أقدم فيلماً على جزأين مع شريف عرفة، وهو مخرج صاحب رؤية ثاقبة ومحترمة، فلا يمكننى التعقيب على شخص بهذه السمات، خاصة أن اسمه يبعث بالطمأنينة لشخصى، لأنه نموذج فى الرقى والتحضر، وأعتبره إنساناً من العالم الأول وأكثر، وسماته الشخصية تتسق مع شخصيتى التى تتوق إلى التحضر دائماً، باعتبار أنه السبيل نحو نهضة البلد وفقاً لرأيى الشخصى.

ما بين فيلمى «الشوق» و«الكنز».. ما أبرز التغيرات التى طرأت على محمد رمضان من وجهة نظرك؟

- هو كان وما زال ممثلاً محباً لعمله ومخلصاً له، وأحترم فيه هاتين الصفتين اللتين تلازمانى دائماً، لأنهما تسهمان فى خلق حالة من التنافس أثناء التصوير، مما يصب بدوره فى صالح العمل نفسه، لرغبتنا فى بذل أقصى مجهود لدينا لتقديم عمل متميز.

فيلمك الجديد يتعرض لفكرة الظلم.. فمتى شعرت روبى بوقوعها ضحية للظلم؟

- أعتبر نفسى محاربة مهما تعرضت لضغوط فى حياتى، لأننى أنتشل نفسى منها وأواصل حياتى بعدها دون أن أختلس النظر ورائى، لأن الحياة بطبيعتها مليئة بالمشكلات والضغوطات، ولكن تظل أى أزمة ليست نهاية المطاف لصاحبها.

الفنان محيى إسماعيل حلق شعره بالكامل استجابة لمفردات دوره فى الفيلم.. فهل يمكن لروبى الظهور صلعاء من أجل دور معين؟

- إذا كان الدور مهماً جداً، وضع تحت كلمة «جداً» ألف خط، فحينها لن أمانع الظهور بأى هيئة شكلية، وإذا عدت إلى الوراء لسنوات عدة، ستجد أننى تخليت عن أنوثتى فى مسلسل «بدون ذكر أسماء»، وظهرت بشخصية «شحاذة» مهملة فى مظهرها الخارجى، وتكرر الأمر بعدها فى مسلسل «سجن النسا»، الذى أطللت فيه دون أى مظهر من مظاهر الأنوثة.

ما حقيقة نشوب خلافات بين الأبطال على الأفيشات الدعائية للفيلم وكذلك فى ترتيب الأسماء على التتر؟

- لم أشاهد الفيلم بدور العرض حتى الآن، ولكنى لم أنزعج من أى شىء، لأن ما شاهدته فيما يخص أفيشات الدعاية كان لوحة سوداء مدوناً عليها اسم الفيلم.

بعض الآراء ترى أن «الكنز» ليس فيلماً تجارياً جاذباً للجمهور..

- مقاطعة: كيف لا يُصنف فيلماً تجارياً بما يتضمنه من مشاهد أكشن؟ فهو يحتوى أيضاً على جرعة من التشويق، مُمثلة فى بحث جميع الشخصيات عن الكنز، حيث جمع الفيلم ما بين العناصر التجارية والمحتوى المحترم الجدير بالمشاهدة.

ما الذى ينافس فيلمك الجديد فى سباق عيد الأضحى؟

- «الكنز» بلا منافس فى العيد، لأن هويته مغايرة لطبيعة الأفلام المطروحة حالياً، وكذلك لما تم عرضه من أعمال سينمائية خلال الفترة الأخيرة.

{long_qoute_2}

وما «الكنز» فى حياة روبى بشكل عام؟

- الرضا.

ما الذى جذبك للتعاقد على بطولة فيلم «عيار نارى» للمخرج كريم الشناوى؟

- إعجابى بالقصة وطبيعة دورى فيه، إذ أجسد شخصية صحفية، والفيلم اجتماعى تشويقى من حيث التصنيف، كما تحمست لوجود أحمد الفيشاوى، الذى أعتبره من أهم الممثلين فى مصر، وكذلك الأمر بالنسبة لمحمد ممدوح، بالإضافة إلى المخرج كريم الشناوى، الذى وجدته «فاهم يعنى إيه سينما ودماغه منورة»، رغم أن هذا الفيلم بمثابة أول أعماله الإخراجية.

ولكن ألا تخشين من التعامل مع مخرج شاب فى أولى تجاربه الإخراجية رغم إشادتك بتفكيره السينمائى؟

- أستفتى قلبى وأتبع حدسى فى قراراتى، ومن ثم حينما جلست مع كريم الشناوى، وجدته شغوفاً بالسينما وذهنه حاضر فيها، علماً بأنه كان مساعد مخرج لعدد من المخرجين، كما قدم أفلاماً وثائقية فى محطات عالمية، ويقوم حالياً بتدريس مادة لها علاقة بالسينما فى الجامعة الأمريكية رغم صغر سنه.

ما رأيك فى قرار جهاز الرقابة بمنع الأطفال من دخول الأفلام المُصنفة عمرياً؟

- أؤيد هذا القرار وأتفق معه، لأن بعض الأفلام تتضمن مشاهد دموية، ومشاجرات بالسيوف وتبادلاً لإطلاق الرصاص، ومن هنا أتساءل: «كيف يتسنى لطفل متابعة مثل هذه المشاهد؟» وربما إذا شاهدها يسعى لتقليدها فى الواقع، وحينها ستكون النتائج وخيمة.

ولكن هذا القرار أثار اعتراض مديرى دور العرض والمنتجين، لأنه سيؤثر سلباً على الإيرادات بما أن أغلب جمهور السينما من العائلات؟

- دور العرض بطبيعة الحال تمنع اصطحاب العائلات لأطفالها، منعاً لحالة الصراخ والبكاء التى قد تنتابهم أثناء عرض الأفلام، مما سيؤثر سلباً على الحالة المزاجية للجمهور، وهذا المنع كان قبل قرار الرقابة الأخير، وأذكر أننى اصطحبت ابنتى «طيبة» لمشاهدة فيلم ذات مرة، ولم أكن أعلم بمسألة عدم سماح السينمات بدخول الأطفال، فتعذرت مشاهدتى للعمل آنذاك، وبعيداً عن هذا وذاك، فقرار الرقابة لا علاقة له بالإيرادات ولن يؤثر عليها، لأن المحب للسينما والمُحترم لقواعدها سيترك أطفاله عند والدته أو حماته، ويصطحب زوجته للاستمتاع بالفيلم المعروض.

بعد نجاح أغنية «لسه فيها كتير».. لماذا تُبدين مقصرة فى حق موهبتك الغنائية؟

- أؤمن بمقولة «صاحب البالين كداب»، وأنا بطبعى لا أستطيع الجمع بين مجالين فى وقت واحد، وذلك انطلاقاً من انشغالى بمجال التمثيل خلال الأعوام الأخيرة، ولكن بعد طرح أغنية «لسه فيها كتير»، تلقيت عنها ردود فعل رائعة، وكذلك تعليقات مُحفزة من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى، أبرزها «يلا ارجعى»، «حرام عليكى وحشتينا»، فوجدت أنه من الواجب الاستجابة لرغبات محبينى، وعلى أساسه أسعى حالياً للعمل على مشروع غنائى، ولكنى ما زلت فى مرحلة البحث عن كلمات وألحان جيدة.

وما طبيعة هذا المشروع؟

- إما التحضير لأغنية منفردة «سنجل» أو تقديم مينى ألبوم يتضمن 3 أو 4 أغنيات على الأكثر.

ولمَ لا تقدمين ألبوماً كاملاً على غرار باقى المطربات؟

- لا أملك الوقت لتنفيذ ألبوم كامل، لاسيما أننى أستعد لتصوير دورى فى «عيار نارى»، وأسعى إلى التحضير لمسلسلى الرمضانى إن شاءت الأقدار بتقديمى له.

علمنا من مصادرنا أنكِ انتهيتِ أخيراً من كتابة وتلحين أغنية جديدة..

- نعم، كتبت ولحنت أغنية بعنوان «كل ما أبعد»، وأعتزم طرحها فى المينى ألبوم الذى أشرت إليه سلفاً.

كم استغرقتِ من الوقت فى عملية الكتابة والتلحين؟

- كتبت ولحنت هذه الأغنية فى دقيقتين، وهى المدة نفسها التى غيرت فيها لحن أغنية «سلم علىّ»، التى أبقيت على كلماتها وطرحتها بصوتى قبل أشهر عدة، إذ جعلتها من مقام «الماجير» الغربى، رغم أن أصل الأغنية لا يتبع هذا المقام الموسيقى.

مما علمناه أيضاً أنك تتمنين تقديم معالجة غنائية لفيلم «الإرهاب والكباب»..

- أتمنى تقديم هذا الفيلم فى شكل غنائى، لأنه فيلم مصرى حتى النخاع، وإذا قدمناه بصورة غنائية سيكون رائعاً، وحتى يكون كلامى أكثر وضوحاً، فأقصد أن يتم التغنى بجمل من السيناريو والحوار.

ولكن ألا ترين أن تنفيذ هذه الفكرة المستحدثة على الجمهور المصرى مخاطرة، بما أنها قد لا تلقى قبولاً على مستوى شباك التذاكر؟

- «المخاطرة أحلى حاجة فى الدنيا»، وأنا شخصية تتوق إلى تقديم كل ما هو جديد، لأن الفنان لا بد ألا يقتصر دوره على إيجاد شخصية وتجسيدها بشكل جيد، وإنما لا بد أن يبحث عن الجديد لتقديمه.

ماذا تتمنى روبى لابنتها الوحيدة «طيبة»؟ وما موقفك إذا ما أبدت رغبتها مستقبلاً فى دخول عالم الفن؟

- أتمنى رؤية نفسى فى ابنتى، وأن تُحقق ما لم أستطع تحقيقه، لأننى كنت أتمنى مثلاً الالتحاق بكلية الهندسة أو الاقتصاد والعلوم السياسية، ولذلك أتمنى أن أرى «طيبة» مهندسة، وتلك الأمنية لا علاقة لها بموقفى من دخولها المجال الفنى من عدمه، لأنها حال امتلاكها موهبة التمثيل أو الغناء فلن أعارض قرارها آنذاك.


مواضيع متعلقة