كرم جابر.. العملاق الأوليمبي «لا يبرح مكانه بالقلوب»

كرم جابر.. العملاق الأوليمبي «لا يبرح مكانه بالقلوب»
قوة فطرية، وبنية جسدية وعضلية مثالية، تتناسق بكل مرونة مع أداء رشيق على البساط السحري، كلها مقومات لبطل من ذهب، خُلق للبطولة وليس غيرها، منذ أن كان برعمًا في السابعة من عمره، نشأ في مدرسة المصارعة بالمنشية في الإسكندرية، وبدأ منها أولى مشاركاته المحلية في وزن 26 كيلو جرام، انطلق منها إلى العالمية، ليعيد حلم الملايين بذهبية أوليمبية، جاءت بعد صيام عن الذهب 56 عامًا، ليأت خليفة إبراهيم مصطفى، ويرفع علم مصر في السماء.
في مثل هذا اليوم عام 1979، ولد البطل الأوليمبي كرم جابر، بحي المنشية لعائلة رياضية، فوالده كان يعشق رياضة المصارعة، وشقيقه الأكبر عادل جابر، مثّل مصر على المستوى المحلي والدولي حتى سفره لأمريكا ودراسته للمصارعة، وحصل على شهادات عالمية في تدريب المصارعة، وابن شقيقته أحمد حسن، حصد برونزية أولمبياد الشباب في أولمبياد الصين 2014، فالبطولة فطرة نشأت عليها العائلة.
يدخل البطل الذهبي عامه الـ38، وبجعبته ميداليتين أولمبيتين، الأولى ذهبية في أثينا 2004، والثانية فضية بلندن 2012، وكاد أن يحرز الثالثة في أولمبياد ريودي جانيرو 2016، لولا أن تسبب التخبط الإداري داخل اتحاد المصارعة في استبعاده لعدم إجراءه كشف المنشطات.
كما يملك الأوليمبي السكندري، العديد من الميداليات في مسيرة حافلة بإنجازات وبطولات عربية وقارية وعالمية، بدأها بذهبية في بطولة شباب العرب عام 1997، ومن بعدها برونزية دورة البحر المتوسط إيطاليا عام 1997 أيضًا، قبل أن يحصد برونزية بطولة العالم للشباب في العام ذاته.
بداية إنجازات كرم إبراهيم جابر على بساط المصارعة الدولي، وهو لم يتجاوز 17 عامًا، تواصلت في عام 1998، بحصاده ذهبية بطولة إفريقيا، ومن جديد برونزية بطولة العالم للشباب، ثم ذهبية دورة الألعاب الإفريقية جوهانسبرج عام 1999، و ذهبية بطولة إفريقيا بتونس عام 2000، قبل الحصول على ذهبية بطولة العالم للقارات، ونيله لقب أحسن مصارع عام 2001، وهو اللقب ذاته، الذي ناله في بطولة إسبانيا الدولية 2001، ومن بعدها ذهبية دورة البحر المتوسط بتونس عام 2001.
أولمبياد أثينا 2004، توجت رحلة كرم جابر الناجحة وسط عمالقة المصارعة، وهو في الـ25 من عمره، فلم تكن ميدالية "معشوق اليونانيين"، اللقب الذي ناله "كرم" وقتها مجرد صدفة، بل كان الطريق إلى الذهبية مفروش بالميداليات، فمن قبلها بعامين، حصد ذهبية بطولة إفريقيا بالقاهرة، وفي كأس العالم للقارات 2002، تمكن جابر من الحصول على كأس أحسن مصارع، وتوج أيضًا بذهبية بطولة العالم للكبار وكأس أحسن مصارع، والميدالية الفضية في بطولة العالم رقم 48 للمصارعة الرومانية فرنسا 2003، وذهبية بطولة دافيد شولتز بأمريكا يناير 2003.
لم تكن مسيرة «جابر» مفروشة بالميداليات دائمًا، فرغم أن عداد ميدالياته وكؤوسه، لم يتوقف بعد أثينا، والتي حصد فيها لقب أفضل مصارعة بالدورة، بتفوق فني واضح وفاضح لمنافسيه، وأظهر قوة خارقة يتمتع بها، إلا أن الخلافات بينه وبين اتحاد المصارعة، ظلت مستمرة، فطوال الوقت ظل البطل يصرخ بعدم حصوله على حقه في تكريم مناسب لإنجاز لم يحدث لمصر منذ أكثر من 5 عقود، وكانت النتيجة الطبيعية لتلك الخلافات إخفاق بكين 2008.
«المعدن النفيس لا يصدأ»، جابر عاد للبريق من جديد في لندن 2012، في إنجاز غير مسبوق في تاريخ الرياضة المصرية، وفي أوج استعداداته لحصد ميدالية أولمبية ثالثة كانت الخلافات تحيط به، صدمه اتحاد المصارعة بخطأ إداري، على إثره استبعد لعامين بتهمة المنشطات، لعدم إجرائه الكشف عنها قبل الأولمبياد، بسبب عدم إبلاغه من قبل الاتحاد بالموعد، بحسب ما جاء على لسانه في أحاديث لوسائل الإعلام.
ووسط هذه الضجة والخلافات، آثر «كرم» الابتعاد عن الأضواء، واتجه لتدريب أشبال جديدة، ليحقق حلم آخر بإنجاز جديد، وصناعة أبطال أوليمبيين جدد، يسيرون على درب بطل من ذهب، وعملاق أوليمبي لا يبرح مكانه في قلوب الملايين.
اقرأ أيضا