«محمد» 14 سنة خدمة في تربية «الجمال»: «تحط لها أكل تكرمك»

11:51 م | الأربعاء 30 أغسطس 2017

يقضي بها يومًا مُتعبًا ومُرهقًا، ولكنه لا يستغني عنها حيث أنها مهنة والده وجده، فيستيقظ يوم الأربعاء في الرابعة فجرًا ليستعد ويُجهز ما يريده ليذهب إلى سوق "برقاش"، الذي يُعد أكبر أسواق الإبل في مصر، وبعد وصوله السوق يتبادل السلام والحديث مع زملائه من التجار.

وبعدها يشتري ما يريده من الإبل وتحديدًا 5 إبل قدر استطاعته، ثم يذهب بهم إلى السوق وعرضهم على المواطنين ويبيع ما يستطيع بيعه، وما يتبقى منهم يعود به إلى منزله لإطعامهم، وفي اليوم التالي يعود إلى السوق مرة أخرى ويستمر هكذا حتى يوم الإثنين الذي غالبًا ما تنهي صفقته التي اشتراها.

ويُعتبر يوم الجمعة، اليوم الأفضل بالنسبة لـ "مصطفى عبدالمنعم"، البالغ من العمر 24 عامًا، وأحد تجار سوق برقاش، حيث "السوق الأكبر" لشراء وبيع الإبل، الذي يستطيع من خلاله بيع نسبة كبيرة من الجمال التي يشتريها.

ورغم أن "محمد"، لديه 5 أشقاء يتاجرون في الإبل إلا أن كل شخص يعمل بمفرده، ويتعامل مع أشخاص مختلفين في عمليات البيع والشراء، قائلًا "كل واحد ليه طريقة مختلفة في الشغل عن التاني".

ارتفاع الدولار لم يترك سِلعة أو تجارة إلا وتسبب في زيادتها، إذ ارتفعت أسعار الإبل، وعزف المواطنون والتجار عن شرائها.

"الجمال تحطلها أكلها هتكرمك في لحمها"، هو الشعار الذي يستخدمه "مصطفى"، الذي ورث عمله في تجارة الإبل عن جده، وهو في العاشرة من عمره.

تختلف تجارة الإبل عن معظم الحيوانات، حيث تتم عملية البيع والشراء من خلال هيكلها وشكلها الخارجي وحجمها وطبيعة أسنانها التي تحدد سنها كبيرًا أو صغيرًا، ويصل كيلو لحم الجمل قبل ذبحه نحو 80 جنيهًا وبعد ذبحها 100 جنيهًا.

"فيه بعض التجار بطلوا يشتروا الجمال"، وذلك بسبب زيادة الأسعار التي جعلت المواطنين يمتنعون عن شراء الإبل في مواسم عيد الأضحى وباقي أيام العام.

وانتهت مهمة الإبل كوسيلة للترفيه بعد ضعف السياحة في مصر، وأصبحت تستخدم في الذبح وخاصة في موسم عيد الأضحى، كما يستخدمه بعض الفلاحين في الحقول الزراعية.

"السوداني، والبلدي، والصومالي"، هي أنواع الإبل التى يتاجر بها "محمد"، ويعرضها على المواطنين، وهو يعمل ضمن مجموعة من التجار الذين يتعاملون مع مكتب "أولاد أبو سريع".

الإبل تتغذي على البطاطس والبطاطة والأعلاف والذرة والتمر وغيرها، ولا تحمل أي أمراض مثل باقي الحيوانات، قائلًا "الجمل ملوش مرارة ولو تعب هيموت، وهو الحيوان الوحيد اللي مبتجلوش أمراض".