بالصور| أكثر من مليوني مسلم يبدأون مناسك الحج: لبيك اللهم لبيك

12:48 م | الأربعاء 30 أغسطس 2017

بدأ أكثر من مليوني مسلم من جميع بقاع الأرض، أداء مناسك الحج اليوم، في منطقة مكة تحت أشعة الشمس القائظة، بعد عامين من حادث تدافع أودى بحياة أكثر من 2300 شخص، تؤكد السلطات السعودية أنها سخرت طاقاتها الأمنية والخدماتية، بما في ذلك 100 ألف عنصر أمن، في سبيل إنجاح موسم الحج والاستعداد لأي طارئ.

فجر الأربعاء، امتلأت ساحات الحرم المكي بالحجاج الذين يستعدون للتوجه إلى مشعر منى، وهو وادي يقع على بعد 5 كيلومترات إلى شرق مكة المكرمة، للتحضير ليوم التروية في أول أيام الحج، عشية أداء الركن الأعظم على صعيد عرفات.

وعلى أرصفة مكة، يحتشد الحجاج على اختلاف أعمارهم وأعراقهم مع أمتعتهم بانتظار الحافلات التي ستقلهم إلى منى. وداخل الحرم المكي، يطوف آخرون 7 مرات حول الكعبة.

تقول نور، حاجة سعودية تبلغ من العمر 30 عاما تسير مسرعة، وهي تلتقط أنفاسها: "لا يزال يتوجب علي إنهاء الطواف" قبل المغادرة إلى منى.

وأما ريسفانا، فتبدو أكثر هدوءا حيث تجلس على كرسي وسط ساحة الحرم وبين ذراعيها طفلها البالغ من العمر 6 أشهر، والذي سيرافقها في أثناء أدائها مناسك الحج. تقول الوالدة الشابة مشيرة إلى قارورة مياه معلقة على حقيبتها: "أحضرت كل شيء من أجله".

من جانبه، يقول تيجاني تراوري (53 عاما)، القادم من بنين، والذي يؤدي مناسك الحج للمرة الـ22 في حياته: "في كل مرة نختبر مشاعر لم تخالجنا من قبل". ويضيف أنه على مر السنوات "أدخلت تحسينات على عملية التنظيم واستقبال الحجاج. واليوم مثلا، نقيم في خيم مبردة".

- سلامة الحجاج "أولوية" -

وفي المسجد الحرام، تساهم مراوح تبخ رذاذ الماء في تلطيف حرارة الجو. وتحت ظلال الأشجار أو الجسور، ينتظر المصلون الآذان فيما يفضل البعض مواصلة الطواف حول الكعبة المشرفة، حيث يحمون رؤوسهم بسجادة الصلاة أو بمظلة صغيرة علقت بعود بلاستيكي. وتتولى فرق من العمال والمتطوعين غالبيتهم من دول آسيوية، على مدار الساعة، تنظيف الباحة.

يعود هذا العام الى مكة الحجاج الإيرانيون الذين غابوا عن شعائر العام الماضي، بعدما أدى حادث التدافع في 2015 إلى وفاة 464 إيرانيا، تلاه قطع العلاقات بين الرياض وطهران إثر مهاجمة سفارة السعودية وقنصليتها في إيران، بعد إعدام المملكة رجل الدين الشيعي نمر النمر.

ويؤكد اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية، أن "ضمان سلامة الحجاج أولوية" سلطات المملكة.

وتتم مناسك الحج هذا العام، في خضم أزمة دبلوماسية كبرى تعصف بمنطقة الخليج، إثر قطع المملكة السعودية ودول أخرى علاقاتها مع قطر، على خلفية اتهامها بالتقرب من إيران، الخصم الأكبر للرياض في منطقة الشرق الأوسط، وبدعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.

وتسبب قطع العلاقات مع قطر والإجراءات العقابية التي اتخذتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر بحقها، وبينها إغلاق الحدود البرية مع السعودية والمجالات الجوية أمام طائراتها، بتقليص أعداد الحجاج القطريين.

وقبيل بدء موسم الحج، أعلنت السعودية فتح حدودها البرية مؤقتا أمام الحجاج القطريين، إلا أن أعدادا قليلة فقط من هؤلاء عبروا نحو مكة المكرمة والمدينة المنورة، بحسب عضو في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في الإمارة.

- كرسي متحرك -

المناسك التي تعتبر بين أكبر التجمعات الدينية السنوية في العالم، تأتي في ظل خسارة تنظيم "داعش" الإرهابي المتطرف مناطق نفوذ مهمة له في سوريا والعراق، رغم أنه لا يزال يواصل مهاجمة أهداف في الشرق الأوسط وفي أوروبا.

وعلى بعد خطوات من الكعبة المشرفة، لا تخفي فتحية طه (67 عاما) فرحتها لوجودها في المكان الأقدس لدى المسلمين. وتقول وهي تجلس على كرسيها المتحرك بين حاجات مصريات أخريات: "أحلم منذ 4 سنوات بأداء المناسك".

ويقضي الحجاج يومهم في الصلاة والاستراحة في منى، قبل أن ينتقلوا إلى جبل عرفات الخميس عشية عيد الأضحى. ويبيت معظمهم الليلة بمنى استعدادا للصعود إلى عرفات مع بزوغ فجر الخميس.

وعشية بدء الشعائر، اكتظت باحة المسجد الحرام والأروقة والممرات المجاورة لها، بالحجاج وبرائحة المسك والعباءات البيضاء والملونة. وإضافة إلى قيمته الدينية، يشكل موسم الحج مصدر إيرادات كبير للمملكة السعودية.

وتتضمن خطة "رؤية 2030" الاقتصادية، الهادفة إلى التقليل من الاعتماد على النفط، إجراءات لدعم السياحة الدينية في السعودية. وبحسب السلطات، فإن أعداد الحجاج ارتفعت بشكل كبير هذا العام مقارنة بالسنة الماضية.