هربت من قسوة الخال والملاجئ لتسكن محطة مصر.. "منار": "الشارع أحن عليا"

هربت من قسوة الخال والملاجئ لتسكن محطة مصر.. "منار": "الشارع أحن عليا"
تقف حافية بثياب مهلهلة تنظر بتمعن لكل من يمر من أمامها، وملامح وجهها تطلب استغاثة صامتة لكل من حولها، في محاولة لإنقاذها مما تعيش فيه، حيث تظهر علامات الحزن والبؤس على ملامح وجه الطفلة "منار"حيث مسكنها الوحيد في مقاعد رصيف "محطة مصر".
بمجرد أن ترى الطفلة التي لم تتمم عامها العاشر، تثير تعاطفك، فيقف الكثير من المارة يمدون أيديهم بمبلغ من المال لها اعتقادا بأنها "شحاذة"، ولكنها ترفض جميع العروض والمبالغ التي تقدم لها مرددة: "أنا مش شحاتة"، فهي تبيع المناديل وتعيش من مكسبها.
فقدت منار، والديها في سن صغيرة، لتضطر للعيش مع خالها الذي أكرهها على الذهاب إلى أحد المنازل لتعمل خادمة هروبا من مصاريفها، وبصوت ممتزج بالحزن "أنا اتيتمت بدري وهعيش طول عمري كده في الشوارع لأنها أحن عليا من أي حد".
انحدرت من أعينها الدموع وهي ترتكن على أحد جوانب رصيف محطة مصر الذي تعيش بها، متذكرة مأساتها أثناء عملها كخادمة "الناس اللي كنت بتشتغل عندهم كانوا بيضربوني ويعذبوني روحت سبت البيت وحاليا في الشارع".
تعاني "منار" من تشوه خلقي بسيط في وجهها، كما ترفض جميع العروض التي تقدم لها للإيواء بأحد الملاجئ خوفا من ضربهم لها مثلما حدث سابقا منذ عام ولكن مع إقناع المارة لها بالعيش بالملجأ الذي سيكون ملاذا لها بدلا من محطة مصر والكلاب والمارة "أنا عايزة أعيش بين حيطتين في أي مكان وحد يعاملني كويس".