رئيس الحزب الشيوعي: مفهوم "ديكتاتورية البروليتاريا" تجاوزه الواقع

كتب: علاء الجعودي

رئيس الحزب الشيوعي: مفهوم "ديكتاتورية البروليتاريا" تجاوزه الواقع

رئيس الحزب الشيوعي: مفهوم "ديكتاتورية البروليتاريا" تجاوزه الواقع

* الحكومة تنحاز لصندوق النقد الدولي

* وهدفنا تحقيق الاشتراكية ولكن في مرحلة لاحقة

قال صلاح عدلي، رئيس الحزب الشيوعي المصري، إن الحزب لن يتخلى عن الشيوعية أو الاشتراكية، ولكنه يسعى للوصول للمجتمع الشيوعي في وقت بعيد، بعد إنجاز أهداف الثورة الديمقراطية الاجتماعية ومرحلة الاشتراكية، مشيرا إلى أنه لا يوجد قوى لليسار في مجلس النواب وكذلك بقية الأحزاب بسبب القيود التي تمارس على الأحزاب.

وإلى نص الحوار

- كيف تقبلون بأن يكون الإصلاح الاقتصادي وتحقيق العدالة الاجتماعية عن طريق إجراءات رأسمالية مثل تشجيع الاستثمار الأجنبي وفرض ضرائب على أرباح البورصة رغم أنكم كنتم ضد البورصة؟

لا توجد مقدسات أو ثوابت مطلقة والدنيا تتغير ويجب أن نطور مفاهيمنا، وتغيير المفاهيم يكون من خلال نقاش جماهيري واسع، كما أن الماركسية عقيدة فكرية وليست عقيدة دينية ثابتة، ونريد تغيير العالم فكيف لا نغير أفكارنا ومفاهيمنا حتى تتواكب مع العصر وهدفنا تحقيق الرفاهة للناس، فمثلا إبان ثورة يوليو أيَّدنا التأميم، وكان الحزب الشيوعي يرى أن هناك إجراءات اتخذت لإنجاز المرحلة الثورية الوطنية الديمقراطية ومهمتنا تطويرها ليحدث التحول الاشتراكي، ولكن الآن يوجد 18 مليون عامل في القطاع الخاص بينما الحكومة أو القطاع العام يعمل به 600 ألف عامل، فهل من المنطقي أن نرفض القطاع الخاص ونطالب بتأميمه الآن، ونحاول تغيير الوضع في إطار مهام الثورة الوطنية الديمقراطية بإجراءات اقتصادية إصلاحية في الوقت الراهن، ونسعى لتطبيق الاشتراكية لاحقا بعد إنجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية، وشعارنا الاشتراكية هي المستقبل فلنبنها معا.

- إذن لماذا ما زلتم متمسكين باسم الحزب الشيوعي؟

نحن ننطلق من الواقع ولا نحرق المراحل ولن نتخلى عن الاشتراكية أو الشيوعية وهدفنا النهائي إقامة الشيوعية في مرحلة بعيدة، وفي الصين يقول خبراؤهم الاقتصاديون إنهم ما زالوا في المرحلة البدائية للاشتراكية والتي تستمر حتى عام 2050، أي بعد مائة عام من الثورة الصينية.

- ولكن لماذا الإصرار على اسم يكفره المجتمع أليس هذا منفرا؟

سلطة الرئيس السادات استخدمت الخطاب الديني في الهجوم على الشيوعية، واستعان بالإخوان والجماعات الإرهابية لمواجهة تصاعد المد الشيوعي والناصري بالجامعات ووسط العمال، ولحماية مصالح الطبقة الرأسمالية الواسعة ولكننا في برنامجنا نحترم الأديان، ولم يصدر عنا أي بيان يدعو للإلحاد ولم نهاجم الدين بل دائما وأبدا نحترم كل الأديان، وبالمناسبة أمريكا اعتمدت على إرهابيي أفغانستان في هزيمة الاتحاد السوفييتي وأعلن الإرهابيون أن الشيوعية كفر لكي يقنعوا شبابهم بالحرب ضد الاتحاد السوفييتي والاشتراكية.

- كان يعتقد البعض أنه من الصعب أن تتركوا الحرية لأعضائكم لانتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات السابقة؟

لم نكلف الرفاق بتأييد مرشح بعينه وقلت لهم نحن لسنا ضد الرئيس عبدالفتاح السيسي أو حمدين صباحي وصحيح أن الأخير كان اشتراكيا ولكن الدولة المصرية كانت تعاني من مخاطر كبيرة بعد ثورة 30 يونيو، وتركنا الحرية لأعضائنا فربما يرغبون في انتخاب الرئيس السيسي حتى لو لم يكن اشتراكيا  وأعطينا الحرية لرفاقنا في الحزب.

- لماذا ما زلتم حزبا غير قانوني؟

بسبب قانون شؤون الأحزاب الذي يضع قيودا لا تمكنا من أن نكون حزبا قانونيا.

- يقولون إنكم حزب الخمسة أفراد وليس لكم سوى مقر أو اثنين؟

نحن لنا مقرات في القاهرة والمحلة والإسكندرية وأسوان، وظروفنا المادية لا تمكنا من إنشاء مقرات أكثر من هذه المقرات، وينتمي لحزبنا كوادر كان لها تاريخ كبير في الحركة العمالية المصرية.

- لماذا لا يوجد نائب يعبِّر عن الحزب الشيوعي في مجلس النواب؟

ليس هناك وجود قوي لليسار في مجلس النواب وكذلك بقية الأحزاب بسبب القيود التي زادت بعد 30 يونيو وتهميشنا، وأيضا الأحزاب السياسية ضعيفة جدا بشكل عام حتى لو كانت إمكانياتهم المالية كبيرة فهناك أحزاب لديها جريدة وقناة وليس لها فاعلية والقانون الذي تم تشكيل البرلمان على أساسه لا يمكن نوابنا من النجاح.

- لماذا يقولون إن حزبكم بلا شباب؟

بعد الثورة شباب كثيرون خرجوا، وآخرون دخلوا ولا يوجد استقرار ولكن بالتأكيد لدينا أعضاء شباب بالحزب ولكن عددهم ليس كبيرا.

- في رأيك كيف تنجو مصر من الأزمة الاقتصادية الحالية؟

للأمانة السلطة الحالية ليست مسؤولة عن الأزمة الاقتصادية منذ بدايتها، ولكن للأسف الحكومة الحالية اختارت أن تحذو حذو حكومات مبارك وأن تحل الأزمة الاقتصادية عن طريق رؤية صندوق النقد الدولي وهذا أمر خطير، وحل الأزمة الاقتصادية يكون من خلال زيادة الإنتاج الصناعي والزراعي عن طريق الصناعات التحويلية والمشروعات كثيفة العمال وعن طريق التعاونيات.

- هل ما زلتم متمسكين بالثورة العمالية التي يقودها الطبقة العاملة وما يسمى بــ"ديكتاتورية البروليتاريا"؟

نعم، نحن مع ثورة العمال والفلاحين والجماهير الكادحة، ونحن حزب ثوري ولكن الثورة ليست بالضرورة أعمالا احتجاجية فقط، ولكن نحن نسعى للوصول للهدف النهائي وهو تغيير الوضع الاقتصادي جذريا، ومن الممكن أن يتم ذلك من خلال انتخابات ديمقراطية أو من خلال التغيير الثوري، إذا كان الطريق الديمقراطي مسدودا كما حدث في ثورة 25 يناير، والثورة أعلى أشكال التغيير وتحدث بسبب الصراع الطبقي، ونحن كنا متمسكين بديكتاتورية البروليتاريا حتى عام 1992 وتخلينا عن هذا المفهوم لأن الواقع تجاوزه، وتم فهمه بشكل خاطئ.

- هل أنتم تؤمنون بالديمقراطية البرجوازية الآن؟

نحن مع الديمقراطية الشعبية ونؤمن بالديمقراطية التي تحقق أوسع مشاركة للجماهير الكادحة، لاتخاذ القرارات والرقابة على الحكومة، ونحن لسنا ضد الديمقراطية البرجوازية ولكننا نعرف حدودها التي تتفق أساسا مع مصالح الطبقة الرأسمالية ونحن ضد تقديس شكل الديمقراطية في أوروبا وأمريكا ولكننا مع حرية الرأي والتعبير وحرية تداول المعلومات وتداول السلطة بين الأحزاب.

- ما هي القرارات الإيجابية للرئيس عبدالفتاح السيسي؟

نحن ندعم موقف الدولة في مواجهة الإرهاب، والرئيس يدعو لمواجهة شاملة وأجهزة الدولة لا تساعده على ذلك ونحن ندعم إجراءات في السياسة الخارجية منها تنويع مصادر السلاح، ولكننا نختلف معه في التوجهات الاقتصادية والاجتماعية.


مواضيع متعلقة