الإهمال والفساد أخطر من الإرهاب
- أعمال السلطة
- الأزمات الاقتصادية
- الأزمة الحالية
- الإرهاب فى مصر
- الخدمات العامة
- السكك الحديدية
- السلطة التنفيذية
- الشعب المصرى
- العمليات الإرهابية
- آدم
- أعمال السلطة
- الأزمات الاقتصادية
- الأزمة الحالية
- الإرهاب فى مصر
- الخدمات العامة
- السكك الحديدية
- السلطة التنفيذية
- الشعب المصرى
- العمليات الإرهابية
- آدم
أصبحنا نسمع بين فترة وأخرى عن خبر حادثة تصادم قطارات السكك الحديدية، وكأن هذا الأمر بات شيئاً عادياً على الشعب المصرى، فقد زادت حوادث القطارات فى مصر بصورة كبيرة خلال السنوات المنصرمة، وجاءت حادثة قطارَى الإسكندرية الأخيرة لتفتح الباب وتذكّر الشعب المصرى بمأساة قطاع السكك الحديدية فى مصر، وضرورة فتح ملف الإهمال فى هذا القطاع بقوة.
فلا تعد هذه الواقعة هى الأولى فى مسلسل حوادث القطارات فى مصر، فقد سبقها الكثير من الحوادث، بدءاً من قطار الفيوم وقطار أسيوط وإمبابة والمناشى وقطار قليوب، وكذلك حادثة قطار العياط، التى تعد من أخطر الحوادث التى شهدتها البلاد، حيث حدث حريق فى قطار رقم 832، المتوجه من القاهرة إلى أسوان، عقب مغادرته مدينة العياط عند قرية ميت القائد، ما أسفر عن مقتل 373 شخصاً معظمهم احترقوا بعد أن فشلوا فى الخروج من العربات المشتعلة، وقام قائد القطار بفصل العربات السبع الأمامية عن العربات المحترقة، وبذلك جاءت هذه الحادثة فى المركز العاشر من حوادث القطارات على مستوى العالم.
ومن هنا وبمقارنة بسيطة بين عدد ضحايا الإرهاب فى مصر فى السنوات الأخيرة، مع ضحايا حوادث الطرق سوف تتفوق حوادث الطرق، ما يحمل معه دلالة بسيطة وهى كون حوادث الطرق باتت أخطر من حوادث الإرهاب على مصر، وأن حوادث الطرق حصدت من الضحايا الأبرياء ما يفوق ما حصدته العمليات الإرهابية.
الأمر المثير للدهشة والاستعجاب الشديد هو أن كل يوم تطلعنا صفحات الجرائد على تصريحات للسادة مسئولى النقل فى مصر من قبيل أنه تم صرف 5 مليارات دولار لشراء قطارات جديدة وبالفعل تم تسلمها، وبعدها تم صرف 8 مليارات دولار لتطوير المزلقانات فى مصر، و270 ملياراً لتطوير قطاع السكك الحديدية، وفى ظل هذا الإنفاق الكبير نجد أن قطاع السكك الحديدية فى حال يرثى لها.
وحتى عقب الحادث الأخير خرج علينا السيد وزير النقل والمواصلات بتصريحات غريبة؛ الأول هو أن قطاع السكك الحديدية بحاجة إلى 45 مليار جنيه للتطوير، التصريح الثانى أنه سوف يعهد لشركة عالمية من أجل إدارة مرفق قطاع السكك الحديدية لأننا فشلنا فى الإدارة، وهو أمر يدفعنا للاستعجاب والدهشة من هذا الموقف.
وهنا يجب على الحكومة أن تفتح ملف الإهمال المتفشى فى قطاع السكك الحديدية ولا يكون هذا الحديث رهناً بالأزمة الحالية فحسب وتنتهى كافة عمليات التطوير حتى يفيق الشعب المصرى على حادثة جديدة مرة أخرى تحصد معها أرواح البسطاء من أبناء هذا الشعب المطحون بين الأزمات الاقتصادية وأوضاع الخدمات العامة فى البلاد.
كما يجب على الحكومة ألا تعمد إلى ذات الرواية التى يتم تقديمها كل مرة من قبيل أن عامل المزلقان هو المتسبب فى الحادث، فهى رواية مستهلكة تريد اختزال قضية الإهمال فى شخص موظف بسيط يعيش فى ظروف غير آدمية بالمرة، فهو يقف بالساعات الطويلة فى النهار الحارق، فلنفترض أن هذا الشخص قد أصيب بسكتة قلبية فى أى وقت ما العمل إذاً؟!
كما يجب على مجلس النواب، باعتباره الرقيب على أعمال السلطة التنفيذية، أن يفتح هذا الملف ويعمد إلى تقديم المسئولين عن حادثة قطار الإسكندرية إلى المحاكمة، ليس هذا فحسب بل يجب أيضاً أن يفتح ملف الإهمال الجسيم فى هذا المرفق الحيوى الذى يخدم كافة فئات الشعب المصرى، وأن يعمد إلى وضع استراتيجية واقعية للقضاء على الإهمال الجسيم فى قطاع سكك حديد مصر، وأن يعمل فى الوقت ذاته على النهوض بهذا المرفق وحل مشاكله بحيث يصبح قادراً على تقديم خدماته للمواطن البسيط.