شريف عامر: أرفض تحول المذيع إلى «نجم».. وفقدان المصداقية وراء انصراف الجمهور عن «التوك شو»

كتب: محمد ضاحى

شريف عامر: أرفض تحول المذيع إلى «نجم».. وفقدان المصداقية وراء انصراف الجمهور عن «التوك شو»

شريف عامر: أرفض تحول المذيع إلى «نجم».. وفقدان المصداقية وراء انصراف الجمهور عن «التوك شو»

أسلوبه الراقى وثقافته التى تجعله ملماً بآداب الحوار والنقاش، وكاريزمته وحضوره الشخصى جعله يحتل مكانة كبرى فى عقول وقلوب ضيوفه ومشاهديه، ولذكائه ومهارته يتم تصنيفه باعتباره أفضل نجم «توك شو» سواء بنسب المشاهدة أو بمهنيته، وبما يقدمه ويطرحه من قضايا وموضوعات تهم المجتمع والمواطن المصرى. «الوطن» التقت الإعلامى شريف عامر، مقدم برنامج «يحدث فى مصر» على قناة mbc مصر، الذى تحدث عن مشوار نجاحه وقصة صعوده منذ عمله بالصحافة ثم التليفزيون المصرى، وأفصح عن رأيه فى الإعلام، وبرامج التوك شو التى بدأ المشاهدون فى الانصراف عنها، كما تطرق إلى طبيعة عمله فى القناة، والمعايير التى تعتمد عليها فى قياس نسب مشاهدتها، بالإضافة إلى علاقته الشخصية بالكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل، وأسباب رفضه إجراء حوار مع الرئيس المعزول محمد مرسى، قبيل ثورة الـ30 من يونيو، وإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

لماذا تفضل الابتعاد عن إجراء الحوارات الصحفية؟

- لأن دورى أن أعمل موضوعات صحفية وتليفزيونية، وليس أن أكون ضيفاً، فأنا لست البطل أو الموضوع فى أى عمل، ولست أنا الذى فى بؤرة الضوء، ويجب ألا يتحول المذيع إلى نجم، لا بد أن يتحول لمصدر موثوق يحترمه الناس، وعندئذ يكون مشهوراً ولديه أموال وعروض، وفى النهاية هذا أمر طبيعى، لأنه عائد عمله وإرهاقه وإخلاصه له، ويجب ألا يتحول إلى شخصية عامة تجرى لقاءات.

صرحت من قبل بأنك فى حالة من الارتياح الشديد مع mbc مصر.. هل يعنى ذلك أنك ليس لديك نية للانتقال إلى قناة أخرى؟

- أنا لا أعلم ما سيحدث لى العام المقبل، فأنا لا أطلع على الغيب، لكن ما الذى يدفعنى إلى اتخاذ خطوة أخرى، وأنا أرى أن هذا المكان هو الأفضل لى حالياً، على كل المستويات. فقد قُلت من قبل إن mbc هى «المؤسسة» فى الإعلام، وليست مؤسسة إعلامية عادية على كل المستويات المهنية والإدارية والتنظيمية، فهم يحترموننى ويقدروننى للغاية، وأنا أشعر بامتنان شديد لهم، وأؤدى عملى بطريقة لا أراها كاملة، لكنها مناسبة لى ولطريقتى، وأنا والشاشة متجانسان جداً ولا أفكر فى تركهم، ولا أضع هذا الأمر فى حساباتى مطلقاً.

ما الذى أغراك للانتقال إلى قناة mbc مصر؟ هل المقابل المادى؟ أم الإمكانيات الضخمة التى تشبه شبكات عالمية مثل cnn؟ أم لتحقيق نجومية أكبر؟

- كل هذه الاعتبارات موجودة بالفعل فى mbc مصر.. وأى إنسان يرى أن المادة جزء من تقديره.. وبالنسبة لى لا أعتبر العائد المادى رقم واحد لدىّ، بل أعتبره رقم 3 أو 4 لأننى من الطبقة المتوسطة التى تتميز بشيئين، وهما تعليمها وجهدها، وهو ما يدفعها لأى شىء تريد تحقيقه، فلو انقطع دخلها تتغير حياتها.. وطوال عمرى أعيش وفقاً لقدراتى، فخلال فترة عملى فى التليفزيون المصرى، كنت أحصل على 45 جنيهاً، وكنت أعمل فى أكثر من مكان حتى أعيش بكرامة، وكانت أمنيتى الأساسية أن أعمل فى مكان واحد أبذل فيه كل مجهودى، وأحصل منه على دخل مريح لى ولعائلتى، وأفتخر أننى رجل صنعت نفسى بنفسى، وهذا جزء أساسى تعلمته من والدى منير عامر.

{long_qoute_2}

ما تصنيف برنامج «يحدث فى مصر» بين برامج التوك شو المصرية وفقاً لاستطلاعات الرأى والمشاهدة؟

- بالأرقام والدراسات لا أستطيع أن أقول شيئاً.. فهو ملك المؤسسة، ولكننى أستطيع أن أقول وأنا مطمئن تماماً إن البرنامج فى المراكز الثلاثة الأولى بفوارق طفيفة، فالبرامج والمؤسسات التى تثق فى نفسها، تضع الأولويات ولا تخضع لها.

تعتمد مؤسسة mbc فى قياس نجاحها على شركات متخصصة كـ«إبسوس».. ولكن كيف تقيس نجاحك؟

- أعتمد فى قياس مدى نجاحى على الشارع، والمؤسسة دائماً تضع فى حساباتها الإحصائيات، وإذا ظهرت مشكلة، تنبهنى لتداركها وأنا أضعها فى اعتبارى وأعالجها، ونجلس ونتناقش فإذا انخفض ترتيبنا نبحث عن الأسباب، وعندما نحقق مركزاً متقدماً، نبحث عن الأسباب، وهذا جزء من عملنا جميعاً، أنا أنظر إلى المنتج والترتيب، ومن خلال تجربتى مع المشاهد المصرى، أعرف أنه مشاهد ذكى وقادر على الفرز، أعرف طبيعته ومدى رضائه عنى، من خلال حديثه عندما يصافحنى فى الشارع.

لماذا فقد الناس الثقة فى الإعلام.. وانصرف المشاهدون عن متابعة برامج «التوك شو»؟

- التشبع، وافتقاد المصداقية، ويليهما الانصراف والابتعاد، وهذا شىء طبيعى، فنحن شعب كبير وحركته بطيئة، وعندما اندلعت أحداث 25 يناير، ثم الاستفتاء وبعدها الانتخابات والمشكلات، ثم جاءت 30 يونيو، التى أطاحت بالإخوان، فكان لا بد أن يمل المشاهد ويقول للإعلام «ابعد عنى».

من الذى رشحك للعمل فى مجال الإعلام رغم عدم دراستك له؟

- فضلت الالتحاق بكلية السياحة والفنادق، لأننى كنت أعرف أننى لن أذاكر شيئاً، ولم أكن أرغب فى أن أكون مرشداً سياحياً، ولم أكن أفهم شيئاً فى دراستى للسياحة والفنادق، كنت طالباً فاشلاً.. ولكن لم أرسب مرة واحدة فى حياتى.. وكنت أناضل حتى أنجح وكنت أتمنى الالتحاق بكلية السياسة والاقتصاد حتى ألتحق بوزارة الخارجية، ولكن فشلت فى تحقيق حلمى لأننى لم أكن أذاكر، وفى لحظة ما شعرت أن الصحافة لها وهج، فعملت بها قبل التحاقى بالجامعة، خصوصاً أننى كنت أتعامل منذ أن كنت طفلاً صغيراً مع شخصيات كبرى، يتعاملون معى باعتبارى كبيراً وناضجاً، وفى لحظة ما أخذت قراراً بالعمل فى BBC بعد أن قرأت إعلاناً يطلبون فيه أشخاصاً للعمل، وتقدمت وخضعت للاختبارات ونجحت فى كل شىء، إلا الإلقاء فذهبت إلى أستاذى ومعلمى الذى أدين له بالفضل فيما وصلت إليه، وهو الأستاذ حسن حامد وكان صديقاً لوالدى، فعرض علىّ العمل معه فى قناة Nile tv، وكانت تبث باللغة الإنجليزية، وذهبت دون علم والدى وانطلقت بعدها.

ألم تجد صعوبة فى بداية مشوارك الإعلامى؟

- بالتأكيد.. تعرضت لمواقف صعبة فى بداية حياتى المهنية، وأتذكر فى أحد الأيام أن رئيس الجمهورية طلب أن يُجرى حوار معه لتتم إذاعته على إحدى القنوات التليفزيونية، وكان صفوت الشريف حينها وزير الإعلام، وذهب المذيعون الذين كانوا موجودين بالمبنى، وبقيت أنا ولم يكن قد مضى على تسلم عملى كمذيع سوى أسبوع، وطُلب منى قراءة نشرة أخبار كاملة، وحدث يومها انقلاب فى الاتحاد السوفيتى، ولا بد أن أعلق على الحدث على الهواء مباشرة، وكنت وقتها أتحدث الإنجليزية بطلاقة، والمفارقة الغريبة شعرت أننى لا أعرف أى شىء عن الإنجليزية، وبعدها بثوان فكرت، وكان لا بد من الخروج من الموقف، وكانت ضربة البداية وانطلقت وكانت تجربة مهمة لا تنسى فى حياتى المهنية.

من الإعلامى الذى تقتدى به وتتخذه مثلاً أعلى لك؟

- أول شىء قيل لى وطبقته كاملاً، ألا أكون أسيراً لأحد، وكل الإعلاميين الذين أعجبت بهم، أثناء مشاهدتهم أو من خلال التعامل معهم، كنت حريصاً على عدم التأثر بهم، وأخذت من كل واحد منهم شيئاً، فكنت أستمع إلى إيناس جوهر فى الراديو، وأشاهد محمود سلطان، ودرية شرف الدين فى التليفزيون، ولكن أدين بالفضل بعد والدى منير عامر، للأستاذ حسن حامد، لأنه علمنى ووقف إلى جانبى، وأنا فى عمر 22 عاماً.

ماذا عن الكتب التى تفضل قراءتها؟

- أنا حالياً أعيد قراءة التاريخ القريب، فأقرأ «الملك فاروق» للعظيمة لطيفة الزيات، و«رحلة الدم» لإبراهيم عيسى، وعلى العموم أنا أقرأ فى ثلاثة مجالات بخلاف المادة الصحفية، أقرأ فى التاريخ وفى السياسة وفى عالم السيارات والتكنولوجيا، وهذه قراءة الاستمتاع، أما قراءة الواجب فهى الصحف.

{long_qoute_3}

بعد إنشاء المجلس الوطنى للإعلام.. كيف ترى الأداء الإعلامى ومدى تطوره؟

- لم يحدث شىء، والمسألة تحتاج لوضوح، وبخلاف القوانين وتطبيقها، لا بد أن تكون هناك ممارسة متراكمة حتى يحدث التغيير، نحن نتحدث دائماً عن الشبكات العالمية ونجاحها لأن لديها ممارسة متراكمة وخبرة، والمجلس الوطنى لم يفعل بعد، والبدايات دائماً لا يمكن الحكم عليها، وما يحدث من خلافات طبيعى جداً.

تعرضت لهجوم شديد بعد الحوارات التى أجريتها مع البرادعى.. واتهمك البعض بالانتماء للإخوان.. كيف تعاملت مع هذا الأمر؟

- لا أهتم بمسألة الهجوم علىّ.. ومنذ الثورة تعرضت لهجوم شديد، فقيل عنى فى الـ18 يوماً الأولى للثورة إننى فلول وبعد أن ظهرت المؤشرات الأولية لنجاح محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية، قيل عنى إخوان، وبعد أن أجريت 3 حوارات مع البرادعى، قيل عنى «بردعاوى»، وحقيقة الأمر كنت سعيداً بتلك التهم، لأنها كانت تتغير دائماً.

بحكم عملك فى قناة سعودية.. هل تلقيت توجيهات من القائمين عليها أثناء فترة الخلاف بين مصر والسعودية؟

- لم يحدث مطلقاً، ولم أتلق تعليمات من أحد، أنا تعاملت مع الخلاف وفقاً لحجمه بكل موضوعية، وهذا شىء أقدره وأثمنه للمؤسسة التى أعمل بها.

كيف ترى ماسبيرو كونك أحد أبنائه؟

- يحتاج جهوداً كبرى، وأبناؤه قادرون على النهوض به، وهو يمتلك من الكفاءات ما يكفى لذلك، وأنا ضد الاستعانة بأحد من الخارج.

كنت من الإعلاميين المقربين إلى محمد حسنين هيكل.. فكيف بدأت علاقتكما؟

- أنا أعتبر نفسى سعيد الحظ لأننى تعرفت على الأستاذ محمد حسنين هيكل، ومن القليل أن تمر شخصيات فى حياتنا مثله، بل وتقترب منه لعدد محدود من الساعات، وعلاقتى به بدأت عقب ثورة 25 يناير، ودائماً كنت أسعى لمقابلته وأتخوف، ولا أستطيع أن أتخذ خطوة لتحقيق ذلك، واكتشفت أنه كان يشاهدنى ويتابعنى ويرصد خطواتى، منذ فترة عملى فى قناة النيل للأخبار، وعندما التقيته لأول مرة أخبرنى بتاريخى كله، ومدى اهتمامه بمتابعتى، فهو لا يفقد التواصل مع جميع الأجيال، ليس التواصل مباشرة ولكن الانفتاح على ما يقدمونه.

ما أبرز ملامحه الشخصية التى رأيتها عن قرب؟

- كان صديقاً وأباً بحكم السن، وأنا كنت شديد التأثر به، بسبب طريقة تعامله معى، فكان يتعامل معى بشكل كنت أتعجب منه، فعندما لا أخرج على الهواء، أجده يتصل بى تليفونياً، وعندما أسافر إلى الخارج، يتحدث معى ليطمئن أننى وصلت، فكانت علاقتنا الشخصية والإنسانية جيدة للغاية.

لماذا رفضت إجراء حوار مع الرئيس المعزول محمد مرسى قبل أسابيع من ثورة 30 يونيو؟

- كان من المفترض أن التقيه لإجراء حوار معه، ووجدت أن هناك شروطاً معينة، وتغيرت التفاصيل، لذلك اعتذرت.. فجزء من الحوارات يخصنى، وجزء آخر يستدعى توقيته لإنجازه بسرعة، وقد يبدو أحد الحوارات جاذباً للغاية، ولكن توقيته غير مناسب، وفى النهاية أنا أطبق المعايير.


مواضيع متعلقة