"زينب" تعيش على الصدقات وجركن مياه: "يرضيك يا ريس يأكلوني وانت موجود"

كتب: صالح رمضان

"زينب" تعيش على الصدقات وجركن مياه: "يرضيك يا ريس يأكلوني وانت موجود"

"زينب" تعيش على الصدقات وجركن مياه: "يرضيك يا ريس يأكلوني وانت موجود"

في بيت صغير من بيوت فلاحين مصر يرجع إلى ستينات القرن الماضي، أثرت فيه عوامل الطبيعة، تساقطت منه بعض لبِناته وله شباك واحد، يغطي جزءا منه سلكٌ لمنع الحشرات، من النظرة الأولى للبيت لا يتوقع أحد أن يكون بداخله سيدة مسنة تعيش فيه بمفردها بدون كهرباء أو حمام.

"زينب عوض أحمد على عبده"، وشهرتها "زينب أم عبده"، 83 سنة، تسكن هذا المسمى "بيتا" في عزبة النمر مركز بني عبيد بمحافظة الدقهلية، أعطاه لها أحد أهالي العزبة تقيم فيه بدلا من الشارع رأفة بها وبجسدها الهزيل، حياتها بسيطة توقف بها الزمن من التطور إلى ذلك الزمن البعيد بدون كهرباء أو حمام.

من داخل الحجرة تخرج روائح كريهة، لأنها تقضي حاجاتها في جانب من مدخل الحجرة، ولا يوجد لديها مياه للشرب وتحضر لها جارتها جركن مياه للشرب يوميا.

"يرضيك يا حضرة الرئيس عبدالفتاح السيسي أنا آكل من أيدين الناس وأنت موجود، يرضيك العيشة اللي أنا فيها، إذا كان يرضيك أنا موافقة، وأدي ليك في كل أذان ربنا يكفيك شر الطريق وغلطة اللسان"، هكذا عبرت " زينب " عن تمنيها أن تقضي باقي أيامها في الحياة مثل باقي البشر في شقة سكنية لكنها لا تجد لها أي سند إلا الرئيس ولا تريد أن تطلب شيء إلا منه.

وقالت: "أنجبت ولد وبنت وربيتهم لغاية ما بقوا كبار، وبعد وفاة زوجي من 10 سنوات وأنا أعيش بمفردي، وأبنائي تركوني هنا ولا أحد فيهم يسأل عني، وآخذ معاشا شهريا 400 جنيه، أصرف بهم على علاجي وأكلي، ليس عندى حمام، وأعيش في هذه الغرفة بمفردي بنظري الضعيف، ولما ذهبت للمستشفى لعلاج عيني بعد أن شعرت بألم فيها رد الطبيب" "عينك حلوة بس عليها مية بيضاء" وهو عارف أن الميه البيضاء بتزيد، ونظري ضعف".

" أكلي اليومي فتة شاي، أحضر الخبز الناشف وأضعه في كيس بلاستيك أسود وأدق عليه حتى يتم طحنه، وأجهز شاى على "وابور" و"كنكة" وأضع طحين الخبز على الشاي وهو طعامي في الوجبات الثلاثة" هكذا وصفت زينب طعامها اليومي، وهي راضية لكن تريد العلاج من أمراض هشاشة العظام وضيق التنفس.

وأكدت أنها راضية لكن تريد أن تقضي باقي أيامها في الحياة في مكان أفضل مما هي فيه، ويتم علاجها من الأمراض التي تعاني منها، وأن تعيش بمكان فيه كهرباء حتى يمكن أن تتحرك ليلا بدلًا من الظلام الذي يجبرها على النوم مع دخول الليل."

وطالب محمد عبد الغني شادي، أحد شباب بني عبيد، بتوفير سكن آدمي تقيم به زينب، وأقرب إسكان اجتماعي في عزبة 12 المجاورة لهم، وتوفير العلاج والرعاية الطبية لها.


مواضيع متعلقة