جزار يستقبل عيد الأضحى بـ6 خرفان «قِسط»: اللحمة غالية ومحدش بيشترى

جزار يستقبل عيد الأضحى بـ6 خرفان «قِسط»: اللحمة غالية ومحدش بيشترى
- أضحية العيد
- جمال عبدالناصر
- حسين على
- عم حسين
- مصر القديمة
- أرض
- أسباب
- أضحية العيد
- جمال عبدالناصر
- حسين على
- عم حسين
- مصر القديمة
- أرض
- أسباب
يجلس على الأرض أمام جزارة بلا اسم، لا لافتة فى الخارج، ولا لحوم فى الداخل، ورغم أن الساعة تشير إلى الثانية ظهراً، فإن الدكان الموجود بمنطقة الجيارة بمصر القديمة مظلم، ولا أحد يعلم من المارة أن «حسين على»، جزار من أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إلا من خلال حكاياته عن «وقية» اللحم، مروراً بالحال الذى وصل له. منذ سنوات عدة والدكان الذى ورثه عن والده مغلق، إلا أنه هذا العام قرر البحث عن أى رزق، فجلس أمامه، خصوصاً بعد مرض زوجته، بالإضافة إلى إصابته بداء الفيل والسكر: «جيبت 6 خرفان، حطيتهم قدام الدكان وقعدت قدامهم، بيعت منهم خير وبركة، مابعتش هارجعهم لاصحابهم، والرزق بتاع ربنا». يخبط «حسين» كفاً بكف، وهو جالس مع أحد جيرانه: «زعلان مش عارف أجيب لحمة، حتى الخرفان جايبهم شكك، مش بتوعى، ولسه لحد دلوقتى محدش اشترى منى، وباصرف على أكلهم». يرى أن هناك أسباباً عدة أدت إلى غلاء اللحوم، أولها زيادة سعر العلف، بالإضافة إلى غلاء الشحن وجشع التجار. أفضل عصر للجزارين، حسب الرجل الستينى، كان أيام «السادات»، وذلك رغم الحكاية التى يحكيها دائماً: «السادات منع الدبح لمدة شهر، لما اللحمة كانت هتوصل 3 جنيه، قفلنا الجزارات شهر، زعلت وقتها، بس جات مصلحة للناس والجزارين». ينظر «عم حسين» إلى الشارع، عيناه تذهبان يميناً ويساراً، يهرول نحو أى مار يقترب منه، ثم يُردد: «عايز تشترى أضحية العيد يا باشا؟!»، ثم يعود ببطء شديد بسبب ألم قدمه ليحكى لمن حوله: «محدش بيشترى، سعر الكيلو فى المدبح 100 جنيه بعضمه، علشان تبيعها تبقى بـ140 جنيه، ماتلمش حقها، أما كيلو اللحمة حية بـ64 جنيه، وآدينا قاعدين على الله».
كل ما يتمناه هو معاش لزوجته المريضة، خصوصاً أن معاشه 260 جنيهاً لا يساوى ثمن العيش الحاف: «ظروفى على قدى، والدنيا غالية».