بالفيديو| محفوظ عبد الرحمن.. لم يحب "ناصر" في عهده وكتب عنه بعد رحيله

بالفيديو| محفوظ عبد الرحمن.. لم يحب "ناصر" في عهده وكتب عنه بعد رحيله
- أدب العرب
- الحكم على الأشخاص
- الدراما التليفزيونية
- القرن العشرين
- المسلسلات التليفزيونية
- تأميم قناة السويس
- جمال عبد الناصر
- أدب العرب
- الحكم على الأشخاص
- الدراما التليفزيونية
- القرن العشرين
- المسلسلات التليفزيونية
- تأميم قناة السويس
- جمال عبد الناصر
يتحدث بصوت خافت ينم عن تركيزه، يحكي مشواره الممتلئ بالعثرات والنجاح، ويكشف عن شخص لم يحبه شابا وعشقه كبيرا، ويثمّن صدفا كثيرة أهدته لحظات لن تنتهي بمضي حياته.
روى السيناريست محفوظ عبد الرحمن، كيف أن طفولته كانت حافلة بالترحال نظرا لطبيعة عمل والده الذي كان ضابطا يتنقل بين المحافظات المختلفة، وهذا لم يتح له فرصة تكوين أصدقاء كثيرين ليستغل وقته في قراءة كل ما تصل إليه يداه من كتب، ولا يقدر أن ينسى تلك اللحظة التي اشترى فيها مجلة على إحدى محطات القطار، ليفاجئ بقصة قصيرة من تأليف "محفوظ عبد الرحمن".
حكاية الراحل محفوظ عبد الرحمن مع الرئيس جمال عبد الناصر مرت بعدة مراحل، رواها في حوار تليفزيوني، حيث لم يكن محبا لنظام عبد الناصر أو متبنيا لأفكاره حتى سافر إلى أوروبا، منتصف السبعينيات، ورأى كيف ينظر الأوروبيون لـ"عبد الناصر" بشيء من الاحترام، ليندفع قلبه ناحية ذلك الشخص ويقرر تحين فرصة الكتابة عنه في فيلم حمل عنوان: "ناصر 56" حول تأميم قناة السويس، ليجد فريق العمل منحازا لفكرته.
لم يكن مشوار السيناريست محفوظ عبد الرحمن مفروشا بالورد، فها هو يضطر لمغادرة بلاده، التي جرى عشقها في دمائه، نظرا لضيق الحال عليه بعد منعه من الكتابة للتليفزيون المصري عام 1971، ثم يفاجئ بمنع عرض أول مسرحياته، التي حملت عنوان: "اللبلاب"، ليصاب بحالة نفسية تمنعه من الكتابة لمدة 11 سنة، ثم تنفك عقدته في رحلة جوية بالطائرة، كتب خلالها مسرحية بعنوان: "حفلة ع الخازوق"، قبل أن يتم عرضها خارج مصر.
طه حسين كان له نصيب كبير من التأثير في وجدان السينارست الراحل، حيث سرد لقاءا جمعهما، في شبابه، انتقد فيه عميد الأدب العربي جيل الشباب من الروائيين لندرة قراءاتهم في وجهة نظره، وروى موقفا طريفا معه تمثل في اقتحام "عبد الرحمن" لمحاضرة "قاهر الظلام"، ليكتشف الأخير دخوله دون أن يراه، ويطلب إليه عدم المجيء لمحاضرته دون استئذانه مرة أخرى.
رغم أن تاريخه زاخر بالمسلسلات التليفزيونية، إلا أنه أبدى كرهه للمسلسلات التليفزيونية وتفضيله لـ"السهرة الدرامية" التي بدأ بها مسيرته مع الدراما التليفزيونية، ومنها نشأت علاقة حميمة بينه وبين النجم الراحل عبد الله غيث، لدرجة أنه كتب 8 أعمالا متتالية لا يخلو أحدهم من بطولة "غيث"، لأنه كان بارعا في تقديم شخصية "البطل المهزوم".
"الاقتراب من هيكل كان شيءا رائعا"، هذا ما قاله محفوظ عبد الرحمن عن علاقته بـ"الأستاذ"، فلا يجرأ أحد على الاختلاف معه في حوار مباشر، فهو لا يتحدث سوى عن موضوع يعي كل تفاصيله، ولا يفصح، فيه، عن كل ما بداخله، ويبدو دائما "محايد" في الحكم على الأشخاص والأمور.
العمل الأبرز في تاريخ السينارست الراحل كان مسلسل "أم كلثوم"، الذي وصفه بأن نجاحه غطى على كل تاريخه السابق إلى حد اختصار الجمهور لشخصه في ذلك العمل، غير أن السبب الرئيسي الذي دفعه لكتابة سيرة حياة تلك الشخصية هو رغبته في التعبير عن شخص يلخص مسيرة القرن العشرين في وطنه قبل انتهائه.