«رابعة» مسرح جماعات العنف باسم الدين

«رابعة» مسرح جماعات العنف باسم الدين
- أحمد بان
- أنصار الشريعة
- أهل السنة
- اتحاد طلاب
- ارتكاب جرائم
- الأحزاب الإسلامية
- الإخوان المسلمين
- الإسلام السياسي
- البناء والتنمية
- أبو
- أحمد بان
- أنصار الشريعة
- أهل السنة
- اتحاد طلاب
- ارتكاب جرائم
- الأحزاب الإسلامية
- الإخوان المسلمين
- الإسلام السياسي
- البناء والتنمية
- أبو
في يونيو من العام 2013، وبينما كانت وتيرة الرفض الشعبي لاستمرار جماعة الإخوان في حكم مصر تتصاعد، وقبيل أيام من اعتصام ملايين المصريين في ميادين مصر الرئيسية لإسقاط فترة عرفت بـ«حكم المرشد» من التاريخ المصري، وبينما كانت الجماعة تبحث عن مخرج من أزمتها السياسية القائمة آنذاك، سعت الجماعة جاهدة للتعلق مثل الغريق ولو بـ«قشة»، فحشدت من خلال لقاءات قياداتها المكثفة مع رموز التيارات الإسلامية في مصر، ومن خلال لجانها الإليكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال قناة الجزيرة القطرية، التي ساندت الجماعة منذ ثورة يناير وحتى وصولها لسدة الحكم، مجموعة من الأحزاب والحركات أطلقت على هذه المجموعة «تحالف دعم الشرعية»، والذي ضم تحت رايته مجموعة من الحزاب الإسلامية، منها (حزب البناء والتنمية، وحزب الحرية والعدالة، وحزب العمال الجديد، وحزب الفضيلة، وحزب الإصلاح، وحزب التوحيد العربي، والحزب الإسلامي، وحزبي الوطن والوسط، اللذين انسحبا فيما بعد، وحزب الراية، وحزب العمل، والجبهة السلفية، بقيادة محمد عبد المقصود، واتحاد طلاب جامعة الأزهر، متمثلا في أحمد البقري، الهارب حاليًا إلى قطر، ومجموعة من شخصيات ورموز التيارات الإسلامية، مثل عاصم عبد الماجد، وطارق الزمر، اللذين انحرفا عن مراجعات الجماعة الإسلامية التي جرت في السجون أواخر التسعينات، وصفوت حجازي المحسوب على جماعة الإخوان، استقطب هذا التحالف مجموعات كبيرة من شباب الإسلاميين وصوروا لهم أنها حرب على الدين وأن من ليس مع التحالف المطالب بعودة «مرسي» إلى قصر الاتحادية كافر، ودمه حلال، ما أدى لاندلاع مجموعة من الهجمات الإرهابية في سيناء، فضلًا عن الاعتصام في ميدان حيوي مثل رابعة العدوية وتعطيل حركة السير وعمل الشركات والمصالح الواقعة في محيط الاعتصام، قبل أن تفض قوات الأمن هذا الاعتصام بالقوة لرفض منظميه فضه بشكل سياسي لا يؤدي لمواجهات مع قوات الأمن.
{long_qoute_1}
خالد الزعفراني، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، قال لـ«الوطن» إن الدعم الأكبر للاعتصام المسلح جاء عن طريق الجماعات الجهادية والتكفيرية وعلى رأسها حركة أهل السنة والجماعة، وجماعة أنصار الشريعة، اللتين كانتا على اتصال بجماعات العنف المسلح في سيناء. وأوضح «الزعفراني» أن الاعتصام كان منظمًا بحيث لعب كل تيار من التيارات المشاركة فيه دورًا في دعم الإخوان، من هذه الأدوار دور الجبهة «القطبية» التكفيرية التي أطلقت على نفسها لقب الجبهة السفية بقيادة محمد عبد المقصود، والتي أخذت على عاتقها الجانب التنظيري فوق المنصة ومحاولة إقناع الشعب المصري بأن عزل «مرسي» يتعارض مع الشريعة الإسلامية، بالإضافة للجماعات التكفيرية التي اتخذت لنفسها نهج الخطاب المحرض على العنف، ومد الاعتصام بالأسلحة، إلى جانب المجموعات التي أطلقت على نفسها «حازمون» والتي تولت عملية التحرك في الشارع وخروج المظاهرات العنيفة من الاعتصام ومن ثم العودة إليه، وهي مجموعات من الشباب مشوش الفكر التي نجح حازم أبو إسماعيل في استقطابهم وتشبعهم بالفكر الجهادي. واستطرد: الجماعة الإسلامية أخذت على عاتقها الخطابات التعبوية التي حملت شعارات رنانة، وهي اللعبة التي اعتادها عاصم عبد الماجد وطارق الزمر، والتي تسببت في تصرفات حمقاء ومجنونة من البسطاء والقرويين الذي استقطبهم هذا الخطاب وجاءوا من قراهم البعيدة في الصعيد ومحافظات الدلتا، وللأسف هذه المجموعات المغرر بها هي من دفعت ثمن حماقة قيادات الاعتصام إذ أن ما يقرب من 80% ممن ماتوا في فض الاعتصام كانوا من هؤلاء القرويين.
وقال سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن عددًا كبيرًا من الجماعات التي شاركت في اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، بل يمكن القول إن كل تيارات وأحزاب الإسلام السيسي شاركت بالفعل، لكن يجب التفريق بين أمرين، بالنسبة لمن شاركوا على المنصة وخرجوا بتصريحات تحريضية ضد الدولة وضد الرافضين لحكم جماعة الإخوان المسلمين، وبين هؤلاء الذين كانوا تحت المنصة.
وأضاف «عيد» لـ«الوطن» أن أحزاب (البناء والتنمية، الذراع السياسي للجماعة الإسلامية، والوطن، والفضيلة، والأصالة، والوسط، المحسوبين على التيار السلفي، والوسط، ومصر القوية، المنشقان عن جماعة الإخوان، وحزب الاستقلال، بقيادة مجدي حسين، بالإضافة للقواعد الشبابية لحزب النور السلفي، وحركة حازمون، والجبهة السلفية بقيادة محمد عبد المقصود)، شاركوا جميعًا وبقوة في الاعتصامين، وكانو من أول المتواجدين في رابعة والنهضة في وقت مبكر من ثورة 30 يونيو، عندما شكلوا ما يعرف بـ«تحالف دعم الشرعية».
وأشار الباحث في شئون الحركات الإسلامية إلى أن بعض هذه الأحزاب سرعان ما عادت إلى الظل بعد فض الاعتصامين، فيما لم يتبق سوى الإخوان وحزبها الحرية والعدالة، وحزب الاستقلال، اللذين تم حلهما فورًا لاشتراكهما في عمليات عنف بحق قوات إنفاذ القانون ومدنيين عُزل، وعندما علمت باقي هذه الجماعات أن مصيرها لن يختلف عن سابقتها بادرت إلى الاعتراف بالوضع الجديد بعيدًا عن ارتكاب جرائم عنف بدأت في الانسحاب التدريجي من المشهد. ولفت إلى أن معظم هذه التكتلات تفككت لأنها ليست منظمة ومبنية على السمع والطاعة مثل الإخوان، وتابع: «عبود الزمر على تواصل مع الدولة ولم تصدر عنه تصريحات أو تهديدات بارتكاب جرائم عنف ضد الدولة، عكس طارق الزمر وعاصم عبد الماجد، اللذين شذا عن موقف الجماعة المواءم للدولة؛ لأنهم تورطوا على المنصة، فيما تم القبض على صفوت حجازي، غير المنتمي تنظيميًا للإخوان، لأن خط الرجوع بالنسبة للثلاثة ومن على شاكلتهم قد انقطع».
وقال أحمد بان، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان أتاحت لجماعات العنف الإسلامي منبرًا للتعبير عن غضبهم وحقدهم على الدولة المصرية المدنية، من خلال مسرح رابعة الذي استضاف واحتضن كل الجماعات والتيارات والحركات والأحزاب الإسلامية بدون استثناء، وأضاف لـ«الوطن» أن هذه التيارات باشرت خطابها التحريضي من خلال القناة التي أتاحتها لهم الجماعة الإرهابية، لكن في نهاية الأمر لم يتحمل كلفة هذا إلا جماعة الإخوان نفسها، التي أشعلت فتيل الصراع مع الدولة، ورمت من خلال ما عرف بـ«تحالف دعم الشرعية» إلى وضع هذه الكيانات في مواجهات مباشرة في الشارع مع مؤسسات الدولة، ومناهضة الواقع الجديد الذي فرضته الثورة، التي خرج فيها جموع المصريين للتعبير عن رفضهم لحكم الإخوان، وعدم رغبة الشعب في وجود الإسلاميين على أعلى قمة السلطة في البلاد.
وأوضح «بان» أن الجماعة أرادت تصدير ازمتها مع الدولة كـ«صراع ديني بحت» وليس صراعًا من أجل السلطة، وحاولت بكل السبل ترسيخ ذلك في أذهان أطياف الإسلام السياسي المصرية، وحتى لا تتحمل وحدها عناء المواجهة، وكي لا يخرج من يحل محلها من هذه التيارات، إذا ما انتهت من الوجود في الشارع السياسي المصري والحياة السياسية بوجه عام، واستغلت في ذلك كل الكيانات المعروفة إسلاميًا سواء المحسوبين على التيار السلفي أو التيار الجهادي بمختلف مسمياتها.