كيف رد الإعلام المصري على نظيره الغربي بشأن فض رابعة؟

كيف رد الإعلام المصري على نظيره الغربي بشأن فض رابعة؟
لعب الإعلام المصري دورا في فضح مخططات تنظيم الإخوان "الإرهابي" منذ 30 يونيو 2013 وفي الفترة التي أعقبت الثورة، لا سيما أثناء فض اعتصام رابعة، ولم يكن ذلك فقط من خلال برامج تٌقدم للمشاهد المصري، بل قدم مواد تليفزيونية ناطقة باللغة الإنجليزية ردا على افتراءات وسائل الإعلام الأجنبية عقب عزل محمد مرسي ونظام الإخوان بالكامل.
ليست وسائل الإعلام فقط هي من ردت على ما روجه الإعلام الغربي بشأن فض اعتصام رابعة، حيث أكد وزير الخارجية السابق نبيل فهمي، أن المسؤوليات التي تضطلع بها أي حكومة ديمقراطية تتمثل في حفظ الأمن والنظام العام، وشدد على أن قرار فض الاعتصامين تم في إطار تطبيق القانون.
والتقى فهمي حينها مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية لشرح تطورات الأحداث في مصر قبل وبعد فض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة، في إطار التحرك المكثف والشامل التي تقوم به وزارة الخارجية حيث واصل المسؤولون بالوزارة اتصالاتهم ولقائهم مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية.
وأجرى وزير الخارجية، لقاءً مع شبكة (PBS)، كما أجرى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية سابقا، السفير بدر عبدالعاطي لقاءً مع شبكة الإذاعة الأمريكية الوطنية NPR تناول فيه خلفيات قرار فض الاعتصام، وأن الحكومة لم يكن أمامها أي بديل سوى فض الاعتصامين في إطار القانون بعد فشل الجهود والمساعي الحميدة التي بذلتها أطراف دولية.
كما كان للهيئة العامة للاستعلامات دور مهم في الرد على تقرير منظمة "هيومن رايتس وتش"، حيث وصفته بأنه يتسم بالسلبية والتحيز في تناوله لأحداث العنف التي شهدتها مصر خلال العام 2013، وتجاهله للعمليات الإرهابية التي ارتكبها تنظيم الإخوان الإرهابي وأنصاره.
وأوضحت الهيئة أن المنظمة تغاضت في تقريرها عمدًا عن الإشارة إلى وقوع المئات من شهداء الشرطة والقوات المسلحة والمدنيين من جراء أحداث العنف والإرهاب التي لا تزال مستمرة إلى الآن عن طريق هجمات وتفجيرات منسقة ومنظمة على يد من وصفهم التقرير بـ"المتظاهرين السلميين"، وأغفل التقرير أن أول من سقط خلال فض الاعتصام هو شهيد من الشرطة أُصيب بطلق من سلاح نارى، حيث كان مكلفُا بتوجيه المعتصمين عبر مكبر صوت للخروج الآمن من منطقة الاعتصام، ما يجعل التقرير يفتقد إلى الموضوعية والمصداقية في سرد الأحداث، وتؤكد المطالعة الدقيقة للتقرير انحيازه لمزاعم ما يُسمى بتحالف دعم الشرعية وهو الواجهة الأخرى لتنظيم الإخوان الإرهابي.
وأكدت الهيئة أن التقرير تعمد إغفال أن الفض جاء بعد فشل كل الجهود السياسية والشعبية في إقناع المعتصمين بالفض السلمي حفاظاً على الأمن والنظام العام عقب تفاقم شكاوى واستياء السكان المقيمين بالمنطقة من اتخاذ المعتصمين لموقعي الاعتصام مُنطلقا لتنظيم المسيرات غير السلمية شكلت بؤرة إجرامية، الأمر الذي ترتب عليه ترويع الآمنين والاعتداء عليهم واستهداف المرافق الحيوية بما يمثل انتهاكاً للعديد من حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
كما نجحت قناة النيل الدولية في إظهار الرؤية الواضحة لفض الاعتصام، إضافة إلى أن الإذاعات الناطقة بلغات أجنبية وتحديدا "شبكة الإذاعات الموجهة" أدت دورا مهما في محاربة أكاذيب وسائل الإعلام الأجنبية بهذا الشأن.