سكان "جوام" يتضرعون لله: "حنن قلب كيم علينا".. وترامب: ستصبحون مشهورين

11:48 ص | الأحد 13 أغسطس 2017

يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى طمأنة سكان جزيرة "جوام" الأمريكية الواقعة في المحيط الهادئ، وتهدد كوريا الشمالية بإطلاق صواريخها عليها، بينما يتضرع سكان الجزيرة إلى الله "ليحنن قلب" كيم جونج أون.

ودوّن حاكم جوام إيدي كالفو، أمس، عبر حسابه على "فيس بوك"، تسجيل الفيديو لاتصال هاتفي أجراه مع ترامب، أكد فيه أن "القوات الأمريكية مستعدة لضمان أمن وسلامة سكان جوام".

ورد الحاكم الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري، والفخور على ما يبدو بهذه المكالمة الهاتفية: "لم أشعر يوما بالأمان كما أشعر منذ أن وصلتم إلى السلطة".

وهذه الجزيرة الأمريكية التي يعيش فيها 160 ألف شخص، تقع في الصف الأول من المواجهة الكلامية بين دونالد ترامب والنظام الكوري الشمالي بقيادة كيم جونج أون.

وهددت بيونج يانج بإطلاق صواريخها باتجاه جوام، التي تقع على بعد 3300 كيلومتر، وتشكل موقعا استراتيجيا متقدما للقوات الأمريكية في المحيط الهادئ، ويتمركز في الجزيرة 6 آلاف جندي أمريكي في قاعدتين أمريكيتين. وتحدثت كوريا الشمالية خصوصا عن برنامج مفصل لإطلاق 4 صواريخ باتجاه جوام تمر فوق اليابان.

وبعد عبارات الطمأنة وبشكل مثير للدهشة، حاول الرئيس الأمريكي أن يرى الجانب الإيجابي في هذه الأزمة، لجوام، التي يعتمد اقتصادها على السياحة إلى حد كبير.

وقال ترامب "ستصبحون مشهورين. في كل مكان في العالم يتحدثون عن جوام وعنكم. والسياحة، أستطيع أن أقول لكم إن السياحة ستتضاعف 10 مرات دون أن تضطروا لإنفاق أي مبلغ، لذلك أهنئكم على ذلك".

جاء ذلك بينما نشر جهاز الأمن الداخلي لجوام، على موقعه الإلكتروني، توجيهات بشأن التحرك في حال وقوع هجوم نووي. وقال: "توقعوا ألا تتمكنوا من مغادرة بيوتكم 24 ساعة على الأقل، ما لم تصدر تعليمات مخالفة لذلك من السلطات".

وأضاف: "إذا كنت في الخارج لا تحدقوا في أي أضواء خاطفة محتملة أو كتل نارية، لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى العمى. اختبئوا وراء كل ما يمكن أن يحميكم. انبطحوا على الأرض وغطوا رؤوسكم".

وأخيرا وفي ختام مكالمته مع حاكم جوام، برر ترامب استراتيجيته تصعيد الهجمات الكلامية على كيم جونج أون. وقال إن الزعيم الكوري الشمالي "لم يتحدث منذ فترة طويلة". وأضاف "يبقى الأمر بيننا، لا يجوز أن يتكلموا بالطريقة التي يقومون بها، لا يمكن التكلم بهذه الطريقة مع أشخاص مثلنا".

- صلوات "ليضرب الله" قلب كيم -

وفي قداس الأحد، تضرع الكاثوليك في الجزيرة إلى الله أن "يحنن قلب" الزعيم الكوري الشمالي، ويشغله عن خططه إطلاق الصواريخ لأنهم "أبرياء".

وقالت دورا سالازار (82 عاما) في هاجاتنا عاصمة جوام، حيث شاركت في صلاة "من أجل السلام" اليوم: "نحن أبرياء. نصلي من أجل أن يلهمه الله، لأن الله يحبه. هذه هي صلاتي".

ويسود الهدوء الجزيرة حيث يتجه السياح والسكان إلى الشاطئ، لكن التهديد الكوري الشمالي كان في صلب عظات اليوم. وقال الأب مايك كريسوستومو: "الأمر يتعلق بأن نظهر للعوالم والأمم والدول الأخرى، أن جوام قد تكون صغيرة لكن إيماننا وثقتنا كبيران".

أما في كاتدرائية دولتشي نومبري دي ماريا، أكبر كنيسة في الجزيرة، أوضح الأب بول جوفيجان للمؤمنين، أن المهم هو البقاء مستعدين لاحتمال إطلاق كوريا الشمالية صواريخ. وقال :"ماذا تفعلون إذا لم يتبق لكم سوى 14 دقيقة في الحياة؟، الأمر الذي يجب القيام به هو الصلاة". ورأى في هذا التهديد فرصة جيدة "لإعادة ترتيب الأولويات في الحياة".

ودعا أسقف الكاثوليك في جوام مايكل بيرنز، إلى الصلاة من أجل "الحذر في الأقوال والأفعال"، بينما أكد المصلون أنهم واثقون من نهاية التصعيد بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.

- تظاهرة ضد الوجود العسكري الأمريكي -

وقالت ليبرتي داكيل (57 عاما): "أشعر بالارتياح لأنني أثق بالرب. سيخلصنا". أما الذين لا يحضرون القداس، فيرون أن الخطر غير واقعي في هذا الموقع المتقدم للقوات الأمريكية، الذي تخلت عنه إسبانيا للولايات المتحدة في القرن التاسع عشر.

وقال كيرستي بريدجمان وهو سائح أسترالي، كان يستجم على الشاطئ: "لا أحد يشعر إنه مهدد. هل علينا أن نشعر بذلك؟ بالتأكيد لا. نشعر أننا في أمان اليوم أكثر من أي وقت مضى". لكن بعض الأصوات المعارضة ترتفع. فقد دعت مجموعتان معارضتان للوجود الأمريكي في جوام، إلى التظاهر الإثنين في هاجاتنا.

وقال جوفيكان كوبر العضو في حركة "جواهان المستقلة"، إن "ما يحدث في جوام مشكلة شاملة، لأنه إذا تعرضت جزيرتنا لهجوم فقد يكون ذلك محفزا لكارثة عالمية".