ملف الانتخابات الفرنسية:| الرئيس الاشتراكى على خطى ميتران

ملف الانتخابات الفرنسية:| الرئيس الاشتراكى على خطى ميتران
لا ينتهى التشابه الكبير بين الرئيس الفرنسى أولاند والرئيس الأسبق ميتران عند حد اشتراكهم فى الاسم الأول فرانسوا أو انتمائهم لنفس الحزب، بل يمتد إلى الظروف التى أحاطت بتولى كل منهما الحكم والسياسات التى تبناها ميتران ووعد بتبنيها أولاند.
فأولاند، الذى يعد ثانى رئيس يسارى لفرنسا، انتخب فى ظروف مشابهة لنظيرتها عند انتخاب ميتران عام 1981، أولاند كسر احتكار اليمين للرئاسة الفرنسية لمدة 17 عاما وقبله ميتران كسر حكم اليمين لمدة 23 عاما وكلاهما تحدى اعتقاد اليمينيين الراسخ بأن «الفرنسيين يظلون يساريين حتى الوصول إلى صناديق الاقتراع فيصوتوا لليمين»، إلى جانب أنهما تمكنا من هزيمة رئيس فى الحكم. ويسير أولاند على خطى ميتران فيما يتعلق بإيمانه بدور أكثر فعالية للدولة فى حماية الطبقات المهمشة وإصلاح التعليم وزيادة الإعانات العائلية والسكنية.
كذلك قطع أولاند على نفسه ذات الوعد بإصلاح قانون العمل الذى سبق لسلفه اليسارى أن أدخل إصلاحات عليه. وأعلن أولاند نيته فرض ضرائب على أصحاب الثروات الكبيرة قد تصل إلى 75 % وهو نهج سلكه ميتران قبله. وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، أيد ميتران الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى الوقت الذى زار فيه إسرائيل وأكد على حقها فى العيش، وهى نفس السياسة التى أعلن أولاند تبنيها خلال حملته الانتخابية.
ورغم ذلك الاتفاق يبقى انتقاد ميتران للولايات المتحدة علانية وبالأخص عام 1982 بسبب حصارها لكوبا، الحدث الذى يفرض علينا الانتظار لنرى هل سيكرره أولاند أم لا؟ قال المحلل السياسى المقيم فى فرنسا فيصل جلول: إن أولاند سينتهج نفس سياسات ميتران الاقتصادية ويزيد من تدخل الدولة فى الاقتصاد وسيوجه الاقتصاد بالأساس لخدمة الفئات المهمشة».