«التأمين الصحى»: يصدِّر معاناة مرضاه إلى القاهرة والإسماعيلية

«التأمين الصحى»: يصدِّر معاناة مرضاه إلى القاهرة والإسماعيلية
- أحمد السيد
- أحمد سعد
- أذان الظهر
- أرواح المصريين
- إجراء عملية
- التأمين الصحى
- التخصصات الطبية
- الحمد لله
- الخدمة الطبية
- العناية المركزة
- أحمد السيد
- أحمد سعد
- أذان الظهر
- أرواح المصريين
- إجراء عملية
- التأمين الصحى
- التخصصات الطبية
- الحمد لله
- الخدمة الطبية
- العناية المركزة
رغم فخامة مبنى مستشفى التأمين الصحى من الخارج، وارتفاع طوابقه، فإنه يعانى من نقص حاد فى أطباء التخصصات الطبية المختلفة، رغم أنه يخدم محافظة تضم عدداً كبيراً من المصانع والشركات التى يعمل بها آلاف العمال المستفيدين من مظلة التأمين الصحى، وهو ما يظهر بشكل واضح فى حجم زحام المرضى الشديد أمام مبنى العيادات الخارجية ويزيد الأمر سوءاً تأخر حضور الأطباء يومياً لما بعد أذان الظهر بحجة قدومهم من محافظات أخرى، وبعد الكشف يبدأ مسلسل تحويل المرضى إلى مستشفيات القاهرة والإسماعيلية لعدم وجود تخصصات دقيقة فى مستشفيات السويس.
أحمد السيد، شاب عشرينى، قمحى اللون، جلس على أحد كراسى استراحة عيادة العظام بالطابق الأرضى بمبنى العيادات الخارجية بمستشفى التأمين الصحى، لساعات طويلة منتظراً انتهاء طبيب العظام من الكشف على المرضى للتوجه به إلى المستشفى تمهيداً لحجزه داخل الأقسام الداخلية لإجراء عملية جراحية بقدمه، يقول «أحمد» بصوت متعب جداً «قاعد هنا من الساعة 7 الصبح، مستنى الدكتور، ولما جه ودخلت كشفت، الحمد لله وافق أنه يعمل لى العملية، لكن كان كتب لى ورقة ورحت اتحجزت بيها لحد ما هو يخلص، أحسن ما أنا قاعد فى الزحمة والهيصة دى».
{long_qoute_1}
يضيف ابن مدينة السويس الشاب، قائلاً بنبرة حزينة «من كام شهر كنت راكب موتوسيكل وعملت حادثة ورجلى اتكسرت وركّبت مسامير، لكن بعد شهرين حسيت إن رجلى وجعتنى جداً، رحت كشفت وعملت أشعة فى المستشفى العام، ما ظهرتش أى حاجة، أخدت جواب تحويل من مستشفى التأمين إلى مستشفى الدمرداش فى القاهرة، وبعد ما رحت الدكتور قال لى ارمى الأشعة اللى معاك دى فى سلة الزبالة مالهاش أى لازمة، واعمل واحدة جديدة فى المستشفى هنا، وفعلاً حسيت إن الأشعة مختلفة جداً من حيث الجودة وإظهار شكل المسمار المكسور بداخل قدمى، والدكتور قال لازم تعمل عملية تشيل المسامير، لكن مش هتعرف تعملها هنا بسبب الزحمة الكبيرة ولو هتعملها قدامك شهرين».
يضيف أحمد قائلاً «قلت لا مش هقدر أستنى المدة دى كلها وأنا رجلى بتوجعنى كدا، رجعت تانى على مستشفى التأمين اللى هنا، وبقالى أسبوعين باجى عشان حد يعمل لى العملية محدش وافق، لحد ما قابلت دكتور الحمد لله النهارده وافق يعملها لى بعد ما اتعذبت فى مستشفيات التأمين فى السويس والقاهرة».
ويقول عبدالوهاب السيد، موظف بالمعاش «واجهت مشكلات كثيرة فى مستشفى التأمين الصحى فى السويس والقاهرة، عندى أزمة فى الفقرات الغضروفية، عملت عملية فى شهر فبراير السنة اللى فاتت، وبعد كام شهر شعرت بوجع فى الظهر والرجلين، وبعد عمل أشعة الصبغة فى مصر الجديدة بالقاهرة لعدم توفرها بالسويس، أكد الأطباء أن هناك فقرات أخرى، تحتاج لعملية جراحية أو للحقن فرفضت الحقن، وتم تحويلى لمستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر، وصدمت من الزحام الكبير بالمستشفى وطول مدة الانتظار أمام الأبواب رغم حضورنا من السويس، وعدم فتح العيادات إلا بعد التاسعة صباحاً والانتظار حتى مجىء الأطباء الساعة 12 ظهراً، دون أى مراعاة للمرضى، ولا لسن الناس الكبيرة أو المسافرين، وبعد الدخول إلى الدكتور بعد كل الساعات دى، قال لنا تعالوا بكرة أو بعد بكرة لتحديد موعد تانى للحجز، وعندما سافرت أكثر من مرة لتحديد موعد، الدكتور قال لى: لو هتعمل العملية هيكون معادك بعد شهرين، فهل يقدر المريض الانتظار شهرين فى ألم وعدم نوم، لحد ما يعمل العملية؟».
{long_qoute_2}
يضيف «عبدالوهاب» قائلاً «طول الانتظار والمشاوير الكتيرة خلانى أرجع لدكتور فى السويس، وحجزنى لعمل العملية فى مستشفى التأمين الصحى، لكن يوم العملية الصبح أجلوها لتانى يوم، وتانى يوم أجلوها للأسبوع اللى بعده، ولما المعاد الجديد جه، فوجئت أن الاستشارى والأطباء غير موجودين ولم يقوموا بإبلاغ المستشفى بعمليتى، ولما سألت قالوا لى إن تعاقدهم انتهى، ولم يجددوا التعاقد معهم مرة أخرى بعد مطالبتهم بزيادة أجورهم، عشان كدا ما حضروش لإجراء العملية أو لمتابعة الحالات المحجوزة للعلاج، للضغط على المستشفى بزيادة قيمة التعاقد، دون أى مراعاة لحالة المرضى الصحية، ولما رحت لمدير المستشفى أكد نفس الكلام، وطلب مدير المستشفى الانتظار حتى يوم الأحد التالى للعرض على استشارى جديد، وعرفنا بعد كدا أن فيه تخصصات كتير فى المستشفى مفيش فيها دكاترة كفاية وفيها نقص شديد، زى قسم المخ والأعصاب اللى أنا باتعالج فيه، والمستشفى تواجه مشكلة لوجود حالات، تم إجراء عمليات لها ولا تجد من يتابعها، والسؤال هنا لوزير الصحة: هل أصبحت أرواح المصريين رخيصة عندكم لهذه الدرجة».
وبنبرة غاضبة يقول أحمد سعد، سائق أربعينى «أعضاء نقابة العاملين بميناء العين السخنة تبرعوا بمبلغ نصف مليون جنيه لتطوير وتجهيز طابق بالعناية المركزة، وبالفعل تم افتتاحه فى عهد اللواء محمد عبدالمنعم هاشم، محافظ السويس الأسبق، لكن للأسف تم إغلاقه بعد الافتتاح لعدم توافر أطقم تمريض وأطباء وفنيين، وهذا يعد إهداراً للمال العام، هذا بالإضافة إلى تردى حالة المستشفى والخدمة الطبية المقدمة به بجانب عدم وجود كراسى للمرضى للجلوس عليها، أو للمرافقين».