من الحشيش إلى "عطلة 12 ساعة".. حال السكة الحديد في أغسطس "ياقلبي إحزن"

من الحشيش إلى "عطلة 12 ساعة".. حال السكة الحديد في أغسطس "ياقلبي إحزن"
باب الحديد.. وجهة الملايين من الركاب يوميا للتنقل بين محافظات مصر المختلفة، من شمال البلاد إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، فقطارات مصر تعتمد على عنصري السرعة والقيمة البسيطة للتذاكر مقارنة بوسائل المواصلات البديلة.
ورغم التاريخ العريق للسكة الحديد بمصر، التي تعدّ الأقدم في إفريقيا والوطن العربي، حيث تم تشغيلها في 1856، شهد الشهر الحالي أحداثا جرت للمرة الأولى على قضبان القطارات.
في الساعات الأولى من صباح اليوم، تأخر القطار رقم 996 المتوجه من القاهرة إلى أسوان لما يقرب من 12 ساعة، حيث تحرك من محطة مصر العاشرة مساء الثلاثاء، وكان محددا له يصل أسوان 11.20 صباحا، لكنه تعطل في الجيزة والواسطي وأسيوط والأقصر، ووصل إلى أسوان الساعة 11 مساء متأخرا عن موعد وصوله 11 ساعة و40 دقيقة، بسبب تكرار تعطل جراره وعربات التكييف، لذلك تم تغيير جراره 4 مرات خلال رحلته بسبب أعطال فنية حدثت بكل جرار تم ضمه للقطار.
ذلك التأخير يعدّ الأول في تاريخ السكة الحديد، الذي يقطع فيها قطار رحلته من القاهرة إلى أسوان فى وقت ضعف الوقت المحدد تستغرقه الرحلة، حيث استغرقت هذه الرحلة 25 ساعة رغم أنها محدد لها 13.20، وسرعان ما أعلن الدكتور عمرو عبد السلام شعت، مساعد وزير النقل لشؤون السكة الحديد والطرق، بدء التحقيق في أسباب تأخر وصول القطار، مؤكدا أن المدان سيحاسب وأن الوزارة تعمل على رفع منظومة الصيانة بالسكة الحديد.
لم تكن تلك هي الواقعة النادرة الوحيدة في تاريخ السكة الحديد، والتي تحدث في أقل من أسبوعين، بأغسطس، ففي اليوم الثاني من الشهر الجاري، انتشر مقطع فيديو بشكل ضخم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه 4 سائقين، وهم يتعاطون المخدارت داخل كابينة جرار أحد القطارات أثناء العمل، ويرقصون على موسيقى إحدى أغاني المهرجانات الشعبية.
"خلي بالك من السكة يا محمد".. جملة قالها أحد السائقين بالفيديو لزميله، وهو الأمر الذي اعتبره رواد مواقع التواصل الاجتماعي نوعا من الاستهتار، لتعريض أرواح المواطنين للخطر، وسرعان ما أصدرت هيئة السكة الحديد بيانا رسميا أكدت فيه تحويل هؤلاء السائقين للتحقيق ووقفهم عن العمل احتياطيا لحين انتهاء التحقيقات طبقا لنص المادة رقم 99 من لائحة نظام العاملين بالهيئة.
فى سياق متصل، كلفت المستشارة رشيدة فتح الله، رئيس هيئة النيابة الإدارية، مكتبها الفني بفتح تحقيق عاجل في الواقعة، التي تشكل- في حال صحتها- استهتارا بالغا بأرواح المواطنين وسلامتهم.