مناهج الأزهر.. كابوس يدفع الطلاب وأولياء الأمور إلى الهروب لـ«التعليم العام»

كتب: سعيد حجازى وعبدالوهاب عيسى

مناهج الأزهر.. كابوس يدفع الطلاب وأولياء الأمور إلى الهروب لـ«التعليم العام»

مناهج الأزهر.. كابوس يدفع الطلاب وأولياء الأمور إلى الهروب لـ«التعليم العام»

أكد خبراء وأزهريون أن صعوبة مناهج الأزهر وحاجتها إلى التطوير وإلى أساليب تعليمية جديدة فرغت التعليم الأزهرى من محتواه ومضمونه، ودفعت الطلاب وأولياء الأمور إلى الهروب منه إلى التعليم العام، سواء للالتحاق بمدارس التربية والتعليم، أو كليات التعليم العالى، لافتين إلى أن اعتبار الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن الطالب الأزهرى أفضل من غيره فى التعليم العام، لتفوقه رغم دراسته مناهج مثقلة وصعبة، وفقاً لكلمته فى احتفالية تكريم أوائل الشهادات الأزهرية أمس الأول، يدل على أن المشيخة لا تبالى بتطوير التعليم وبالأعباء التى تحملها على الدارسين والتى تفوق احتمال وفهم بعضهم، الأمر الذى يؤدى فى النهاية إلى خريج دون المستوى. {left_qoute_1}

وطالب الخبراء بضم المعاهد غير المستغلة، فى ظل هروب الطلاب إلى التعليم العام، للاستفادة منها فى معالجة أزمة التكدس فى مدارس التربية والتعليم.

وكشف مصدر بارز بالمجلس الأعلى للأزهر، طلب عدم ذكر اسمه، عن عقد عدد من قيادات الأزهر اجتماعاً مغلقاً برئاسة الإمام الأكبر لبحث أزمة هروب الطلاب من التعليم الأزهرى، وناقش المجتمعون تقريراًَ يتوقع نزوح أكثر من 150 ألف طالب خلال العام الحالى عن التعليم الأزهرى، وأضاف المصدر الذى شارك فى الاجتماع وكتابة التقرير، لـ«الوطن»، أن التقرير الذى أعدته المشيخة جاء قوياً وصريحاً، وأكد أنه خلال 5 سنوات سينتهى التعليم الأزهرى إذا ما استمرت نسب النزوح بهذا الشكل، فيما لم يبدِ الإمام الأكبر أى تعليق واضح حول الأزمة.

وكان الشيخ جعفر عبدالله، رئيس قطاع المعاهد، أدلى بتصريح عام 2014 بنزوح 86 ألف طالب وطالبة لمدارس التربية والتعليم. وقال أحمد عبدالعزيز، والد طالب بالصف الأول الثانوى: نقلت 3 من أبنائى من الأزهر نظراً لصعوبة المناهج، واكتشفت أن باب النقل لا يكون بعد الصف الثانى الإعدادى، ما يعنى أن ابنى سيستمر فى عذاب مناهج الأزهر تلك حتى نهاية المرحلة الثانوية حتى أستطيع نقله لجامعة خاصة عقب النجاح بالثانوية، وطالب «عبدالعزيز» بإعادة النظر فى المناهج ومحاولة ضبط الأوضاع فى المعاهد حيث يرسب الطلاب بلا أسباب واضحة، وكلما شكونا واجهنا تعقيدات لا آخر لها، وفى النهاية يقف موظفو القطاع إلى جوار زملائهم بالمعاهد من مدرسين وعمداء ولا تتم مناقشة أى شكاوى بشكل حقيقى.

وقال عبدالغنى هندى، عضو لجنة إصلاح الأزهر: التعليم الأزهرى يعيش مأساة حقيقية، فهناك إشكالية فى تعدد المناهج وكثرتها، والطلاب الضعاف المستوى ينتقلون من الدور الثانى للإعدادية والثانوية دونما فرز لهم بحسب القدرة على التحصيل، أيضاً تم إيقاف المذاهب الفقهية والكتب التراثية لـ11 عاماً، ثم أُعيدت مرة أخرى فى عهد الإمام «الطيب»، الأمر الذى أحدث ربكة كبيرة فقد نسى المدرسون تلك المناهج ولم يتم تأهيل الجدد منهم لتدريسها مرة أخرى، فلم يتم إعداد صف جديد من المعلمين مؤهلين لتدريس المواد التراثية ما أدى لضعف المستوى فى العلوم العربية والشرعية، أيضاً ميزانية التعليم الأزهرى ثلث ما ينفق على طالب التربية والتعليم، فميزانية الطالب فى التربية والتعليم فى العام 6 آلاف جنيه وفى الأزهر 1500 جنيه فقط، ومن الأزمات الأداء الإعلامى السيئ من القائمين على المشيخة، فقد شكك الناس فى قدرة الأزهر على رعاية أبنائهم، إضافة لصعوبة مناهج الأزهر وكتبه وحاجتها إلى التطوير.

وتابع: «فتحت المشيخة باب التحويل ليوم واحد فقط العام الماضى انتقل خلاله 60 ألف طالب للتعليم العام، والعام قبل الماضى نزح من الأزهر 86 ألف طالب حسبما أعلن وقتها بنفسه، ومن المتوقع أن ينزح أكثر من 150 ألف طالب حال فتح الباب لفترة طويلة بحسب تقرير يتداوله قيادات المشيخة، ويتم بحثه ومحاولة إيجاد حل للخروج من المأزق».

وقالت د. آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر: «هناك حالة ضعف تجتاح المؤسسة التعليمية الكبرى، فالمؤسسة تحتاج لتطوير وتنقيح لبعض الأفكار كجزء من تطوير الخطاب الدينى، فنتائج المعاهد الابتدائية والإعدادية ومعاهد القراءات تؤكد ضعف التعليم، حيث بلغت نتيجة النجاح فى الابتدائية الأزهرية 64%، والإعدادية 46%، ومعاهد القراءات 15% فقط، ما يعنى أن نسبة طلاب تلك المعاهد الراسبين تتجاوز الـ50%، فلا نعلم عن أى نهضة فى التعليم الأزهرى»، وتابعت: «الأزهر يحتاج إلى أساليب تعليم جديدة، لأن الأساليب الحالية فرغت التعليم الأزهرى من محتواه ومضمونه، ودفعت الطلاب وأولياء الأمور إلى الهروب منه إلى التعليم العام، والالتحاق بمدارس التربية والتعليم».

وقال الدكتور محمد حسين عويضة، رئيس نادى أعضاء تدريس الأزهر، إن مناهج الأزهر التعليمية فى عهد الإمام الطيب تقع فى خطأ خطير وهو تدريس كتب التراث بعد حذف ما يدعو للعنف وامتهان غير المسلمين بها، وأثناء أدنى مناقشة للطالب الأزهرى مع أى «داعشى» سيكتشف الطالب أن مؤسسته لم تدرس له كتب التراث كاملة، وأنها أخفت عنه التفاسير الداعية للعنف، وهو ما سيفقده الثقة فى المؤسسة ومن فيها، وينقل ثقته فى فهم الدواعش ويقع فى المحظور من تطرف.


مواضيع متعلقة