"الوطن" في جولة داخل "مخ الكهرباء".. مدير التحكم القومي: "اطمنوا"

كتب: نادية الدكرورى

"الوطن" في جولة داخل "مخ الكهرباء".. مدير التحكم القومي: "اطمنوا"

"الوطن" في جولة داخل "مخ الكهرباء".. مدير التحكم القومي: "اطمنوا"

"اطمنوا"، بهذه الكلمات استقبل الدكتور عادل عمري، مدير عام نظم التشغيل بالمركز القومي للتحكم التابع لوزارة الكهرباء، استفسارات "الوطن" أثناء جولة داخل المركز الذي يتحكم في جميع محطات إنتاج الكهرباء على مستوى الجمهورية ويطلق عليه "مخ الكهرباء". 

ماذا لو حدث هجوم إلكتروني على النظام الرئيسي المتحكم في جميع محطات كهرباء مصر؟، أجاب "عمري" بأن النظام الذى يعمل به المركز للتحكم في جميع محطات الكهرباء على مستوى الجمهورية يمكنه التعافي في غضون دقائق في حال وقوع هجوم إلكتروني، سواء من داخل أو خارج المركز.

وأضاف "عمري" أن النظام الذي يعمل به التحكم فرنسي، ويمكنه صد أي هجمات إلكترونية "هاكرز" سواء من داخل أو خارج التحكم القومي، وفي حال وقوع هذا الهجوم يمكن لمركز التحكم القومي إعادة تشغيل النظام من خلال مركز تحكم بديل موجود في إحدى المناطق التابعة لمحافظة القاهرة.

"الدقيقة بالنسبة لنا عمر"، قالها "عمرى"، في إشارة إلى أهمية الوقت داخل مركز التحكم الرئيس، لافتاً إلى وجود تنسيق مستمر بين المركز وجميع المحطات على مستوى البلاد، لإجراء مناورات للتغذية الكهربية، خاصة في ظل ترابط الشبكة القوى الكهربية، وتوفير فائض إنتاج يسمح لنا بتبادل الطاقة مع بعض الدول العربية، مثل الأردن، وليبيا، وهي منفعة متبادلة تمثل عامل أمان للشبكة القومية للكهرباء.

ولفت "عمرى" إلى تأمين مبنى التحكم القومي الذي يعود تاريخه إلى عام 1981، وتجهيز الغرف بمكونات يمكنها مقاومة الحوادث المختلفة باستخدام أنواع عالية المقاومة من الخرسانة المسلحة، خاصة غرفة التحكم الرئيسة في الشبكة القومية للكهرباء.

وعن حادث "الخميس الأسود"، الذي وقع في 4 سبتمبر 2014، وتسبب في فصل أحمال الكهرباء عن نصف محافظات الجمهورية، قال "عمري": "كنت قلقان على مستقبل أولادي بسبب تقارير تقييم الحادث، وكان هذا هو أول ما خطر ببالي وقت وقوع بسبب خروج متتالٍ من محطات الكهرباء، جعل معظم قيادات الدولة تتجه رأساً إلى غرفة التحكم القومى للكهرباء لمتابعة الأمر.

وأوضح مدير عام نظم التشغيل بالمركز أن هذا الحادث كان بسبب خطأ فني يتكرر فى بلدان كثيرة، ومصر لم تكن الأولى التي يقع فيها مثل هذا الأمر، ولا أعتقد أن الحادث كان متعمداً كما ردد البعض، إلا أنني لم أستطع الذهاب إلى منزلي إلا بعد مرور أربعة أيام على وقوع الحادث، للاطمئنان على استقرار الشبكة، خصوصاً أن تقييم جميع العاملين بالمركز كان على المحك.

وأشار "عمرى" إلى أن الشبكة القومية للكهرباء أصبحت خلال العامين الماضيين أكثر استقراراً، بعد أن زاد عدد الدوائر الكهربية التى تعتمد عليها من دائرتين، وقت وقوع حادث "الخميس الأسود" إلى 6 دوائر حالياً، خاصة بعد إنجاز العديد من المهام المتعلقة بتفريغ الطاقات المنتجة من المحطات الثلاث التى تنفذهم الشركة الألمانية "سيمنس"، وهي محطات (العاصمة الإدارية - البرلس - بني سويف)، التى تضيف حتى عام 2018 نصف إجمالى الطاقة المنتجة بالشبكة القومية للكهرباء.

ونوه "عمري" بأن التغذية الكهربية في محافظات الصعيد أصبحت أكثر استقراراً بعد توفير دوائر كهربية بديلة يمكن من خلالها تغذية أي خطوط قد تتعرض للتعطل بفعل شبورة مائية أو غيرها من العوامل بخطوط بديلة، منها دوائر (سمالوط - الكريمات)، و(بنى سويف - سمالوط)، (بني سويف - مغاغة)، كما تمتلك الشبكة خطوط جهد 220 و500 جاهزة لاستقبال القدرات التى تفرغها مشروعات الطاقة الشمسية المتوقع تشغيلها فى منطقة "بنبنان" بمحافظة أسوان.

وتظهر الشاشات فى مركز التحكم إنتاج المحطات الجديدة بواقع 364 ميجاوات من محطة البرلس، و800 ألف ميجاوات من محطة بنى سويف خلال فترة ما بعد الظهيرة أمس الأول، ما يعنى استمرار مساهمة المحطات بالشبكة القومية خلال فترة الإنشاء.

ويعمل القطاع خلال الفترة المقبلة، كما ذكر مدير التشغيل، على إنشاء عدد من مراكز التحكم الإقليمية التى تتبع مركز التحكم الرئيسى، أحدهما تحت الإنشاء فى "سمالوط" بنظام ياباني، كما تعمد "سيمنس" لتحديث بعض مراكز التحكم الإقليمية، مثل مركزي "نجع حمادي، وطلخا".


مواضيع متعلقة