مواطنون يقاطعون «البقشيش» بعد ارتفاع الأسعار.. وعمال: كان بيفرق معانا

كتب: مها طايع

مواطنون يقاطعون «البقشيش» بعد ارتفاع الأسعار.. وعمال: كان بيفرق معانا

مواطنون يقاطعون «البقشيش» بعد ارتفاع الأسعار.. وعمال: كان بيفرق معانا

«البقشيش.. التيبس.. الإكرامية»، تعدّدت المسميات والمعنى واحد، وهو مبلغ إضافى يتركه المواطن حال حصوله على خدمة فائقة، أو بعد شرائه سلعة معينة، لكن هذا المبلغ لم يعد ضمن حسابات المصريين بعد غلاء المعيشة وارتفاع أسعار جميع السلع والخدمات، رغم اعتماد بعض الفئات عليه كراتب أساسى يُضاف إلى راتبهم الضئيل، كعمال محطات الوقود والمقاهى والمطاعم وأفراد الديليفرى.

قبل ما يقرب من 6 أشهر كان محمد إبراهيم، 36 عاماً، عامل بمقهى بلدى، فى منطقة الدقى، يعتمد على «البقشيش» كميزانية مختلفة للعلاج الشهرى لزوجته ولأحد أبنائه: «ده نصيبى اللى كنت باخليه لما حد من العيال يتعب أروح أكشف عليه وأجيب له العلاج به، وكان بيكفى المصاريف»، كان يجمع ما يقرب من 300 جنيه، طوال الأسبوع نظير عمله فى رص أحجار الشيشة: «المعاملة الكويسة مع الزبون والاهتمام به هو اللى بيخليه يدفع.. لكن دلوقتى هو بيكون مكسوف وهو بيحاسب، لأنه بيحاسب على القد، ولو اتفضل فلوس بيستنى ياخدها.. غير الأول».

وحسب قول «محمد»: «دلوقتى فيه ناس بتدينى بقشيش.. بس بدل الـ2 أو 3 جنيه يادوب يسيبوا لى جنيه واحد». نقص «البقشيش» يُسبّب عجزاً فى ميزانية منزله فى بعض الأحيان، خصوصاً أنه كان يفوق راتبه الشهرى: «اللى زيى بيبقى عايش على التيبس اللى بيجى له من هنا أو هنا.. خصوصاً لو رُحت خرجت شيشة بره ورُحت رصيت لها الحجز كذا مرة».

لم يختلف الحال كثيراً لدى محمود فتحى، 26 عاماً، عامل ديليفرى فى أحد المطاعم اليمنية، فكان «البقشيش» بالنسبة له أهم من راتبه الشهرى: «باقبض 1000 جنيه.. والفيسبا اللى شغال عليها بتاعتى والبقشيش اللى بيطلع كان ليا، وكان ضعف مرتبى.. يعنى فى الشهر كان يدخلى 3 آلاف وأكتر، دلوقتى بقى النص». امتناع المواطنين عن دفع البقشيش، جعل «محمود» يُطيل من ساعات عمله داخل المطعم: «بقيت باشتغل 10 ساعات بدل 8، صاحب المطعم بيزود لى الأجرة، وممكن أستنفع بكام واحد يدينى رزقى».

«باخلى ورديتى بالليل دايماً علشان الزباين بتوع آخر الليل دول لسه فيهم الخير وبيدونى فلوس».. هكذا يواجه «محمود» ظاهرة نقص البقشيش: «ساعات باعذر الناس اللى بطلت تدفع.. اللى غلى علينا، غلى عليهم». وحسب منة إبراهيم، 25 عاماً، فإنها تحتفظ بالبقشيش بعد غلاء المعيشة: «يادوب مصروفى ممشينى بالعافية دلوقتى.. كنت الأول اللى ييجى يمسح إزاز العربية فى أى إشارة باديله اللى فيه النصيب.. دلوقتى باوفر ليا».


مواضيع متعلقة