"الشوان".. بحث عن طعامه في القمامة.. وخدع أمريكاني بخلطة كوكايين مغشوش

كتب: سعيد محمود

"الشوان".. بحث عن طعامه في القمامة.. وخدع أمريكاني بخلطة كوكايين مغشوش

"الشوان".. بحث عن طعامه في القمامة.. وخدع أمريكاني بخلطة كوكايين مغشوش

"تليفزيون جمهورية مصر العربية.. ستوديو 5 يقدم عادل إمام في (دموع في عيون وقحة) من سجلات المخابرات العامة.. إعداد وسيناريو وحوار صالح موسى".. صورة لا يزال يذكرها الكثير عند الحديث عن البطل المصري "أحمد الهوان" المعروف لدى غالبية المصريين والعرب بـ"جمعة الشوان"، تلك الصورة التي لا بد أن تتخللها في الذاكرة موسيقى الراحل عمار الشريعي التي تأخذك معها لعالم مليء بالغموض والإثارة بمجرد سماعها.

قصة البطل المصري التي جسدها عادل إمام وأصبحت من علامات الدراما المصرية، كانت واحدة من الأساطير المصرية في التاريخ الحديث، حيث استطاع أحمد الهوان المولود في السادس من أغسطس عام 1939، أن يخدع الموساد الإسرائيلي بطريقة بارعة وخطة محكمة رسمها رجال المخابرات العامة المصرية، لكن حياة البطل الراحل وتفاصيل مهمته لم يتمكن المؤلف صالح موسى من سردها بالتفصيل نظرا لعدم موافقة "الهوان" على قيام عادل إمام بتجسيد شخصيته، فهو كان يرى أن فريد شوقي أو محمود مرسي هما الأجدر بذلك، ولم يخبر صالح مرسى بكل تفاصيل المهمة التي سرد منها القليل، نتيجة الإصرار على قيام عادل إمام بالدور، وهو ما تسبب في سوء العلاقة بين الفنان والبطل المصري، وفق ما ذكره ابن الهوان في حوار مع مجلة "الجرس" اللبنانية.

عانى أحمد الهوان الكثير في حياته بعد العدوان الثلاثي على مصر، حيث فقد بيته واللانش الذي كان يدر عليه رزقا وفيرا، ليصبح واحدا من المهجرين، يبحث عن قوت يومه الذي يجده بصعوبة، وهو المسؤول عن عائلته، قبل أن يتذكر دينا كان له عند "خواجة" يوناني فيقرر السفر للحصول على ما له من مال، وبالفعل يذهب في رحلة للبحث عن الخواجة، ويعاني من صعوبة العيش بعد نفاد أمواله، واضطراره للبقاء هناك حتى عوده الخواجة الذي لم يكن في البلاد، لدرجة أنه كان يفتش عن فتات الطعام في القمامة.

ويروي الهوان، أنه في ظل هذه الحالة الرثة، كان يجلس على أحد المقاهي في اليونان والتقى برجل أمريكي طلب منه أن يجلب له الكوكايين وأعطاه 100 دولار، فما كان منه إلا أن طلب من صديق له أن يقوم بطحن قرصين من الإسبرين ثم يخلطهما بقليل من الفلفل أبيض مطحون، وانطلت الخدعة على الأمريكي الذي طلب منه خمس وريقات أخرى وأعطاه 500 دولار، ليكرر الهوان الكرة مرة أخرى، ويطلب منه إكرامية لصديقه فأعطاه الرجل 200 دولار أخرى، ليصبح معهما 800 دولار بعد أن كانا مُعدمين تماما.

قابل أحمد الهوان الكثير من المغريات في الغربة، حتى يخون مصر، لكنه سارع بالذهاب للمخابرات العامة المصرية، ليلتقي هناك بـ"الريس زكريا" الذي جسد دوره الفنان صلاح قابيل، وهو اللواء عبدالسلام المحجوب محافظ الإسكندرية الأسبق، حيث دربه المحجوب على خداع الإسرائيليين وضابطهم "شيمون بيريز" الذي حاول تجنيده، ليعطي اليهود درسا لن ينسوه حتى يومنا هذا.

لم يشعر أحمد الهوان الشهير بـ"جمعة الشوان" بالغيرة من العميل المصري رفعت الجمال الشهير بـ"رأفت الهجان"، وإنما اعتبره زميلا في الجاسوسية وكان فخورا به وبما قدمه للوطن، وقال في حواره مع طوني خليفة ببرنامج الشعب يريد، إنه يعتب على الدولة لعلمه رفضها إعطاء الجنسية المصرية لأبناء الجمال.

فجر الهوان، مفاجأة قبل وفاته في 2011 حينما قال إنه تزوج الفنانة سعاد حسني بعقد عرفي سنة 1969، وأنهما أخفيا الأمر بناء على طلبها، ولم يستمر الزواج إلا 8 أشهر فقط، لكنه نفى أن يكون قام بتجنيدها لصالح المخابرات وقتها، وهو ما أثار استياء السيدة "جانجاه" شقيقتها ودفعها للقول بإنها ستقيم دعوى قضائية ضد أحمد الهوان لإدعائه بالباطل على سعاد حسني.


مواضيع متعلقة