"ساقي السينما" رضوان الكاشف.. أفلامه مرآة لقصة حياته

كتب: رحاب عبدالراضي

"ساقي السينما" رضوان الكاشف.. أفلامه مرآة لقصة حياته

"ساقي السينما" رضوان الكاشف.. أفلامه مرآة لقصة حياته

"برج عالي" ارتقى فنشر بهجة لكل ما حوله حتى في "الصعيد الجواني" في قرية لم تعرف إلا الفقر والحرمان سقا نبعا من عرق ينعش العقل "عرق البلح"، هو صانع بهجة يسحر الناس بأعماله التي يقول عنها "أخط بأفلامي قصة حياتي".

"الساحر" زرع في أعماله فتى رفض الهجرة وأجبره على أن يدفع ثمن التمرد في النهاية. هو المخرج "رضوان الكاشف"، عازف الصورة السينمائية، والتي تعد تجاربه شهادات على واقع حاول كشفه برؤية صوفية.

"أفلامي لازم تشبهني، مش ممكن أعمل شيء مش حاسه أو عن ناس ما أعرفهمش، لازم أعمالي تشبهني في كل تفاصيلي.. وتأخرت في بدء الإخراج لحرصي على إنجاز أفلام حقيقية، فمسألة أن تجد سيناريو يدهشك ليست سهلة، وإذا وجدته تبحث عن منتج، ولك أن تتخيل أنني انتظرت عشرة أعوام لأجد منتجًا لفيلم "عرق البلح.. ثم أن إنتاج الفيلم يستغرق أكثر من عام، وأنا أعتني بعملي جدًا وأكون دقيقًا ومعنيًا بأدق التفاصيل"، كلمات للناقد الفني محمود شاكر، على لسان الكاشف، في أحد حواراته على قناة "النيل".

رغم قلة أعماله، زرع الكاشف في عقول المصريين رسائل لن ينسوها، فقدم فيلم "الجنوبية" القصير مشروع تخرجه، الذي يدور حول فتاة حرة ترفض تقاليد المجتمع الذي أجبرها على الزواج ممن تكره ولكنها تمارس الحب المحرم مع مَن تحب، فيكون مصيرها القتل.

"عرق البلح"

استعرض الكاشف، في هذا الفيلم الذي استمر لأكثر من 10 أعوام يبحث عن منتج له، عادات وتقاليد الصعيد، ليعد من أقوى وأشهر الأفلام في السينما المصرية، ويتم اعتباره أحد رواد الجيل الثاني في السينما الواقعية المصرية، لتنهال عليه الجوائز.

"ليه يا بنفسج"

يتناول الفيلم حياة مجموعة من الشباب يقطنون في غرفة، ويعايشوا الفقر ويتعرضون للظلم والإحباط، ويستعرض عددا من العلاقات غير الشرعية.

"الساحر"

صنع البهجة في هذا الفيلم، الذي قدمه في أواخر حياته، أراد "الكاشف" بهذا العمل أن يحفز المشاهد على اكتشاف نفسه، وروحه، وطموحه وأحزانه وفرحه، فقال: "ما يهمني هو إعادة الكشف عن الروح التي تم حصارها والتغمية عليها".

ولد "الكاشف" بحي السيدة زينب، في 6 أغسطس 1952 بعد أسابيع قليلة من قيام ثورة يوليو، لجذور عائلية تنتمي إلى محافظة سوهاج.

حصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة من جامعة القاهرة عام 1978.

شارك مع آلاف المثقفين وملايين شعبية في انتفاضة يناير 1977، التي سماها البعض بانتفاضة الخبز، واتُهم بالتحريض عليها مع آخرين، وقُبض عليه مرة أخرى عام 1981 في حملة "السادات" لاعتقال عدد من المثقفين.

لم يرد دخول السينما من باب الهواية فقط، فقرر الالتحاق بمعهد السينما الذي تخرج فيه متصدرَا دفعته لعام 1984 بفيلمه القصير "الجنوبية".

توفي الكاشف في 5 يونيو 2002 عن عمر ناهز الـ50 عاما.