«طنطا الجامعى».. عشوائية فى الإدارة.. وعناية مركزة تعانى الإهمال و«مافيا» للتعاقد مع سيارات ملاكى لنقل المتوفين دون علم الأهالى

«طنطا الجامعى».. عشوائية فى الإدارة.. وعناية مركزة تعانى الإهمال و«مافيا» للتعاقد مع سيارات ملاكى لنقل المتوفين دون علم الأهالى
- أمراض المخ
- التقاط صور
- الحالات الحرجة
- الخدمة الطبية
- الصحة النفسية
- العناية المركزة
- المخ والأعصاب
- الواسطة والمحسوبية
- توقيع الكشف الطبى
- أبو
- أمراض المخ
- التقاط صور
- الحالات الحرجة
- الخدمة الطبية
- الصحة النفسية
- العناية المركزة
- المخ والأعصاب
- الواسطة والمحسوبية
- توقيع الكشف الطبى
- أبو
فى مستشفى طنطا الجامعى، لن تحتاج لبذل مجهود كبير للتعرف على الإهمال والعشوائية، فالإهمال سيعرفك بنفسه تلقائياً، ستجد نقصاً فى الأدوية، وكماً كبيراً من المرضى موجود فى مبنى الطوارئ والاستقبال، منهم من هو فى حالة حرجة وينتظر سريراً فارغاً فى العناية المركزة، ومنهم من هم فى انتظار خروج مرضى من الأقسام الأخرى للدخول، ستجد طبيباً واحداً وسط أكثر من مريض فى حاجة للإسعاف، وعناية مركزة بها ما يزيد على 15 سريراً فى عنبر صغير لا يفصل السرير عن الآخر سوى سنتيمترات، بالمخالفة للقواعد الطبية المتعارف عليها برعاية طبيب واحد، بما يخالف أيضاً أحكام العناية المركزة بوجوب وجود طبيب لكل حالتين بالعناية».
{long_qoute_1}
بدون تعقيم، ودون أى احتياطات تتبع عند دخول العناية المركزة، استطاعت «الوطن» أن توجد داخل غرفتى العناية المركزة الخاصة بأمراض المخ والأعصاب، والأخرى الخاصة بمرضى العمليات والجراحات، ونجحنا فى التقاط صور من داخل غرفة العناية المركزة.
يقول «محسن حجاج» 57 سنة، شقيق أحد المرضى: «بنجيب العلاج من برة، باصرف فى اليوم 300 جنيه، مفيش تحاليل فى المستشفى، بنحلل كمان برة، وبندفع فلوس للأشعة حوالى 200 جنيه، حسب الأشعة المطلوبة».
وتابع «حجاج»: «هنا الأهالى بتعرف بموت أقاربها متأخر، بعد ما بيكونوا وضعوا المتوفى فى سيارة ملاكى هم متعاقدين مع شركة سيارات ملاكى لنقل المتوفى، بغض النظر إذا كان أهله معاهم سيارة ولا لأ، بيكلموا العربية الأول تيجى، قبل ما بيكلمونا، وبمقابل مش صغير بيبدأ من 1500 حسب المسافة».
ويضيف «فتحى القطورى» 57 سنة: «إحنا هنا من تانى يوم العيد، ابن عمى عنده جلطة فى المخ، ومحجوز فى العناية، هنا كل حاجة بنجيبها على حسابنا، الإبرة، والحقنة، وكل حاجة، مفيش هنا بس غير الإيد العاملة، والأجهزة بتاعة التنفس اللى المرضى موضوعين عليها بالداخل، غير كده مفيش، كل دقيقة بيطلبوا مننا تحاليل وأدوية وحاجات».
وتابع: «إحنا مش قاعدين هنا كده وخلاص، إحنا قاعدين ونايمين فى الشارع، عشان الممرضات بيطلعوا بورقة كل شوية مكتوب عليها طلبات لأهالينا المرضى فى الداخل، كمان بيقولوا لنا نستنى هنا، عشان المريض ممكن فى دقيقة يموت».
«ساعات بيكون فيه اتنين دكاترة، وساعات دكتور واحد، على 20 مريض فى عنبر العناية بالداخل، وأوقات قليلة مش بيكون موجود ولا دكتور، وده أثناء تغيير الورديات فقط، بس بأمانة لو مش موجودين بيكونوا موجودين، فى غرفة مجاورة للعناية» بهذه الكلمات تحدث «جمال عباس» 60 سنة، مؤكداً وجود الأطباء داخل العناية، وتابع «عباس»: «هنا بنشترى كل حاجة، العلاج، وجوانتيات الأطباء، حتى السرنجات بنشتريها».
وتدخل محمد عصام، 25 سنة، قائلاً: «هنا بيموتوا الناس، أنا متأكد إن أبويا كل يوم حالته بتسوء، وضعوه هنا فى العناية المركزة الخاصة بالمخ والأعصاب، وهو مفروض يكون فى قسم الصحة النفسية والعصبية، وعشان مفيش مكان هناك جابوه هنا، أنا متأكد إن حالته كل يوم بتسوء، أبويا محتاج نفسيته تهدى عشان يخف، هتهدى إزاى وهو كل يوم بيشوف واحد جنبه بيموت».
{long_qoute_2}
انتقلنا إلى مبنى طوارئ طنطا، الذى يخدم 4 محافظات؛ الغربية والبحيرة والمنوفية وكفر الشيخ، تجمع كبير فى ممر ضيق، أهالى أحد المصابين يحيطون بالطبيب الذى يحاول إسعاف مصابهم، فيما ينتظر مصابون تعرضوا لحوادث طرق وصول أى من الأطباء.
«الدكتور قال لى أمك هتموت، لما طلعنا من غرفة العمليات إلى العناية المركزة»، كانت إجابة الطبيب على سؤال «السعيد شقويرة» 35 عاماً، حين سأله عن حالة والدته الصحية، متابعاً: «والدتى محجوزة بالعناية المركزة منذ 6 أشهر، تعالج من قصور فى القلب، وجميع الأطباء فى العناية هنا، طلاب فى الامتياز يتعلمون فى المرضى».
وأوضح «شقويرة» رحلة دخول والدته المستشفى قائلاً: «طوارئ طنطا الجامعى مشرحة مش مستشفى، المريض يدخل بمرض واحد يخرج بـ10 أمراض، وده إن طلع على رجله ولم يمت، وأهالى المرضى هنا بيشتروا الأدوية وبيعملوا التحاليل على حسابهم، فى ظل تعطل معمل المستشفى، زى ما بيقولوا، حتى جوانتيات الممرضات والشامبوهات وغيرها من المستلزمات تتخطى الـ300 جنيه يومياً، ويا ريته يجيب نتيجة».
والتقط طرف الحديث نادر الصاوى، قريب أحد المرضى، قائلاً: «كل حاجة هنا غلط، ولو ماكنتش تزعق ماتعرفش تاخد حقك، المريض بيفضل باليوم والاثنين فى العمليات مش لاقى سرير عناية، وكله ماشى بالواسطة والمحسوبية»، موضحاً أن والده خضع لعملية جراحية فى القلب، وفوجئ بعد الانتهاء من العملية بتركه يوماً كاملاً داخل غرفة العمليات، وبالاستفسار تبين أن السبب عدم وجود سرير له فى غرفة العناية، وبدون الواسطة لم يتمكن من نقل والده إلى العناية.
«حماتى محجوزة فى المستشفى، فى قسم الباطنة، انتظرنا 3 ساعات فى قسم الاستقبال، بدون توقيع الكشف الطبى عليها، حتى تدخل الوسايط والمعارف، وحالياً بنشترى كل الأدوية من برة حتى القطن والشاش واللزق الطبى»، هكذا قالت «رباب السيد» موظفة، مضيفة: «الخدمة الطبية المقدمة منعدمة، ومفيش هنا ولا أدوية ولا مستلزمات طبية». ويضيف «مصطفى النبراوى» 36 عاماً، جاء من محافظة البحيرة، مع شقيقه إبراهيم، 54 عاماً، محجوز فى قسم العظام: «سوء الخدمة الطبية مبالغ فيه والسراير بدون مراتب، وغير موجودة، والمريض لكى يتم حجزه يجب عليه الانتظار فى طابور طويل يعانى فيه حتى يأتى دوره فى العلاج، وأحياناً تموت بعض الحالات الحرجة قبل أن تصل لدورها فى حجز السرير».
ويقول «رامى محمد فوزى» 30 سنة، مشرف تغذية بالمستشفى: «العلاج هنا بفلوس، التحاليل بفلوس، فيه أطباء بس مش مكفيين عدد المرضى، اللى شغالين قليلين مايقدروش على كمية الشغل، ممكن دكتورة عناية واحدة تمسك 7 أدوار مع العناية، مفيش حاجة إلا بفلوس، فى الجامعة بالذات مفيش حاجة مظبوطة، ومعمل التحاليل اللى إنتى شايفاه ده أمام المستشفى تبع الجامعة بس برضه بفلوس».
كيس قمامة بجوار طفلة داخل العناية المركزة