بعد تصريحات نتنياهو.. هل تنجح إسرائيل في الحصول على مقعد بمجلس الأمن؟

بعد تصريحات نتنياهو.. هل تنجح إسرائيل في الحصول على مقعد بمجلس الأمن؟
مجلس الأمن الدولي.. اليد الأمنية القوية للأمم المتحدة، وواحد من أهم كياناتها، لما يتمتع به من صلاحيات فرض عقوبات وتفعيل قوة عسكرية، لذلك تسعى مختلف دول العالم للحصول على العضوية غير الدائمة، من بينها إسرائيل، التي تخطط حاليًا للوصول لذلك، لكونها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لم تنالها.
وقال موقع "واللا" الإسرائيلي، إن تل أبيب تسعى في الآونة الأخيرة لشغل معقد غير دائم في مجلس الأمن الدولي، وتعمل الدبلوماسية الإسرائيلية منذ أشهر وبمساعدة واشنطن بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكم على حشد تأييد دولي لهذا الغرض، وتعول كثيرًا على دعم الكثير من دول أوروبا الغربية، وهو الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للقيام بزيارات إلى العديد من الدول الإفريقية في الأشهر الأخيرة، أملًا بحشد أصوات هذه الدول كما أجرى نتنياهو اتصالات مكثفة مع زعماء آسيويين وأوروبيين للغرض نفسه.
وأشار الموقع الإسرائيلي، إلى أن تل أبيب لديها تقديرات بشأن توجه ممثلي جامعة الدول العربية إلى عدد من الدول لإقناعها بعدم التصويت لصالح منح إسرائيل مقعدًا غير دائم في مجلس الأمن الدولي في الاقتراع الذي سيجرى في يوليو 2018، حيث تمارس ضغوطًا على دول أمريكا اللاتينية وجزر الكاريبي والعديد من الدول الآسيوية، مؤكدًا وجود خطوات وجهود إسرائيلية مضادة لمساعي الدول العربية الرامية لإحباط الجهود الإسرائيلية، وفقًا لما ذكرته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية.
ورغم تلك الخطة، يرى الدكتور أيمن سمير أستاذ العلاقات الدولية، أن تلك المحاولة ستبوأ بالفشل، وأنها مجرد خطة لقياس مدى نجاح إسرائيل لاختراق المجموعة الأمنية الأممية لخدمة مصالحها الخاصة، مشيرا إلى محاولتها السابقة للانضمام إلى الأمم المتحدة، والتي لم يكتب لها النجاح فيها أيضا.
وأضاف "سمير"، لـ"الوطن"، سبب فشل تلك المحاولات لعدة اعتبارات على رأسها أن دولة إسرائيل في حد ذاتها تعتبر من مسببات تهديد الأمن والسلم الدوليين، بينما يسعى مجلس الأمن إلى ترسيخه، مؤكدًا أن تل أبيب ستجد صعوبة ضخمة في الحصول على تأييد مجموعة دول غرب أوربا التي تنتمي إليها، خصوصًا لوجود منافسين أقوياء بالاقتراع المقبل على المقعد، وهم ألمانيا وبلجيكا، اللذان سيلقيان ترحيبا وتوافقا أكثر من إسرائيل بكثير، وفقا له.
وأيدّه في الرأي نفسه، السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، مؤكدا أن تلك المحاولة أيضًا لن تنجح، وأن الدعم الأمريكي وحده لا يكفي في هذه الحالة، وأن حق الفيتو لا يسري على إجراءات المقعد غير الدائم، حيث يشترط توافق المجموعة التي تنتمي لها إسرائيل، ثم موافقة الدول الأعضاء بالمجلس البالغين 196 دولة.
وأشار "بيومي" إلى أن إسرائيل ستواجه اعتراضًا ضخما من المجموعة العربية والإفريقية وعدد من دول أمريكا اللاتينية، حيث ستكثف الدول العربية جهودها بشكل خاص لعرقلة ذلك الأمر.