حياة جديدة ومستقبل أفضل

قياتي عاشور

قياتي عاشور

كاتب صحفي

فى حوار لى مع صديق سألته عن كيف يرى المستقبل وكيف يفكر له؟ وقعت أجابته على قلبى وعقلى مثل الصاعقة فرد قائلا "عادى ولا حاجة هعمل إيه يعنى"، فطرحت السؤال مرة أخرى رغبة منى أن يحدثنى عن خطط أو أهداف أو رؤية مختلفة أو حتى نية للتجديد، فضحك ضحكة هستيرية شديدة، فطرحت السؤال على صديق آخر فكانت إجابته لا تختلف كثيرا عن سابقه، ومن هنا جاءت فكرة المقال.

علينا أن نستغل كل فرصة تأتى الينا، أو بداية فترة جديدة أو عام جديد حتى نصلح من شأننا، ومن ثم نصحح مسارنا ونضع خطة وخطوة جديدة لحياة أفضل، فلتمسك الآن ورقة وقلم وتكتب وتدون ما تراه يستحق التدوين، وأكتب الى آخر ما ترى أنك تحتاج إلى تسجيله. ولتبدأ مثلا بنقاط الضعف والقوة خلال العام المنصرم، وتقييم جوانب القصور والخطأ، حتى تتمكن من وضع خطة للتغيير، وكيف يمكن أن تستثمر أيامك لكى تجعل الأيام والشهور المقبلة نقلة فى حياتك، وادرس وخطط وتحرك وفقا لخطة مدروسة لكى تعود إليك بثمار ونتائج إيجابية.

ولا تغفل علاقاتك الاجتماعية مع أهلك وأقربائك وأصدقائك ودائرة معارفك، حتى تتمتع براحة نفسية ويعمك السلام الداخلى والهدوء، وهذا الأمر قد يتطلب بعض التنازلات، أن تقدم اعتذارا لشخص ما، أو رد كرامة أو مكانة شخص ربما أسأت إليه فى الماضي، فلا تترد وافعل ذلك بكل جراءة وشجاعة، وهذه هي البداية الحقيقة للتغيير، والبداية السليمة حتى مع من أساءوا إليك، حتى تبدأ فعلا بداية لنفسك قبل أن تكون للآخريين.

إن أول الخطوات التى لابد أن تبدأ بها حياتك الجديدة هى عملية تحديد الأهداف للفترة المقبلة، فهى خطوة مهمه للتفكير فى مستقبل مثالى، ولتحفيزك دائما نحو كل تصوراتك ورؤيتك الإيجابية من بداية العام، فعن طريقها تحدد أين أنت الآن؟ وتدرك جيدا مواطن القصور والنقص التى تريد معالجتها، كما أن وضعك للأهداف يساعدك على اختيار أين تركز مجهودك، فلتبدأ من الآن وضع وتحديد أهدافك ولتضعها على عدة مستويات:

- المهني: إلى أى مستوى تريد إن تصل فى عملك؟ هل يمكنك أن تصبح أكثر سعادة ونجاح فى عملك؟ هل تريد أن تكون أكثر التزامًا بالمواعيد؟ هل تريد أن تصبح أكثر تنظيما وترتيبا؟

- الأكاديمى والتعليمى: هل تريد تحسين مهارة معينة؟ هل تريد أن تدرس لغات جديدة؟ هل تريد أن تحصل على درجة دراسات عليا (ماجستير - دكتوراه – دبلوم؟

- الاجتماعى: هل تريد تحسن علاقاتك القرابية مع أهلك وأصدقائك؟ هل تريد تحسين طريقة تعاملاتك مع الآخرين؟

- الطبى أو الصحى: هل تريد ممارسة رياضة معينة؟ هل تريد أن تتوقف عن التدخين؟ هل تريد أن تقلل من وزنك؟ هل تريد عمل تحاليل وفحوصات طبية للاطمئنان على صحتك؟

- المادى والمالى: هل تريد أن تحسن دخلك المادي؟ هل تفكر فى إيجاد عمل إضافي؟

- الروحاني: هل تريد أن تحسن علاقتك بربك؟ هل تفكر فى الالتزام بالصلاة والفرائض؟

وعند كتابة أهدافك لا بد أن تراعى أن تكون تلك الأهداف محددة تحديدًا دقيقًا واضحًا يمكن تحقيقها، قابلة للقياس يمكن التعرف على التغييرات أو التحسين مع مرور الوقت. وتتميز أيضًا بالمرونة وتكون قابلة لاعادة التشكيل حسب المتغيرات، وأن تكون واقعية يمكن تحقيقها فعلا بما يتماشى مع القدرات والإمكانيات، ومحددة بوقت لإنجازها.

وقم بعد ذلك بوضع تلك الأهداف محل التنفيذ، وتحويل الأهداف الكبرى إلى أهداف صغيرة، ووضع مجموعة من الأدوات والطرق لتحقيقها، مثال ذلك: إذا كنت تريد تقدير جامعى مرتفع للمواد فيمكنك وضع مجموعة من الأدوات لإنجاز هذا الهدف (حضور المحاضرات، الالتزام بعمل التكليفات، القراءة والاطلاع والدوام على المكتبة، المشاركة فى النقاشات داخل المحاضرات، المراجعة المتكررة وهكذا).

فبكتابة أهدافك وأهم الأشياء التى تنوى فعلها خلال الفترة القادمة على الورق يبدأ بخلق صورة ذهنية لما تريد تحقيقه، ويزيد من نسبة تحقيقها بشكل كبير، وبعد الانتهاء من كتابتها احتفظ بنسخ كاملة لأهدافك وطرق تنفيذها فى مكتبك وفى ملفات عملك حتى تكون نصب عينك وأمامك دائما. وإبدأ بالتنفيذ فورا لخطواتك وأهدافك المدروسة ولا تنتظر الإلهام، وابذل قصارى جهد لتغيير وتجديد حياتك لمستقبل أفضل.

 

للتواصل مع الكاتب:

kayatyashour@art.bsu.edu.eg

https://www.facebook.com/kayaty.ashour